القوات المسلحة تفرج عن وثائق لحرب أكتوبر تنشر لأول مرة

جندي مصري يرفع علم مصر
جندي مصري يرفع علم مصر

أفرجت القوات المسلحة عن عدد من الوثائق السرية لانتصار أكتوبر المجيد بالتزامن مع الذكرى الخمسين «اليوبيل الذهبي» احتفالاً بالنصر، وقد نشر الموقع الرسمى لوزارة الدفاع العديد من الوثائق الرسمية المهمة الموقعة بـ«خط اليد»، والتى تضمنت التخطيط الاستراتيجى العسكرى لحرب أكتوبر، وكذلك إدارة الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النيران، منها تفاصيل خطة الخداع الاستراتيجى وتحطيم الساتر الترابى وبطولات القوات الجوية، وكواليس ما جرى فى غرفة عمليات القوات المسلحة والتعاون بين أجهزة الدولة المختلفة لتحقيق النصر.. «الأخبار» تنشر سلسلة حلقات عن أهم الوثائق المفرج عنها، حيث تتناول حقائق وتفاصيل تنشر لأول مرة..

وتفاصيل الحلقة السادسة في السطور التالية.

القوات المسلحة تفرج عن وثائق لحرب أكتوبر تنشر لأول مرة

المدفعية تنفذ التمهيد النيراني الأقوى فى التاريخ لمدة 53 دقيقة متواصلة فى 5 قصفات

«القوات الجوية» و«الدفاع الجوى» تقترح أيام محددة كأفضل موعد للعبور

تأتى الحلقة السادسة خاصة بالتخطيط الاستراتيجى العسكرى لحرب أكتوبر، حيث يرقى التخطيط الاستراتيجى العسكرى المصرى لحرب أكتوبر 1973 إلى أعلى درجات الفكر العسكرى العالمى، حيث شمل التوجيه السياسى العسكرى للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإعداد فكر الاستخدام للقوات المسلحة، وقرار القائد العام وإعداد خطط العمليات والخطط التكميلية وتنظيم التعاون الاستراتيجي والإشراف والمراجعة واختبار التخطيط بما يؤكد قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام المخططة..

ونستعرض فى السطور التالية تقرير موقف أعمال قتال قوات المدفعية المصرية التى كان لها دور كبير فى تحقيق النصر.

وتستعرض إحدى الوثائق تقرير موقف أعمال قتال المدفعية حتى الساعة 8 مساء يوم السادس من أكتوبر.. حيث بدأت المدفعية فى الساعة 2 وخمس دقائق وحتى الساعة الثالثة إلا دقيقتين فى تنفيذ التمهيد النيرانى لمدة 53 دقيقة متواصلة فى 5 قصفات طبقًا للتخطيط السابق، وتمكنت المدفعية من تحقيق المفاجأة الكاملة بفتح النيران أثناء وجود المراقبين فوق أبراج المراقبة وقد أدى ذلك إلى تأخير رد مدفعية العدو، وقد تم تدمير جميع الأبراج والتدمير الجزئى لجميع الدشم مع فتح جميع الثغرات المخططة فى مواقع الأسلاك وإسكات جميع البطاريات المعادية.. كما نفذت كتيبة تين وزيتون (اسم حركى) قصفات نيران على الأهداف المخططة مع بداية التمهيد وأصابت أهدافها إصابات مباشرة فى كبريت والقنطرة، كما نفذت كتيبة 64 قصفة صاروخية - باستهلاك 12 صاروخا - فى تمام الساعة الثانية و40 دقيقة على مواقع قوات العدو على المحور الشمالى فى بالوظة وعلى مركز الإعاقة والشوشرة فى أم خشيب وكان الضرب مؤثرًا.. وكذلك قصفت الكتيبة 48 بالوظة ومركز القيادة للعدو باستهلاك 6 صواريخ.

وتمكنت المدفعية من تدمير عدة أهداف للعدو فى مناطق عدة على طول القناة فى سيناء ومنها فى نطاق الجيش الثانى الميدانى فى الكيلو 10، ومواقع للعدو بجانب المعدية نمرة 6، وشرق الفردان.. وفى نطاق الجيش الثالث الميدانى فى عيون موسى، والقبة المسحورة، ومحور متلا، ومحور الجدى، بالإضافة إلى مركز الإعاقة والشوشرة فى أم خشيب.

فيما قامت المدفعية بمعاونة القوات فى العبور والاستيلاء على النقط القوية ومعاونة الاستيلاء على رؤوس كبارى على طول المواجهة.. ثم شاركت فى صد الهجمات المضادة.

فيما تمكنت جميع مراكز الملاحظة للسرايا والكتائب من العبور إلى شرق القناة، وجميع قطع الضرب المباشر عبرت مع الأنساق الأولى لقواتنا، وقام لواء 64 مدفعية بالانتقال إلى مرابض تبادلية.

رؤية القوات الجوية لأفضل موعد لحرب أكتوبر
نصت الوثيقة التى حملت عنوانًا سريًا للغاية وموقع عليها من اللواء طيار محمد حسنى مبارك قائد القوات الجوية، بتاريخ 10 فبراير 1973، عبارة عن خطاب من قيادة القوات الجوية - شعبة العمليات الجوية - موجه للواء محمد عبد الغنى الجمسى نائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، حيث طرح رؤية شعبة العمليات الجوية بتحديد الأيام خلال شهور سنة 1973 لاشتراك القوات الجوية فى العملية الهجومية.. ونصت الوثيقة على أن أنسب تلك الفترات خلال الليالى القمرية، وهى كالتالى: فى شهر يناير الفترة المتاحة من 4 - 14 يناير، منها 7 أيام لا تسمح فيها حالة الجو بالقيام بالعمليات الجوية (من 3 - 6، من 12 - 17) وبذلك تكون الفترة المتبقية من 7 إلى 11 يناير.. وشهر فبراير الفترة المتاحة من 13 - 23 .. وشهر مارس الفترة المتاحة من 15 - 25، منها 9 أيام لا تسمح فيها حالة الجو بالقيام بالعمليات الجوية (من 15 - 17، من 20 - 24، من 25 - 27) وتكون الفترة المتبقية من 18 - 19 مارس.

