اللواء شوشة محافظ شمال سيناء: عجلة التنمية لا تتوقف.. ومشروعات فى كل المجالات تكلفتها تتجاوز 700 مليار جنيه

اللواء شوشة محافظ شمال سيناء
اللواء شوشة محافظ شمال سيناء

نستهدف قاعدة للصناعات ورفع القيمة المضافة للمواد الخام بوسط سيناء 

جهود مصر لم تنقطع لمساعدة الفلسطينيين القادمين من غزة

انطلقت التنمية فى شمال سيناء لتسير فى إطار خطة شاملة ومتوازية فى كافة المجالات والتى لم تتوقف مطلقاً رغم الظروف الصعبة التى مرت بها، وكانت رؤية الرئيس السيسى بالمضى قدماً فى التنمية بالتوازى مع استراتيجية محاربة الإرهاب، حيث تم إقامة مشروعات تنموية وبنية تحتية بلغت تكلفتها ما يزيد على 700 مليار جنيه فى المجالات الزراعية والصناعية وغيرها من مشروعات لتنمية شمال سيناء..

ولا ننسى الدور القومى فى استضافة المصابين من أهالى غزة فى مستشفيات المحافظة.. وفى إطار احتفالات سيناء بعيدها القومى كان هذا الحوار لـ «الأخبار» مع اللواء د. محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء .

شهدت شمال سيناء عدة متغيرات بسبب الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة..كيف واجهت المحافظة هذا الأمر؟

الجهود المصرية لم تنقطع فى مساعدة الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة الاهتمام البالغ بالمصابين فى أحداث غزة، ومرافقيهم وكذلك العالقين بمدينة العريش والتى حالت ظروف الحرب دون عودتهم إلى القطاع..

ونعمل على تذليل كل العقبات أمام الفلسطينين، سواء العالقين أو الذين دخلوا من معبر رفح لعلاج الجرحى من الإصابات الناتجة عن الحرب على غزة، وجميع أجهزة الدولة تولى الفلسطينيين العالقين اهتماما بالغاً، فهم فى وطنهم الثانى، وهم ليسوا غرباء فى الأراضى المصرية، وعددهم قرابة 375 فلسطينياً، وقد تم تجهيز عمارتين سكنيتين بكامل المرافق بمنطقة السبيل جنوب العريش لاستضافتهم بكامل الفرش وتجهيزهم على أعلى مستوى للإقامة.

وماذا عن الجرحى الفلسطينيين؟

بالنسبة للجرحى فقد أجريت لهم العديد من الجراحات الدقيقة فى مختلف التخصصات ومنها العظام والجراحات التجميل على يد استشاريين وأساتذة متميزين فى كافة التخصصات، حيث استقبلت مصر منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أكثر من 4 آلاف جريح ومريض من أبناء غزة لعلاجهم بالمعاهد والمستشفيات المصرية وبعض الدول الشقيقة والصديقة، ومعهم نحو 6 آلاف مرافق.

وماذا عن المساعدات الإنسانية المقدمة لأهالى قطاع غزة؟

استقبل مطار العريش الدولى طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية من عدة دول عربية وأجنبية ومنظمات إقليمية ودولية.. علاوة على استقبال سفن محملة بالمساعدات وأخرى مستشفيات عائمة من فرنسا وإيطاليا والإمارات، وبلغ عدد طائرات المساعدات والوفود التى وصلت لمطار العريش منذ 12 أكتوبر الماضى 750 طائرة، حملت أكثر من 17 ألف طن، بينها 610 طائرات نقلت مساعدات من عدة دول عربية وأجنبية ومنظمات إقليمية ودولية، و140 طائرة نقلت وفودا رسمية وشخصيات هامة من كل دول العالم..

وقد تم تحديد مخازن لوجستية لتخزين المساعدات الإنسانية والإغاثية التى تصل إلى المحافظة والتى يتم إدخالها إلى قطاع غزة بشكل يومى عن طريق معبر رفح البرى، علاوة على تدشين منطقة لوجستية بمنطقة رفح، لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية المُقدمة إلى قطاع غزة، وذلك للتخفيف من تكدس الشاحنات الموجودة فى سيناء، وكذا تسهيل عمل الهلال الأحمر المصرى.

