«جرانيت 2».. مهام جديدة للضفادع البشرية والصاعقة

القوات المسلحة تفرج عن وثائق لحرب أكتوبر تنشر لأول مرة

عسكري إسرائيلي يقع تحت الأسر بعد نصر أكتوبر
عسكري إسرائيلي يقع تحت الأسر بعد نصر أكتوبر

أفرجت القوات المسلحة عن عدد من الوثائق السرية لانتصار أكتوبر المجيد بالتزامن مع الذكرى الخمسين «اليوبيل الذهبي» احتفالاً بالنصر، وقد نشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع العديد من الوثائق الرسمية الهامة الموقعة بـ «خط اليد»، والتي تضمنت التخطيط الاستراتيجي العسكري لحرب أكتوبر، وكذلك إدارة الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النيران، منها تفاصيل خطة الخداع الاستراتيجي وتحطيم الساتر الترابي وبطولات القوات الجوية، وكواليس ما جرى في غرفة عمليات القوات المسلحة والتعاون بين أجهزة الدولة المختلفة لتحقيق النصر ..

«الأخبار» تنشر سلسلة حلقات عن أهم الوثائق المفرج عنها، حيث تتناول حقائق وتفاصيل تنشر لأول مرة .. 

وتفاصيل الحلقة الثالثة فى السطور التالية:

يرقى التخطيط الإستراتيجي العسكري المصري لحرب أكتوبر 1973م، إلى أعلى درجات الفكر العسكري العالمي، حيث اشتمل على التوجيه السياسي العسكرى للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإعداد فكر الاستخدام للقوات المسلحة، وقرار القائد العام، وإعداد خطط العمليات، والخطط التكميلية، وتنظيم التعاون الاستراتيجي، والإشراف والمراجعة، واختبار التخطيط، بما يؤكد قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام المخططة.

فكر  الاستخدام
وفى الحلقة الثالثة تسلط جريدة «الأخبار» الضوء على إحدى الوثائق التى أفرجت عنها القوات المسلحة، عن أسرار حرب أكتوبر، والتى جاءت تحت بند التخطيط الاستراتيجى العسكري، وتقدم أحد نماذج فكر الاستخدام للقوات المسلحة، وتستعرض تلك الوثيقة تفاصيل الإعداد للعملية «جرانيت 2» المعدلة بمنطقة البحر الأحمر، وجاءت الوثيقة الصادرة من قاعدة البحر الأحمر البحرية إلى رئيس شعبة العمليات البحرية بتاريخ 22 أبريل 1973، وكانت ردًا على خطاب سابق لرئيس شعبة العمليات البحرية بتاريخ 6 أبريل، حيث أفادت الوثيقة أنه بخصوص العملية «جرانيت 2» المعدلة، تم الاتصال بقائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، للوقوف على مطالبه فى تأمين قتال القوات على الساحل الشرقى لخليج السويس، حيث أوضح أن المهام المكلفة بها القوات البحرية فى البحر الأحمر وخليج السويس، ومقارنتها بالمهام المكلفة بها قاعدة البحر الأحمر، تبين أنه توجد بعض المهام التى لم يسبق تكليف القاعدة بها .

وأضاف أن تلك المهام الجديدة تنحصر فى الاستعداد للإغارة رأسيًا على العدو بالضفة الشرقية لخليج السويس والتى يكتشف بها وسائل إبرار بحرى باستخدام الضفادع البشرية، مع توجيه ضربة بالصواريخ غير الموجهة عند رأس سدر، والإغارة بفصيلة صاعقة بحرية على منطقة أخرى، بالإضافة إلى المعاونة على إبرار عدد 4 سرية صاعقة من المجموعة 128 صاعقة، باستخدام 30 قاربا سريعا «زودياك»، وتقسيمهم بواقع عدد 3 سرية فى اليوم الأول، وسرية واحدة للدعم فى اليوم الثاني، وحددت الوثيقة مناطق التحميل والإبرار، مع تخصيص 37 بلنص صيد لأعمال الإمداد البحرى .

وأوضحت الوثيقة مطالب قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، والتى تمثلت فى إعداد وتجهيز مناطق التحميل لسرايا الصاعقة والسيطرة عليها أثناء تنفيذ عملية الإبرار وتأمين إبحارها فى العملية «جرانيت 2» المعدلة، بالإضافة إلى تأمين وسائل وأعمال الإمداد البحرى عبر الخليج للقوات التى يتم إبرارها والقوات المتقدمة بجوار الساحل، وحدد قائد المنطقة 3 نقاط مراسى للإعداد، و3 نقاط مراسى للتفريغ، وتقوم هيئة إمداد وتموين القوات المسلحة بالاتصال بالقوات البحرية، لكى يتم إنشاء أرصفة التحميل والتفريغ، مع استغلال وسائل التأمين الخاصة بالعملية «جرانيت 2»، فى تأمين إبحار فصائل من المجموعة 132 صاعقة، لقيامها بأعمال الإغارة الصاعقة على الساحل الشرقي، فيما يعرف بالعملية 17، وحددت الوثيقة نقاط مناطق التحميل وكذا مناطق الإبرار .