وفى شهر إبريل الفترة المتاحة من 13 - 23 .. وشهر مايو من 13 - 23 .. وشهر يونيو من 10 - 20 .. وشهر يوليو الفترة من 10 - 20 .. وشهر أغسطس من 9 - 19.. وشهر سبتمبر من 8 - 18.. وأكتوبر الفترة من 7 - 17 .. ونوفمبر من 7 - 16 .. وديسمبر من 5 - 15.. وترى القوات الجوية أن توقيت بدء النشاط القتالى للقوات الجوية فى العملية الهجومية يتوقف على أنه فى حالة بدء العمليات الهجومية بدون فترة تحضيرية نرى أن يبدأ النشاط القتالى للقوات الجوية قبل ساعة الصفر للعملية بفترة 3 ساعات حتى تتمكن القوات الجوية من تنفيذ  طلعتين منها طلعة للضربة الجوية المركزة والطلعة الثانية لتأكيد تدمير وسائل الدفاع الجوي المعادية الرئيسية علاوة على قصف بعض الأهداف ذات الأهمية الخاصة للقوات البرية.

بينما فى حالة بدء العمليات الهجومية بعد فترة تحضيرية نرى أن يبدأ النشاط القتالى للقوات الجوية قبل ساعة الصفر بفترة لا تزيد على يومين يركز فيها القتال ضد أهداف العدو الجوية ودفاعه الجوى علاوة على اشتراك القوات الجوية فى التمهيد النيرانى للهجوم.

فيما كشفت وثيقة أخرى تحمل عنوانا سريا للغاية، من قوات الدفاع الجوى شعبة العمليات بتاريخ 10 فبراير 1973، بأنسب توقيتات جرانيت 2 المعدلة .. وجاءت كالتالي: الفترة الأولى من 28 وحتى 31 مارس الساعة الرابعة و35 دقيقة عصراً وذكرت أسبابها بأنه منتظر وصول معدات لواء 116 فى النصف الثانى من فبراير ويحتاج إلى شهرين لدخوله واجب العمليات، بالإضافة إلى توجه رياح الخماسين.. والفترة الثانية من 27 وحتى 30 مايو فى الساعة 5 عصراً وطول ساعات النهار فى هذا التوقيت 14 ساعات، وذلك بسبب أن يكون لواء 116 جاهزا لدخول واجب العمليات واستكمال التجهيزات الهندسية فى سفاجا، وتوجه رياح الخماسين.. والفترة الثالثة من 24 وحتى 27 يوليو، وذلك بسبب وصول معدات 16 كتيبة «بتشورا» واشتراكهم فى واجب العمليات، وتقرير الدفاع عن سفاجا بالصواريخ المضادة للطائرات، وسيتم بذلك زيادة كفاءة الدفاع بالصواريخ المضادة للطائرات عن الأهداف الحيوية بالدولة.. والفترة الرابعة من 21 إلى 25 أكتوبر الساعة الثالثة و50 دقيقة عصراً، والفترة الرابعة من 18 وحتى 22 ديسمبر الساعة الثالثة و25 دقيقة عصراً، بسبب استكمال التجهيزات الهندسية فى برنيس لتمركز عناصر الصواريخ المضادة للطائرات، واستكمال تعديل كتائب الصواريخ بالمصنع وقصر فترة النهار فضلاً عن وصول 8 أجهزة تعارف رادارى غربى، وذكر فى هذا التوقيت بأنه أفضل الفترات.. وجاءت الوثيقة موقعة من اللواء أحمد كمال القلعاوى رئيس أركان قوات الدفاع الجوى.

من جهته أكد اللواء د.نصر سالم، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن حرب أكتوبر لم ينساها القريب والبعيد، ولذلك فنشر وثائق جديدة عن الحرب يأتى فى إطار خطة الإفراج عن وثائق مر عليها وقت يسمح فيه بالنشر، وذلك بمثابة رسالة لتذكير الجميع بالتاريخ المصرى القريب.

وأضاف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة، أن كل الوثائق يتم مراجعتها قبل النشر، وفى تلك الحالة تحمل بعض المعلومات والأرقام المسموح بنشرها، غير أن ارتباط ذلك بالتوقيت فى مصر والمنطقة، يشير إلى ما قامت به مصر فى حرب أكتوبر، وهو تاريخ مصرى مشرف، وفيه كثير من العبر والرسائل.

فيما أكد اللواء عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الوثائق الصادرة عن فترة حرب أكتوبر والاستعداد لها تحمل دلالة مهمة فى التوقيت فى ظل منطقة تموج بكثير من المتغيرات، وتجعلنا نتذكر ما حدث، و نذكر الآخرين بما حدث، وذلك لأننا نقول للعالم إنه رغم الظروف وقتها فقد حققنا المطلوب، وظروفنا اليوم أفضل ونستطيع فعل المطلوب فى كل وقت وحين.

وأضاف العمدة أن الإفراج عن هذه الوثائق يعتبر رسالة ردع للعالم كله ورسالة تذكير بأن مصر دولة قوية ورشيدة فى الوقت نفسه وتتعامل بأسس و ثوابت، ولا تتعامل بأهواء وعواطف، ولذلك نشر تلك الوثائق يجعلنا نذكر العالم بما تم، وهى وثائق تثبت قوة المقاتل المصري.