وقد بلغت كمية المساعدات التى دخلت إلى قطاع غزة 10868 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية و10235 طناً من الوقود، و129329 طناً من المواد الغذائية و26364 طناً من المياه بجانب 123 سيارة إسعاف و43073 طناً من المواد الإغاثية.

ما مدى تأثير حرب غزة على مشروعات التنمية فى سيناء؟

تسير خطط التنمية بشكل طبيعى فى كافة الاتجاهات ويتم متابعتها بشكل يومى، كما أعطت زيارة رئيس الوزراء الأخيرة لسيناء، مدلولا كبيرا للتأكيد على أننا مستمرون فى ملحمة البناء والتعمير والتى تصل تكلفتها إلى ما يزيد على 800 مليار جنيه فى مشروعات تنموية ضخمة منها على سبيل المثال زراعة 109آلاف فدان فى المنطقة الشرقية، فضلا عن زراعة 370 الف فدان بمنطقة الحسنة ونخل بوسط سيناء هذا فى قطاع الزراعة بخلاف المشروعات التنموية الكبرى الأخرى.

متى سيتم طرح المرحلة الأولى من مدينة رفح الجديدة أمام المواطنين؟

سيتم الإعلان عن طرح الوحدات السكنية بمدينة رفح الجديدة أمام المواطنين فى سيناء، خلال احتفال المحافظة بالعيد القومى فى 25 أبريل الجارى، وذلك بتوزيع 43 عمارة تمثل المرحلة الأولى من المدينة بواقع 16 وحدة سكنية لكل عمارة.. كما أن الأولوية فى التقديم ستكون لأهالى مدينة رفح وأبناء المحافظات المقيمين فيها، والأولوية الثانية ستكون لأهالى الشيخ زويد والأولوية الثالثة لأبناء محافظة شمال سيناء، والرابعة لأبناء المحافظات فى الوادى والدلتا.

حدثنا عن مشروع تطوير ميناء العريش البحرى؟

يجرى العمل فى مشروع تطوير ميناء العريش البحرى، تنفيذ الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، بمواجهة 3 كيلو مترات على شاطئ البحر المتوسط بعيدا عن الكثافة السكانية، ليصبح ميناء كبيراً يجذب مراكب الشحن وخلافه، حيث يعد أقرب فى المسافة فى العمق بين جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.. والمخطط للميناء ان يكون ضمن الموانى التى سيتم من خلالها تصدير المنتجات واستيراد السلع من مختلف دول العالم خلال المرحلة المقبلة.

وماذا عن مشروعات الاستثمار فى شمال سيناء ؟

المشروعات التى يجرى تنفيذها الآن تستهدف توفير فرص عمل للشباب وإعادة توزيع السكان وتوطين الملايين من أبناء المحافظات الأخرى.. فيتم الاستفادة باستخراج الخامات التعدينية من منطقة وسط سيناء، والعمل على إنشاء قاعدة للصناعات، ورفع القيمة المضافة للمواد الخام.. حيث تم إنشاء مجمع لإنتاج الرخام بمنطقة « المليز « الجفجافة ويضم 5 مصانع، وهو تمثل النواة الرئيسية لإنشاء مدينة الرخام العالمية بوسط سيناء، وهذا المجمع ضمن أحدث المصانع وأكثرها استخداما للتكنولوجيا عالميا فى هذا المجال، ويعمل به خبراء إيطاليون لتدريب المصريين للإنتاج بمواصفات أوروبية.. كما تم افتتاح مجمع الصناعات بمنطقة الصناعات الحرفية بالمساعيد والذى يضم 48 ورشة حرفية، حيث تم طرحها على المنتفعين من أبناء المحافظة.. وتضم المنطقة ورش كرستال وألومنيوم وإصلاح السيارات سمكرة وميكانيكا وغيرها.

فيتم الاستفادة من الخامات التعدينية فى منطقة وسط سيناء باستخراج خامات الكبريت والرمال البيضاء والفحم والأملاح والجبس والحجر الجيرى والزلط، والأنشطة الصناعية المقترحة بالمنطقة هى الأسمنت ورمال الزجاج والجير والجبس ومواد البناء والحراريات والطوب الطفلى والجرانيت والرخام.

