«الإنكشارية الجدد» قصة قصيرة للكاتب عمرو حسين

عمرو حسين
عمرو حسين

محمد شاب طموح يعشق الرياضة وخاصة كرة القدم، تخرج في كلية العلوم شعبة الرياضيات، قرر استكمال دراسته في الذكاء الصناعى، كان محمد مرتبطا عاطفيا بزميلة له اسمها همسة.

 همسة كانت تشاركه نفس الشعور، وتوافقا أن يصنعا كل منهما إنسان آلى واحدا يشبه والآخر يشبهها، وعملا أن يكونا متخصصين في مجال اللغات والترجمة، ولكن المفاجأة أن الآليين ارتبطا معا بأفكار متشابهة وكأنهما صنعا لهما شبيهين، وكان محمد وهمسة اقترب حفل زواجهما واتفقا أن يجعلا الآليين يساعدهما في أعمال المنزل، وفعلا بعد الزواج استخدما الآليين في أعمال المنزل.

 قام الآليان بكل أعمال المنزل، فكان لهما عقلين الكترونيين يعملان بتقنية ai ، طور محمد أداء الآلي الأول لكي يستخدمه في تشخيص الأمراض، وصل الحال بذلك الآلى أنه إذا مرض محمد أو زوجته بالبرد يستطيع قياس درجة الحرارة والضغط والسكر وعمل رسم القلب بل والذهاب بنفسه إلى الصيدلية ليحضر لهما العلاج، أما الروبوت الثانى كان يهتم أكثر بحياة المرأة كان يدل همسة على طريقة عمل الطعام في البيت بل ويقوم بنفسه بطهي الطعام ، يسعد همسة على اختيار الملابس المناسبة ونوع المكياج.

 شعر محمد وهمسة بأن هذين الآليين غيرا شكل الحياة الزوجية لتكون فيها راحة أكثر، وبعد فترة من التطوير فيها والتحديث تبدل حال الآليين لم يعد كلا منهم ينفذ الأوامر المطلوبة. لاحظ محمد في أحد الأيام أن الآليين يتحدثان بلغة غير مفهومة، وأكدت له زوجته همسة ذلك وأن حال الآليين تبدل وبدأ يحدث بينهما حوار وجلسات بعيدا عن عمل البيت.

 وأثناء النوم وفي إحدى الليالى، أحس محمد أن هناك من يقترب لغرفة نومه هو وزوجته همسة، فتح الباب فوجد مفاجأة صادمة، الآلى الخاص به وهو يحاول تصويره داخل غرفة نومه بكاميرا الآلى الأمامية، عرف أن هناك من يحاول اختراق الآلى، وبعد محاولات مضنية سيطر مجددا على الآلى، وعند إستخراج البيانات من داخل الآلى، إذ هي محاولة لتسجيل ما يحدث في المنزل من طرف خارجي اخترق الآلي لمدة يوم، سريعا تخلص محمد من تلك البيانات وأعاد نظام الأمان للآلى، وبعد فترة إذ بمفاجأة أخرى برائحة دخان ذهب محمد للمطبخ إذ بأحد الآليين يشعل النار في المطبخ، استطاع محمد إيقاف النار ولكن الآلى الآخر ذهب لإحراق السيارة الخاصة به، هرع محمد لإيقاف الآليين عبر سحب البطارية الخاصة بهما، توقف عمل الآليين وبعد تفكير محمد وزوجته توصلا إلى أن الآليين استطاعا ابتكار لغة خاصة بهما لا يفهمها أحد، شعر محمد أن ذلك خطر فقرر أن يتخلص منهما حتى لا يكونان خطرا على حياتهما.