أول سطر

أرض الفيل فى أسوان!

طاهر قابيل
طاهر قابيل

 منذ بدء الخليقة اتخذ النيل مساره الطبيعى قادما من وسط إفريقيا متجها لمصر فى طريقه لمصبه بالبحر الابيض المتوسط مخترقا الهضاب والوديان والصخور ومشكلا العديد من الجزر ذات الأهمية ومن بينها جزيرة الفنتين بأسوان التى ضمت عددا من المعابد ولوحة المجاعة الشهيرة حين نقص النهر، وكانت من أقوى الحصون بمصر القديمة .

يقال ان كلمة الفنتين اشتقت أيام جدودنا قدماء المصريين من الاسم المصرى «أبو-أى» او»أرض الفيل» لانها كانت ميناء لاستقبال العاج الإفريقى المستخرج من ناب الأفيال واطلق عليها اليونانيون كلمة الفنتين والتى تعنى فى اليونانية»عاج أوسن الفيل» ويقول البعض إنها تعود لطبوغرافية الجزيرة فهى على شكل قرن كبش أو ناب الفيل وقد كانت فى الماضى البعيد جزيرة محورية على الطرق التجارية إلى عمق القارة السمراء ومقرا أساسيا للبعثات الحكومية والعسكرية والتجارية المتجه الى قلب افريقيا وأن منها انطلقت رحلات المستكشفين لأعالى نهر النيل.

بنهر النيل جزرعرفت بعصور أخرى منها الروضة والزمالك بالقاهرة وبربر بأسوان والموز بالأقصر والطوابية ومطيرة بقنا فعدد الجزر بنهر النيل 391 جزيرة وظهر الكثير منها بعد بناء السد العالى وتنتشر في 16 محافظة وإعلان 144منها محميات طبيعية وتتميز الجزر بالتنوع الاقتصادى والنباتي ما يجعلها موقعًا تجاريا هاما بطول نهر النيل وتختلف فى أشكالها ما بين الشريطية مثل جزر الهمامية وطما والنواورة والطولية وهناك الأشبه باللوزة منها برزة والنصيرات وجرجا والأحايوة الشرقية والنخيلة والواسطى وتقترب المستديرة من شكل العين ومنها البوجة وأقصاص والشورانية وحمور .. وهناك ايضا القوسية التى يتخذ أحد جوانبها الخط المستقيم ويدور الجانب الآخر فى شكل قوس كبير الذى يتفق مع انحناء النيل ومن الجزر التى تتخذ شكل  الثنية نقنق جنوب البلينا. 

قال لى أحد الأساتذة فى الرى ودراسات نهر النيل إن عدد الجزر من أسوان حتى نجع حمادى فى سوهاج  67جزيرة ومن أسيوط حتى القاهرة الكبرى 51 أهمها نقنق والنصيرات والأحايوة الشرقية ومجريس والعونة والحمودى و مطيرة والقناوية وفى محافظة الجيزة واحدة من اكبر الجزر وهى جزيرة الوراق ذات الموقع المتميز كمحطة التقاء بين محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية وتبلغ مساحتها ا1516 فدانا وعدد سكانها حوالى100 ألف نسمة وبها 6 آلاف منزل ويعمل سكانها في وظائف حكومية خارجها أومهن بسيطة بالمحل التجارية والورش الحرفية الصغيرة وتمثل الزراعة المتواضعة والصيد التقليدي باب الرزق وتقتصر وسيلة المواصلات منها وإليها على المعديات وفى داخلها التوك توك» وتفتقد لأى خدمات انسانية مثل المياه النقية والصرف الصحى والتخطيط العمرانى  ومنذ تسعينيات القرن الماضى ثلرت أزمة وقضايا بين السكان والحكومة وأثارت فكرة تحويلها الى منطقة جذب اجتماعية واقتصادية مثل جزيرة الزمالك ازمة كبيرة وحوارات مع الحكومة وبقاء الأمر على ماهو عليه .. وللحديث بقية