واستعرضت الوثيقة عددا من المقترحات لتنفيذ مطالب قائد المنطقة، وهى تعزيز القاعدة لتأمين إبرار سرايا الصاعقة سواء لصالح العملية «جرانيت 2» أو العملية «17»، مع تعديل مركز السيطرة على عمليات الإبرار ليكون بمنطقة أخرى بدلًا من رأس غارب، وتتم منه السيطرة على عمليات الإبرار والإمداد البحري، على أن ينشأ كمركز قيادة مشترك مع قيادة المجموعة 128 صاعقة، ويتم إعداده من تاريخه، ويطقم بقوة مخفضة ويجهز بوسائل المواصلات ليكون جاهزًا فور طلبه، وتقوم شعبة التنظيم والإدارة بإصدار التعليمات الخاصة بالتطقيم وإدارة الإشارة وتجهيزه بالمواصلات، بالإضافة إلى إنشاء مركز سيطرة تبادلى بمنطقة غارب للسيطرة على عمليات الإمداد البحرى طبقًا لموقف العمليات، على أن تقوم شعبة التنظيم والإدارة بإصدار التعليمات الخاصة بالتطقيم بطاقم مخفض وإدارة الإشارة بتجهيزه بالمواصلات.

كما شملت المقترحات أيضًا إعداد وتجهيز مناطق التحميل ومراسى الإمداد من تاريخه بالتجهيزات اللازمة، حيث تحددت تلك المناطق بصفة نهائية، وتقوم شعبة التنظيم والإدارة بإصدار التعليمات الخاصة بتطقيمها بأطقم مخفضة من الأفراد، وتقوم إدارة الإشارة بوضع خطة تجهيزها بالمواصلات، مع إنشاء أماكن للنشات والتجهيزات اللازمة لذلك، بالإضافة إلى تكليف قائد لواء الوحدات الخاصة بالاشتراك مع قيادة قاعدة البحر الأحمر البحرية بالإعداد والتجهيز لتنفيذ عمليات إبرار سرايا الصاعقة وتوفير جميع الوسائل والمعدات اللازمة لإنجاح العملية، مع تخصيص 8 شاحنات نقل كبيرة وسيارتى جيب لمركز السيطرة ونقاط التحميل، وتخصيص 10 شاحنات أخرى لعملية تعبئة بلنصات الصيد بالإضافة إلى عربات نقط التحميل، حيث إن العمليتين سوف يتم تنفيذهما فى وقت واحد تقريبًا، والعربات المخصصة للقاعدة ستكون مكلفة بعمليات الإمداد لوحدات القاعدة ولا يمكن تكليفها بهذه المهام .

محاور التنفيذ
كما استعرضت الوثيقة مقترحات تنفيذ العملية، والتى جاءت على 4 محاور، وتمثل المحور الأول فى تنظيم القوات، وذلك من خلال تشكيل قيادة تتولى السيطرة وتأمين عمليات الإبرار وأعمال الإمداد البحرى لصالح العملية «جرانيت 2»، وتتبعها مجموعات السيطرة والتأمين بنقاط التحميل ومراسى الإمداد وأطقم التعبئة بمناطق تعبئة بلنصات الصيد، مع تقسيم زوارق «الزودياك» إلى 3 مجموعات إبرار تتكون كل مجموعة من 10 زوارق تحت قيادة ضابط بحرى وأطقم الزوارق من لواء الوحدات الخاصة، بالإضافة إلى تقسيم البلنصات إلى مجموعات إمداد بحرى تتكون كل مجموعة من 4 بلنصات تحت قيادة ضابط بحرى وطاقم مكون من عامل لاسلكى وعامل شفرة إضافة إلى أطقم البلنصات من ضابط بحرى وضابط ميكانيكي، وتشكل وحدات التأمين وتقسم إلى 3 مجموعات، ومجموعتين للتغطية .

