جرأة الطرح والتناول .. «بوسة» كارول و«ساعات» روبى المتواصلة

كارول سماحة
كارول سماحة

ندى‭ ‬محسن

“للجرأة حدود”، هذا الشعار الذي رفعته عدد من النجمات في أعمالهن سواء الدرامية، السينمائية أو الغنائية، بل تمسكن بقوالب وأنماط قد تبدو تقليدية خوفًا من المغامرة والفشل، لكن على النقيض هناك عدد آخر من النجمات اللاتي قررن المجازفة والتفكير “خارج الصندوق” بتقديم أفكارًا مختلفة كليًا من حيث الكلمة، اللحن، والتوزيع.. لكن لكل منهن طريقتها الخاصة في التعبير عن جرأتها، نستعرض هؤلاء النجمات من خلال السطور التالية.

“بوسة”، عنوان أحدث الأعمال الغنائية للمطربة اللبنانية كارول سماحة، والذي أطلقته قبل أيام قليلة على طريقة الفيديو كليب، كلمات تامر حسين، ألحان شريف بدر، وتوزيع هاني يعقوب، وغازلت حبيبها من خلال الأغنية بطريقة عفوية وخفيفة الظل، ومن المعروف عن سماحة الجرأة في اختيار الموضوعات والقضايا العاطفية والاجتماعية التي تُناقشها في أعمالها، ورغم أن فكرة العمل تم تناولها بأكثر من طريقة مختلفة من خلال عدد من الأغنيات التي طُرحت سابقًا بأصوات نجوم آخرين، إلا أن الجمهور لم يتقبل الفكرة ذاتها من كارول، وأصبحت في مقارنة مع اللبنانية هيفاء وهبي التي اشتهرت وتميزت بأداء الأغنيات التي لا تتطلب إمكانيات ومؤهلات صوتية هائلة، وربما هذا هو سبب انزعاج وهجوم الجمهور على كارول، خاصة أن العمل جاء بعد فترة طويلة من الانتظار والترقب لجديدها، إلا أنها خيبت آمال جمهورها بإختيار غير مُوفق لا يتناسب مع حجم موهبتها وإمكانياتها الصوتية.

وكانت كارول قد أثارت الجدل من قبل بطرح ومناقشة واحدة من أهم قضايا المجتمع، وهي الطلاق، من خلال قصيدة جريئة قدمتها قبل 4 أعوام بعنوان “المطلقة”، وعبرت من خلالها عن استيائها من النظرة الدونية التي تلاحق المرأة في المجتمع العربي بعد الطلاق، وحققت القصيدة صدى واسع عند طرحها، وفتحت باب الجدل بين الجمهور.

القصيدة كتبها الشاعر اللبناني علي المولى باللغة العربية الفصحى، وتطرق إلى الاستعانة بعبارات وجُمل شعرية تحمل جرأة شديدة منها “يراني الرجال سريرًا أو كوب رغية يريدون منه ملعقة”، “لا زلت صالحة للحب فالروح عذراء يا حمقى”، وقالت كارول في تصريحات سابقة أنها لم تخش تقديم هذه العبارات الجريئة، إذ أنها تُعبر عن الواقع الذي تعيشه المرأة المطلقة في عالمنا العربي.

 “هخونك”، عنوان موضوع جريء وصادم قدمته كارول أيضًا ضمن ألبوم “احساس” الذي طرحته قبل 8 سنوات، وعبرت من خلال الأغنية التي كتبت كلماتها بنفسها عن قوة المرأة رغم العذاب والقهر النفسي الذي تشعر به بعد تعرضها للخيانة من قبل شريك حياتها، ورغبتها في الانتقام ووضع الرجل في الموقف ذاته بالإستعانة بمصطلح “هخونك” الذي بدأت به الأغنية، إلا أنها جسدت أيضًا المشاعر المتناقضة التي تشعر بها المرأة في مثل هذا الموقف.

لم تتوقف جرأة كارول على اختيار موضوعات وقضايا عاطفية جريئة للمناقشة والطرح، بل إنها تبنت مشروع إنتاج ألبوم يضم 12 قصيدة باللغة العربية الفصحى للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وهو ألبومًا مختلفًا في جميع تفاصيله، بداية من فكرته التي تحمل حالة خاصة، حيث تُناقش من خلاله عدد من القضايا المتعلقة بالعالم العربي، وهي جرأة غير معهودة خاصة أن الهدف من طرح الألبوم ليس تجاريًا، وهي خطوة لا نألفها في عصر الأغنية الـ”سينجل”.