بالإضافة إلى أن هناك «10» خطوط إنتاج للملح بالمحافظة، كما أن الملح الخام المنتج يصلح لكافة الأغراض، ويبلغ متوسط إنتاج الملاحات بالمحافظة مليون طن سنويا من أجود أنواع الملح فى العالم، ويتم تصدير جزء كبير منه عن طريق ميناء العريش وميناء دمياط والباقى يتم توزيعه محليا.

حدثنا عن موقف المخططات التنموية الحضرية التى ستقام شرق العريش؟

سيتم تنفيذ المخططات التنموية الحضرية، بإقامة 21 تجمعا تضم 17.4 ألف منزل بدوى، لاستيعاب 69 ألف نسمة، وذلك فى مدن: رفح، والشيخ زويد، والعريش، وقد تقرر إقامة 21 تجمعاً، مقسمة على 3 مراكز رئيسية، بواقع 6 تجمعات فى رفح لاستيعاب 37 ألف نسمة و11 تجمعا فى الشيخ زويد لاستيعاب 27 ألف نسمة، و4 تجمعات فى العريش لاستيعاب 5 آلاف نسمة.

ما هو موقف التجمعات التنموية التى أقيمت بالفعل فى منطقة الحسنة ونخل بوسط سيناء؟

التجمعات التنموية الزراعية بمنطقة وسط سيناء، تعد أحد المشاريع التى تميزت بها محافظة شمال سيناء.. والتى يتم من خلالها توفير منزل ريفى وخمسة أفدنة لكل شخص، حيث يتم إنشاء 10 تجمعات تنموية فى منطقة وسط سيناء، من بينها: عدد 6 تجمعات بمركز نخل، وعدد 4 تجمعات بمركز الحسنة.
ويعد مشروع التجمعات التنموية الزراعية فى سيناء يعمل على دمج مواطنى سيناء بمواطنى الدلتا، وتهدف الى نقل خبرة المزارعين فى الدلتا الى سيناء بالعمل على الزراعة طوال العام وتوفير العديد من المحاصيل الزراعية التى تنتجها الأراضى فى سيناء بغزارة خاصة مع توفير الأرض المرفقة بالكامل بوصلات المياه، كما تهدف التجمعات التنموية الى توطين 3 ملايين مواطن فى شمال سيناء.

وتهدف التجمعات الى زيادة الدخل وإتاحة فرص التدريب والعمل لأبناء سيناء وذلك من خلال مزرعة سمكية بأحدث الطرق العلمية الحديثة، ومنها تشغيل الطلمبات بالطاقة الشمسية لتوفير المياه، ويبلغ متوسط انتاج المزرعة السمكية المقررة فى العام نحو (20) طنا من أسماك البلطى والبورى وبعض الأنواع الأخرى.

وتم إقامة تجمعات تنموية متكاملة وتسليمها لأهالينا وهى»النثيلة 1، النثيلة 2، طويل الحامض، صدر الحيطان، التمد» بمركز نخل و»الخفجة، خشم الجاد، الدفيدف، النوافعة، الكيلو 61 ببغداد» بمركز الحسنة، وتم إنشاؤها بتكلفة بلغت نحو 4 مليارات و57 مليون جنيه.. وكل تجمع متكامل المرافق، يضم أراضى زراعية مجهزة «5 أفدنة لكل منتفع»، منزل، ديوان، مسجد، مدرسة تعليم أساسى، ساحة رياضية، مرافق خدمية متنوعة، وأنشطة ومشروعات إنتاجية.

وماذا عن المشروعات الزراعية؟

بدأت أعمال ضخ المياه فى أجزاء من مسار ترعة السلام بمركز بئر العبد، فى إطار تنفيذ خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة فى سيناء.. وستضيف مياه ترعة السلام مساحة 400 ألف فدان إلى الرقعة الزراعية فى سيناء وعدد من المحافظات المجاورة، منها 125 ألف فدان من هذه المساحة تقع فى المحافظات المجاورة و275 ألف فدان داخل نطاق محافظة شمال سيناء، خاصة مناطق بئر العبد ورمانة والحسنة.. ونعمل على التوسع فى زراعة أشجار الزيتون التى تتميز بها المحافظة، بزراعة 10 ملايين شجرة زيتون، خاصة فى مناطق الشيخ زويد ورفح ومناطق جنوب العريش ومناطق بئر العبد، بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء ومنظمات المجتمع المدنى، استجابة لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتبنى مشروع زراعة 100 مليون شجرة فى مصر.