وذكرت الوثيقة المحور الثانى من مقترحات تنفيذ العملية، والذى تمثل فى خطوات التنفيذ، وذلك من خلال فتح مركز القيادة والسيطرة واحتلال نقاط التحميل ومراسى الإمداد بالأطقم الكاملة والتى تعد بداية المرحلة التحضيرية، كما يتم فتح مراكز التعبئة فى منطقتين والبدء فى تعبئة 37 بلنص صيد، ثم يتم تجهيز زوارق الزودياك للعمليات بحيث يتم دفعها على العربات إلى منطقة «تشوين» خلف نقاط التحميل وكذا تخزين احتياجاتها من الوقود والزيوت وقطع الغيار، على أن تتم هذه الأعمال ليلًا، ويتم دفع اللنشات بالعربات إلى أماكن مبيتها ليلًا أيضًا، ومع بداية العمليات الفعلية تنفذ عمليات إبرار مجموعات الصاعقة، من خلال دفع مجموعات زوارق الزودياك إلى نقاط التحميل المخصصة لكل مجموعة اعتبارًا من آخر ضوء، وتجهيز الزوارق للإبحار ويتم تحميلها بقوات المجموعة 128 صاعقة بواقع سرية لكل مجموعة من 3 نقاط تحميل، تتشكل كل مجموعة من ستين بكل خمسة زوارق ويتم إبحارها بنظام خطين بالعرض بفاصل بحري، ويتم إنزال اللنشات اعتبارًا من آخر ضوء، ويتم دفع كل مجموعة تأمين مكونة من عدد 2 لنش إلى منطقة التحميل المخصصة لها، وتقوم بالمرور أمامها لتأمين عملية تحميل القوات .

بداية الإبحار
وأكملت الوثيقة الصادرة من قاعدة البحر الأحمر البحرية مقترح خطوات التنفيذ، إلى أنه بانتهاء عملية تحميل القوات وبدء الإبحار تتخذ قوة التأمين مراكزها فى تشكيل الإبحار أمام وخلف مجموعات زوارق الزودياك للتأمين والإرشاد، ويتم إبرار قوات الصاعقة بنقاط الإبرار على موجتين متلاحقتين وتقوم لنشات التأمين عند الاقتراب باتخاذ خطوط مرور لتأمين القوات أثناء إبرارها عند تدخل العدو بعد اتجاه البحر، ويحدد توقيت الإبحار بحيث يسمح بإتمام إبرار القوات فى نقاط وعودة الزوارق إلى نقاط التحميل قبل أول ضوء اليوم التالي، وفور عودة الزوارق إلى نقاط التحميل يتم سحبها إلى مناطق «التشوين» الخلفية وتجهيزها لعمليات اليوم التالي، ويتم المناورة بالزورق بين نقاط التحميل برًا باستخدام العربات، وينظم المرور التعبوى شمال وجنوب الخليج أثناء فترة تنفيذ عمليات الإبرار لتأمينها، وبنهاية اليوم تبدأ عمليات الإمداد البحرى باستخدام البلنصات من مراسى الإمداد، وتستخدم البلنصات بحيث تعمل كل مجموعة كوحدة متكاملة على أن يتم استغلال أرصفة الإمداد بمراسى التحميل والتفريغ بصفة مستمرة، كما يتم تأمين بلنصات الصيد أثناء التحميل والإبحار والتفريغ بواسطة مجموعات اللنشات بتنظيم خطوط مرور لها تغطى المنطقة، ومع بدء عمليات تطوير هجوم القوات المتقدمة بجانب الساحل لاحتلال الطور يتم انتقال قيادة العملية إلى مركز السيطرة التبادلى فى غارب للسيطرة على أعمال الإمداد البحرى من ميناء غارب إلى الطور بعد تأمينه.

أمن القتال
واستعرضت الوثائق المحور الثالث من مقترحات تنفيذ العملية، الذى يتضمن تفاصيل أمن القتال، وذلك من خلال تأكيد معلومات الاستطلاع فى مناطق الإبرار وتحديد قوات العدو بها، مع استمرار تواجد بلنصات الصيد على طول مراسى الساحل الغربى لخليج السويس والتركيز على منطقتين مع التصريح لهم بالصيد بها لأغراض الخداع والتمويه، بالإضافة إلى تعزيز المراقبة الفنية والبصرية باستخدام نقاط المراقبة فى خليج السويس، مع مراعاة السرية الكاملة للعملية وتنفيذ إجراءات الصمت اللاسلكي أثناء المرحلة التحضيرية والإبحار، وتقوم قيادة منطقة البحر الأحمر العسكرية بتأمين مراكز السيطرة ونقاط التحميل ومراسى الإمداد ومناطق «التشوين» الخلفية وتحقيق الدفاع الجوى والأرضى عنها، ويتم استخدام أسلحة سرايا الصاعقة أثناء الإبحار لأغراض الدفاع الذاتى عن الوحدات، واختتمت الوثيقة بالمحور الرابع من مقترحات التنفيذ وهو التجهيز الهندسي، وذلك من خلال قيام الفرع المختص بالاشتراك مع قاعدة البحر الأحمر باستطلاع أماكن مبيت اللنشات ومراكز السيطرة ونقاط التحميل ومراسى الإمداد وعمل التجهيزات اللازمة لها.