حريات

مها عبد الفتاح

رفعت رشاد
رفعت رشاد

تنتمى الكاتبة الصحفية مها عبد الفتاح إلى جيل من العمالقة الذين عاشوا مجد الصحافة وسطروا تاريخا مجيدا فى فترة زخم ما بعد ثورة 23 يوليو 1952 . كانت تتمتع بكل مزايا العمل الصحفى من ثقافة ولباقة واحتراف المهنة وإجادة اللغات الأجنبية وكانت ذات جمال وجاذبية يلفتان الأنظار .


كانت مها فى برج عاجى فهى كاتبة صحفية فى الشئون الدبلوماسية ولم تكن تزور صالة التحرير  التى نعيش فيها غالبية الوقت ، كنا ننظر إليها عن بعد ، تصعد إلى مكتبها صامتة وفى المصعد تتبادل التحايا منفرجة الشفاه بدون كلام يمكن سماعه أو تفسيره .  


فى عام 1994 سافرت وزميلى أحمد حسن محرر الشئون الخارجية إلى أمريكا ضمن بعثة صحفية للدراسة والتدريب . فى واشنطن كانت مها عبد الفتاح مديرة مكتب أخبار اليوم ، وقررت أن أتصل بها رغم عدم وجود سابق معرفة . وجدت شخصية فائقة الروعة ، ربما كان غرضى من الاتصال الشعور بالونس والألفة فى تلك البلاد الجبارة ، لكن مها عبد الفتاح لم تترك الاتصال يمر عابرا ، أصرت على لقائنا بنادى الصحافة فى واشنطن ، رتبت دعوتنا فى النادى لكى نتناول الغداء وكان يوما رائعا قضيناه مع سيدة أخبار اليوم الجميلة . وجدتها على علاقة طيبة بأعضاء النادى وموظفيه ، وكان عازف الموسيقى ينحنى عندما ينظر إليها وقام بعزف مقطوعات خصيصا لها ، وبعد الغداء التقينا بالأستاذين حمدى فؤاد مدير مكتب الأهرام وزوجته هدى توفيق شكان التعرف عن قرب مع مها أمرا رائعا فهى شخصية راقية ولطيفة للغاية _ رحمها الله رحمة واسعة - .


كان يجب أن أستخدم لقب مدام مها أو مها هانم لكن التقاليد فى الكتابة الصحفية تحد من التعامل مع مثل هذه الألقاب ، لكن مها عبد الفتاح ، هانم فعلا.