الذهب الأخضر| ملوخية الفيوم تغزو الأسواق العربية والأوربية

حصاد الملوخية في قرية جردو بالفيوم
حصاد الملوخية في قرية جردو بالفيوم

لم ينتظر أبناء قرية جردو الوظائف الحكومية، وأعلنوا تحدى ما يواجههم من صعاب. رفضوا أن يخضعوا للروتين ويستسلموا لموجات الإحباط، وبدأوا فى التفكير خارج الصندوق، ومنحوا بلدتهم صبغة عالمية،  حتى أطلق عليها أهلها أنها قرية الذهب الأخضر.

 قرية جردو التابعة لمركز إطسا بالفيوم، اشتهرت بزراعة الملوخية، لم يكتفِ أبناؤها بالزراعة، فبدأوا يسعون لتصديرها إلى الدول العربية وأوروبا، ومع الوقت تحولت القرية إلى خلية عمل بسبب زراعة الملوخية والمشروعات القائمة عليها، حتى أن أغلب نسائها يعملن فى «تقطيف» هذا النبات، تمهيدا لتجفيفها وتعبئتها. تلك الزراعة التى تبدأ فى منتصف شهر أبريل وحتى منتصف شهر أكتوبر يتم جمع محصولها عن طريق آلة تسمى «المحش»، ويُنقل المحصول بعد ذلك إلى مرحلة التجفيف داخل المخازن، لتنظيفه من الشوائب وتعبئته فى أكياس بلاستيكية مُقسمة حسب الوزن، تُوضع فى صناديق من ورق الكرتون. ويوجد بالقرية نحو 26 مشروعا للشباب تقوم على تجفيف وتعبئة الملوخية، مما جعل معظم أهلها بدون بطالة.

يقول محمد محمود أحد أبناء القرية: إن عددا كبيرا من أبناء القرية لم يفكروا فى الوظائف الحكومية، واتجهوا لزراعة الملوخية وتصديرها، وأشار إلى أن زراعة الملوخية تستمر 70 يومًا وتتميز بحجم ورقتها الكبير، لأن نوعها يسمى الملوخية «الصعيدى»، وهذا النوع هو المطلوب فى التصدير إلى الخارج، ويختلف عن الملوخية العادية ذات الحجم الصغير والشائع استخدامه فى مصر، وتستغرق عملية التجفيف 4 أيام، ومن بعدها تبدأ عملية التصدير.

ويتابع أن إقامة هذا المشروع يحتاج فقط إلى قطعة أرض زراعية، تُوضع بها أقفاص مصنوعة من سعف النخيل وتُزرع أوراق الملوخية الخضراء بعد عملية نزع أوراقها، ثم تُترك لمدة 4 أيام للتجفيف، وبعدها يتم وضعها فى مخزن صغير يكون غالبا داخل أحد المنازل بالقرية، تجتمع فيه النساء لتنظيف أوراق الملوخية الجافة من الحشائش، ثم مرحلة التعبئة حسب الوزن الذى يطلبه المستورد، وتبدأ من 5 كيلو جرامات، ثم كيلو، أو نصف كيلو، انتهاء بعبوة 200 جرام، وأوضح أن القرية تبيع الملوخية المجففة فقط، أما الخضراء الطازجة فليست من اختصاصهم.

وكشف عشرى جاب الله صاحب مشروع لتعبئة الملوخية،  عن أن القرية تصدر الملوخية إلى العديد من الدول العربية منها: الإمارات وتونس ولبنان، ودول أوروبية منها: ألمانيا وإيطاليا واليونان وتركيا، مشيرا إلى أن شركات الاستيراد تحقق ربحا كبيرا من وراء هذا المشروع، رغم أنها تأخذ المنتج جاهزا معبأ ويتقاضى صاحب المشروع هامش ربح بسيطا، لكنه فى المجمل يحقق ربحا معقولا.

ويضيف أحمد حسن 27 سنة أنه استطاع بمساعدة شريكه الوصول إلى مستوردين فى الخارج عن طريق شبكة الإنترنت، ونجحا فى اكتساب ثقة أهل القرية ويقومان بشراء محصول الملوخية منهم وتجهيزه للتصدير دون الحاجة إلى وسيط، وأكد أن القرية ذاع صيتها واكتسبت شهرة عالمية فى زراعة وصناعة الملوخية «الصعيدية»، حتى أن أهل القرية أطلقوا على الملوخية «الذهب الأخضر»، تعبيرا عن فرحتهم فى عمل معظم أبناء القرية فى هذا المجال وتوفير فرص عمل لأبنائهم.