بدون تردد

تحسين الصورة الأمريكية

محمد بركات
محمد بركات

الولايات المتحدة الأمريكية تظهر اهتماماً كبيراً، بتوصل الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى، إلى اتفاق خلال المباحثات الجارية حالياً حول وقف إطلاق النار فى غزة، يتم بموجبه وقف القتال فى هدنة مؤقتة تستمر عدة أسابيع.

وفى هذا السياق قدمت الولايات المتحدة مقترحاً أمريكياً لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يتعين على إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلى تفرج عنه حماس فى إطار اتفاق الهدنة.

وصرحت المصادر الأمريكية فى «السى أى أيه»، المتولية مسئولية متابعة المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس فى العاصمة القطرية «الدوحة»، بأن إسرائيل وافقت من خلال وفدها فى المفاوضات على المُقترح الأمريكى.

وجارٍ انتظار موافقة حماس على الاقتراح الأمريكى، الذى يُعتبر طرحاً أو حلاً وسطاً بين الموقفين الإسرائيلى والحمساوى، حتى يمكن إبرام الصفقة.
والاهتمام الأمريكى يمتد إلى «نيويورك» ولم يتوقف عند حدود المفاوضات الجارية فى الدوحة،...، ففى «نيويورك» حيث مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة يحتل مجلس الأمن مركز الصدارة فى المنظمة الدولية، وهو الساحة الأكثر انشغالاً حالياً بالقضية الفلسطينية، والحرب اللا إنسانية الوحشية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتى تجاوزت يومها السبعين بعد المائة دون توقفٍ حتى الآن.

وخلال الأيام القليلة الماضية شهد المجلس نشاطاً أمريكياً متزايداً للتوصل إلى صيغة لمشروع قرار يتم إقراره حول الحرب الدائرة فى غزة،...، المشروع قدمته الولايات المتحدة سعياً للحصول على الموافقة عليه وإقراره، ليتم بموجبه وقف الحرب فى إطار الهدنة المؤقتة، التى تسعى إليها الولايات المتحدة تعبيراً عن وجهة نظرها ورؤيتها تجاه هذه القضية.

ووجهة النظر الأمريكية واضحة ومُعلنة، حيث إنها ترفض اصدار قرار من المجلس بالوقف الفورى والدائم لإطلاق النار، اتساقاً مع موقفها المنحاز انحيازاً كاملاً لإسرائيل، والمؤيد لما تدعيه حقها فى الدفاع عن نفسها،...، وهو ما يعنى الاستمرار فى حرب الإبادة الجماعية التى تقوم بها ضد الشعب الفلسطينى.
ولكنها رغم رفضها المُعلن للوقف الدائم للحرب، ورفضها أيضاً الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها بصورة دائمة، وعلى الرغم من تأييدها لاستمرار إسرائيل فى عمليات القتل والدمار والإبادة الجماعية،...، إلا أنها حريصة على ألا يتم وصمها بالمشاركة فى الحرب اللا إنسانية وعمليات الإبادة الجماعية،...، لذلك تسعى لهدنة مؤقتة، تقوم إسرائيل بعدها باستئناف الحرب.

وفى إطار هذا الحرص على تحسين صورتها أو تقليل قدر القبح فى الموقف الأمريكى، يأتى سعيها للتوصل إلى هدنة مؤقتة، ومطالبتها لإسرائيل بتقليل أعداد القتلى والضحايا ما أمكن، وكذلك مطالبتها بزيادة المساعدات الإنسانية لأهالى غزة،،...، ولكن مع الاستمرار فى القتل والإبادة، ومدها بكل الأسلحة الأمريكية التى تحتاجها لمواصلة العدوان حتى تحقيق أهدافها المُعلنة.

ولتحسين الصورة والوجه الأمريكى جاءت الموافقة الأمريكية السلبية، بالامتناع عن التصويت والامتناع عن الرفض، للقرار الذى صدر عن مجلس الأمن أول أمس لوقف إطلاق النار فى غزة، وهو القرار الذى تقدمت به الدول العشر غير دائمة العضوية بالمجلس، ووافقت عليه وتم إصداره بعد أربعة إخفاقات سابقة، نتيجة استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الڤيتو» لرفض وإحباط إصدار القرارات الأربعة السابقة المطالبة بوقف إطلاق النار.

«وللحديث بقية»