تتجه محافظة شمال سيناء، إلى التوسع فى المزارع السمكية ،وخاصة على مياه الآبار بالتعاون مع جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية كيف؟.

محافظة شمال سيناء حباها الله بالعديد من المقومات والثروات ومن بينها الثروة السمكية، حيث إن انتاج المزارع السمكية التى أقيمت فى التجمعات الزراعية فى 11منطقة بمركزى الحسنة ونخل، تغطى حاليا فترة حظر الصيد ببحيرة البردويل.

وقد تم نشر نظام المزارع السمكية فى التجمعات الزراعية بمنطقة وسط سيناء،ضمن الأنشطة الاقتصادية التى تمثل دخلا أساسيا للمواطنين، حيث تم بدء موسم حصاد انتاج مزرعة ام شيحان السمكية فى منطقة وسط سيناء.. ويبلغ إجمالى إنتاج المزرعة 17 طنًا ستوزع على منافذ المحافظة بأسعار مخفضة، بسعر 60 جنيها للكيلو 5 سمكات، أو بـ40 جنيها للكيلو من 6 الى 12 سمكة، وتم وضع مخطط لإنشاء 4 مزارع سمكية أخرى على المياه الجوفية و3 مزارع سمكية على مياه البحر.

وماذا عن تطوير بحيرة البردويل؟

يجرى استكمال تنفيذ خطة تطوير لبحيرة البردويل، وذلك بناء على توجيهات الرئيس السيسى بتكامل مشروع تنمية بحيرة البردويل مع الإطار الاستراتيجى العام لتنمية سيناء، مع توفير عوامل النجاح كافة للمشروع.. والوصول بإنتاحية البحيرة إلى 11 ألف طن من الأسماك سنوياً.
حيث يجرى العمل فى المرحلة الثانية من تطوير وتنمية البردويل،.. بعد انتهاء المرحلة الأولى، وذلك بتطهير البواغيز الرئيسية للسماح بدخول وخروج أكبر عدد ممكن من الأسماك، وعمل قنوات شعاعية لزيادة المساحة المستغلة للصيد من المسطح المائى للبحيرة.

حدثنا عن خطة أجهزة الدولة لتنمية شمال سيناء؟

أجهزة الدولة وضعت خطة تنمية شمال سيناء أولوية أولى لتحويلها إلى منطقة خدمية جاذبة للاستثمارات فى مختلف المجالات..حيث أعطى الرئيس السيسى ،اهتمامًا كبيرًا لسيناء من أجل تحقيق تنمية حقيقية لتعويض الأهالى وتلبية احتياجاتهم.. وذلك بتنفيذ خطة متكاملة فى مختلف القطاعات، ووجّه بضرورة أن تكون التنمية شاملة كل المحافظة وكل القطاعات، مع مراعاة طموحات ورغبات المواطنين.

كما أن هناك العديد من المشروعات القومية بالمحافظة، أبرزها إنشاء اكبر محطة لتحلية المياه فى الشرق الاوسط وافريقيا بإجمالى إنتاجية تصل الى 300 الف م٣ يوم على ٣ مراحل الاولى 100 الف، والتى تم افتتاحها لتدخل الخدمة لتعمل على تلبية احتياجات جميع مواطنى المحافظة وتقضى على نظام المناوبة وضخ المياه إلى المنازل طوال 24 ساعة يوميا، بينما يستغرق إنشاء المرحلتين الثانية والثالثة عاما واحدا لإنتاج ٢٠٠ الف م٣ يوم.

وقد نفذت وزارة الكهرباء محطتى كهرباء محولات عملاقة من بينها محطة بالعريش ومحطة فى الشلاق بالشيخ زويد.. حيث إن بافتتاحهما لن تنقطع الكهرباء عن مدن المحافظة.. الى جانب تغذية المشروعات التى يجرى تنفيذها شرق العريش بالكهرباء.