“ايحاءات”

على مدار مشوارها الفني، كانت روبي محط أنظار وانتقاد الجمهور بسبب جرأتها، ليس فقط على مستوى الكلمات والموضوعات التي تتناولها، بل أيضًا بسبب المشاهد والصورة الإخراجية التي تُصاحب كلمات الأغنية، وكان ذلك واضحًا منذ بدايتها الفنية في أغنيتي “أنت عارف ليه” و”ليه بيداري كده”، والأخيرة كانت سببًا في مقاطعة والدتها وخالاتها لها بسبب جرأة الكليب التي لم تكن معهودة في ذلك التوقيت، واستمرت على هذا النهج إلى أن تعرضت مؤخرًا لموجة انتقادات حادة ولاذعة بعد طرح أغنيتها الجديدة “3 ساعات متواصلة” كلمات وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع توما.

أثارت الأغنية جدلاً واسعًا بسبب كلماتها التي أعتبرها البعض خادشة للحياء، وتحمل ايحاءات غير لائقة، ووصل الأمر إلى المطالبة بعقد اجتماع لمجلس نقابة المهن الموسيقية لبحث الأزمة، وضرورة إصدار قرار بشأن الأغنية، إلى أن أوضح الفنان مصطفى كامل - نقيب الموسيقيين - أن النقابة ليست هي الجهة المنوط بها إصدار قرار بمنع عمل فني أو حجبه، وأكد أن المنوط الأول والأساسي بتلك الأمور هو جهاز الرقابة على المصنفات ومباحث المصنفات الفنية، والجهات المختصة بالتصاريح للمصنف الفني، وطالب الجميع بضرورة العودة للجهات المسئولة أولاً.

وتتعرض روبي أيضًا لإنتقادات واسعة والتي أصبحت تُلازم جميع حفلاتها سواء في القاهرة أو المناطق الساحلية بسبب طريقة استعراضها وتمايلها مع أنغام الموسيقى على المسرح، فضلاً عن الملابس والأزياء التي تظهر بها، حيث إتهمها البعض أنها تعتمد على “الشو” وإظهار موهبتها في الرقص أكثر من الغناء، وهو ما يُحقق لها الإنتشار وإحتلال “التريند” عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة.

“جرأة غير محدودة”

هناك مثال ونموذج آخر للجرأة الغير محدودة والغير مُقيدة بأنماط موسيقية تقليدية، وهو النهج الذي اتبعته سميرة سعيد في اختيارها لأعمالها الغنائية على مدار مشوارها الفني، خاصة في السنوات الأخيرة، فقد تخطت بجرأتها حدود القوالب الموسيقية التقليدية سواء على مستوى الكلمة أو اللحن أو التوزيع أو الإطلالات التي تظهر بها عند الترويج لأعمالها، بل غامرت بتقديم وتطوير أشكال مختلفة من الموسيقى، ولعل أبرز هذه الأعمال أغنية “محصلش حاجة” ألبوم “عايزة أعيش” الذي طرحته عام 2015، والتي حققت نجاحًا كبيرًا، حيث وصلت نسبة مشاهداتها على موقع “يوتيوب” إلى 40 مليون مشاهدة، ويرجع ذلك النجاح إلى المفاجآت التي حملتها الأغنية على مستوى الكلمات والمصطلحات الجديدة بتوقيع الشاعر شادي نور، والتي برزت سميرة من خلالها مدى قوة المرأة وثقتها بنفسها وقدراتها بعد ترك الحبيب، وتكملة حياتها بشكل طبيعي دون الشعور بإحساس الفقد والحزن.

من بين التجارب أيضًا التي حملت اختلافًا على مستوى الكلمة، واللحن، والتوزيع، أغنية “سوبر مان” والتي تطرقت خلالها إلى توبيخ الرجل بكلمات قاسية وصادمة مثل “بارد جدًا، دمه تقيل، ندل، طماع، بخيل، كسلان، مأنتخ، كرشه قصاده شيرين، منكوش، مبهدل، شخص كئيب وحزين، نكدي، سلبي، عصبي، وشكاك”، مرورًا بتجارب أكثر تجدد وجرأة في أدائها واختياراتها الفنية مثل “قط وفار، هليلة، إنسان آلي، متاهة، كرباج”، وهي أسماء تُوحي بأننا أمام أعمال فنية مختلفة ومُميزة على جميع المستويات.

إقرأ أيضاً : كارول سماحة تطرح أغنيتها الجديدة «بوسة» | فيديو

;