بدون تردد

استمرار الانحياز (٢/٢)

محمد بركات
محمد بركات

فى انحيازها الكامل والتام لإسرائيل، لم تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عند خطوتها المؤسفة وبالغة السلبية فى رفضها ووقوفها ضد الموافقة على إصدار قرار من مجلس الأمن لاعتماد الدولة الفلسطينية صفة الدولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، وذلك باستخدامها حق الرفض «الڤيتو» للاعتراض على القرار.

لم يتوقف الانحياز الأمريكى عند هذا الحد، بل زاد عليه بأن اتخذ مجلس النواب الأمريكى حزمة قرارات بتقديم مساعدات مالية كبيرة لإسرائيل، وذلك دعماً إضافياً لها للوفاء باحتياجاتها العسكرية، فى إطار عدوانها الهمجى واللا إنسانى على قطاع غزة والشعب الفلسطينى وما تقوم به من حرب إبادة ضدهم.

حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة لإسرائيل تصل إلى «٢٦٫٤» مليار دولار، لمساعدتها فى زيادة كفاءة وفاعلية نظام الدفاع الصاروخى والقبة الحديدية وغيرها بالإضافة إلى شراء أنظمة أسلحة متطورة من خلال برنامج التمويل العسكرى.

وفى ظل ذلك الانحياز الفج والفاضح، اضطر الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى الإعلان أن السلطة الفلسطينية ستعيد النظر فى العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ولم يتوقف عند ذلك بل أضاف فى تصريحات له مع وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن القيادة الفلسطينية سوف تعيد النظر فى هذه العلاقات بما يضمن حماية مصالح الشعب الفلسطينى وقضيته وحقوقه الأساسية.

وأكد عباس أن مواقف الإدارة الأمريكية معادية لمصالح الشعب الفلسطينى، وهذا يدفعنا لوضع استراتيجية جديدة لحماية القرار الوطنى الفلسطينى المستقل.
وفى المقابل كان القرار الأمريكى محل ترحيب شديد من جانب إسرائيل، وانبرى رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» للقول بأن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل هى بمثابة دفاع عن الحضارة الغربية، وذكر أن ذلك يعكس دعماً قوياً من الأصدقاء فى أمريكا فى إطار الصداقة الاستراتيجية بينهما،...، ثم اختتم تصريحه بالقول.. شكراً لأصدقائنا.