صحيفة: بعد الهجمات الإيرانية..هل تتفرغ إسرائيل للرد على طهران أم لاقتحام رفح؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جبهتين يستحيل دعمهما في نفس الوقت، بالرغم من تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية «الفاشل سياسيا» بنيامين نتنياهو وتصميمه على المجازفة، يبدو أن كيانه أمام خيارين كلاهما صعب إما اجتياح رفح الفلسطينية الذي تم تأجيله كثيرا أو الرد على إيران التي ردت اعتبارها بهجوم مسيرات استهدف مواقع عدة.

بالنسبة لنتنياهو، يبدو أن المشكلة تنشأ فقط من حيث التوقيت، حيث يقول إنه مصمم على تحقيق كلا الهدفين، لكنه لا يستطيع أن يتجاهل تماما تعليمات واشنطن العاجلة بضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين.

إيران..رد يمكن أن ينتظر

وفقا لصحيفة جون أفريك، فقد أكد خبير أمني أن إسرائيل لن تكون قادرة على تنفيذ هجوم في رفح الفلسطينية ورد ضد إيران في نفس الوقت"، مضيفا بأنه سيكون هناك تسلسل، ويجب اتخاذ قرار.

لا يتعين على إسرائيل أن تخشى مسبقا حدوث هجوم مباشر آخر من إيران ويمكنها أن تأخذ الوقت الكافي لدراسة الخيارات التي لن "تؤدي إلى التصعيد" فحسب ، بل "ستوقف الأزمة" ، كما قال جون إيراث ، مدير الأبحاث في مركز الحد من الأسلحة ومنع الانتشار النووي.

هذا الحديث لا يتنافى مع تصريحات المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاجاري، الذي أشار إلى أن إسرائيل ستتصرف في الوقت والمناسبة التي نختارها.

وأضافت الصحيفة "لم تفرز حكومات الحرب التي لاحقت بعضها البعض منذ 14 أبريل في تل أبيب سوى الانقسامات بين الصقور اليمينيين المتطرفين، الذين يضغطون لإنزال عقوبة مثالية بإيران والانقضاض على رفح الفلسطينية، في أجواء يشوبها التردد وغياب الآراء الصائبة.


هل غير الهجوم الإيراني قواعد اللعبة بالنسبة لرفح الفلسطينية ؟

وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، ونقلا عن مصادر أمنية، فإن الهجوم على رفح الفلسطينية كان من المفترض أن يبدأ هذا الأسبوع، لكن خطط الجيش تعطلت بسبب الهجوم الإيراني.

ومع ذلك، لا يمكن لإسرائيل شن هجوم حتى يتم إجلاء 1.5 مليون نازح فروا من الحرب هناك، وفقا للأمم المتحدة. لكن القتال العنيف مستمر في وسط القطاع ولا تزال إسرائيل ترفض السماح للنازحين بالعودة إلى الشمال.

في 15 أبريل، ورد في بيان أن وزير الدفاع يوآف جالانت عقد اجتماعا لمناقشة "سلسلة من الإجراءات التي يتعين اتخاذها استعدادا للعمليات في رفح الفلسطينية، لا سيما فيما يتعلق بإجلاء المدنيين".

ووفقا لمصادر نقلتها الصحافة الإسرائيلية، فإن رفض حماس لمسودة الهدنة الأخيرة التي قدمها وسطاء أمريكيون ومصريون وقطريون في القاهرة في أوائل أبريل يجب أن يسرع من إطلاق الهجوم، حيث نفد صبر نتنياهو وهو مقتنع بأن حماس لا تريد صفقة.

ما هي المخاطر الدبلوماسية على إسرائيل؟

من جهتها، لفتت الصحيفة الفرنسية بأنه في كلتا الحالتين، "التأثير الدبلوماسي سيؤثر على الحسابات الإسرائيلية"، وفي حين انتقد جزء من المجتمع الدولي الانتقام المميت في قطاع غزة، أدى طوفان الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية التي سقطت على الأراضي الإسرائيلية مرة أخرى إلى عودة الاصطفاف حول تل أبيب.

وأضافت بأنه من شأن شن هجوم بري على رفح الفلسطينية فضلا عن الرد المفرط على النيران الإيرانية أن يخاطر بمحو هذه الفوائد الدبلوماسية. من ناحية أخرى، يمكن لإسرائيل الاستفادة من هذه الراحة لأخذ الآراء واستشارة القوى الأجنبية.