الأسلحة والحرب بالشرق الأوسط..ملفات تنذر بزيارة "غير متوقعة النتائج" من بلينكن للصين

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

يبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ،اليوم الأربعاء، زيارة للصين تمتد إلى ثلاثة أيام، حتى الجمعة 26 ابريل، يجتمع فيها مع عدد من المسئولين الصينيين على رأسهم نظيره الصيني وانج يي، والرئيس شي جين بينج.

وفي مقال لصحيفة الجارديان البريطانية، أوضحت أن الزيارة تأتي وسط تفاقم الخلاف بين أقوى دولتين في العالم الأمر الذي يهدد استمرار تحسن العلاقات بينهم في أي وقت، وذلك لعدد من الأسباب لعل أهمها استمرار المساعدات المبيعات الصينية من الأسلحة لروسيا على خلفية الحرب الأوكرانية.

اقرأ أيضا: بلينكن: أمريكا تحقق في انتهاكات إسرائيلية لحقوق الإنسان في غزة

ووفقًا للصحيفة فإن العلاقات بين البلدين قد تكون شهدت مؤخرًا منحنى اقل عدوانية مما كان متعارف عليه من قبل، خاصة بين الاجتماع الأخير بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في كاليفورنيا 2023، والتي نتج عنها عدد من النتائج الجيدة على رأسها مضاعفة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، على سبيل المثال.

ومن المتوقع أن تصل المباحثات بين بلينكن ونظيره الصيني وانج يي إلى ستة ساعات من الاجتماعات المتواصلة وفقًا للجارديان، خاصة مع وجود مناقشات مثل بيع الأسلحة لروسيا على جدول أعمال الوزيرين.

كما تتضمن المناقشات المتوقعة العقوبات الأمريكية ضد شركات صينية، حيث أعلن أحد المسئولين في إدارة بايدن قبل بدء زيارة بلينكن إلى الصين أن الزيارة معنيه باتخاذ خطوات للدفاع عن المصالح الوطنية الأمريكية.

وقال المسؤول: "ستكون هذه قضية رئيسية للمناقشة أثناء وجودنا في بكين". 

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت أن إدارة بايدن تدرس أيضا فرض عقوبات على البنوك الصينية، لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إنه "لا توجد خطط وشيكة لاتخاذ مثل هذه الإجراءات."

وتعتقد الولايات المتحدة أنها أصبحت أكثر قوة فيما يتصل بهذه القضية تحديدًا، خاصة بعد أن ناقشت موقفاً مشتركاً مع حلفائها الأوروبيين، الذين يشعرون بالانزعاج إزاء احتمال إعادة بناء الجيش الروسي وتحديثه وتعزيز كفاءته القتالية من خلال الحلفاء الصينيين، مما أدى وزراء خارجية مجموعة السبع إلى إصدار بيان شديد اللهجة في وقت سابق، قائلين: "يجب على الصين ضمان توقف هذا الدعم".

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن مثل هذا الضغط المشترك ساعد في إقناع بكين بالتراجع عن خططها لتزويد روسيا بالأسلحة مباشرة في وقت سابق من حرب أوكرانيا. ومع ذلك، فإنهم يعترفون بأنه سيكون من الصعب إقناع الرئيس الصيني بالتوقف عن بيع السلع الصناعية ذات الاستخدام المزدوج إلى الشريك الاستراتيجي الروسي.

وقبل وصول بلينكن، أعاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وينبين، تأكيد موقف الصين في هذا الشأن.

وقال وانج: "دعوني أؤكد مرة أخرى على حق الصين في إجراء تبادلات تجارية واقتصادية طبيعية مع روسيا ودول أخرى في العالم على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، والتي لا ينبغي التدخل فيها أو تعطيلها...لا ينبغي انتهاك حقوق ومصالح الصين المشروعة والقانونية."

جدير بالذكر أن كل من بلينكن ونظيره الصيني وانج، قد تحدثا حوالي ست مرات منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي حول الوضع في المنطقة، حيث حثت كل من الولايات المتحدة والصين على ضبط النفس، خاصة من الجانبين الإسرائيلي والإيراني.

كما تأتي الزيارة بعد ساعات قليلة من تبني الكونجرس الأمريكي مشروع قانون يعطي مهله لتطبيق تيك توك بقطع علاقتها مع شركتها الأم "بايت دانس" وعلى نطاق أوسع مع الصين بحد ذاتها، وإلا فإنها ستواجه الحظر التام في الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبه أعلن الرئيس جو بايدن أنه سيوقع بالموافقة على هذا القانون الذي تم اقراره بأغلبية الكونجرس الأمريكي، اليوم الأربعاء، وبمجرد التوقيع يصبح أمام تيك توك مهلة لما يقرب من تسعة أشهر لبيع التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة أو مواجهة حظره تمامًا واستبعاده من متاجر "آبل" و"جوجل"، وهو موعد نهائي يمكن للرئيس بايدن تمديده لمدة 90 يومًا.

يأتي ذلك بعد سنوات من محاولات استبعاد خطر التطبيق السيبرانية المزعومة، والتي يُعتقد أنها كانت تشكل تهديد للأمن القومي الأمريكي.

كل هذا يجعل الاجتماعات الصينية الأمريكية المتوقعة على مدار الثلاثة أيام القادمة "مشوشة" بحسب الجارديان، إلا إن المسئولين الأمريكيين يعتقدون في الوقت ذاته أن الصين ستكون ملتزمة بالحفاظ على الاستقرار في السنوات المقبلة بينما تعالج القيادة التحديات الاقتصادية.