فى الصميم

من حرب الإبادة إلى حرب الاغتيالات!!

جلال عارف
جلال عارف

كما قلنا بالأمس. سيفعل نتنياهو وشركاؤه فى الحكم وفى حرب الإبادة المستحيل لكى تطول الحرب وتتوسع فى المنطقة، لأن نهاية الحرب لا تعنى إلا السقوط الحتمى لهم.

وفى هذا الإطار تجيء جريمة اغتيال صلاح العرورى نائب رئيس حركة حماس وستة من رفاقه بمقر الحركة فى بيروت. وكان العرورى واحدا من بضعة أسماء حددتها القيادات الإسرائيلية كهدف لعمليات اغتيال قالت إنها ستنفذها داخل الأراضى الفلسطينية أو خارجها فى قطر وتركيا وبعض الدول الآسيوية مثل ماليزيا وأندونيسيا. وفى اليوم السابق لاغتيال العرورى أعلنت تركيا بالفعل عن القبض على أكثر من ثلاثين عميلا لإسرائيل واتهمتهم بالتجسس والتخطيط لعمليات اغتيالات على أرضها. وهو ما يعنى أن اغتيال العرورى أو غيره من زعماء المقاومة الفلسطينية أمر وارد، لكن المفاجأة هنا فى توقيت الاغتيال، وفى حدوثه فى قلب العاصة اللبنانية. بل وفى حزب الله فى الناحية الجنوبية بكل ما يفجره ذلك من تحديات فى صراع يهدد باشتعال المنطقة كلها.

تتزامن عملية الاغتيال مع انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "فورد"، من المنطقة من ناحية، ومع تزايد التركيز الإسرائيلى على الحدود مع لبنان وسحب بعض القوات من غزة ونشرها بالقرب من الحدود اللبنانية. ما تزامن مع تصريحات متوالية للقيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بأن الهدف التالى بعد غزة هو لبنان.. أى أننا هنا أمام عملية إرهابية لا تعنى فقط بداية حرب الاغتيالات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وإنما أيضا نحن أمام مخطط إسرائيلى لانتهاز فرصة الدعم الأمريكى بالذات لنقل الحرب إلى لبنان. وربما إلى إيران أيضا، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة الآن، وإن كان هذا لا يعنى المساس بدعمها الكامل لإسرائيل التى مازالت وستظل الحليف الأساسى لواشنطون فى المنطقة.

وفى قضية اغتيال العرورى بالذات لن يكون الخلاف كبيرا بين إسرائيل وبين أمريكا التى كانت قد وضعته فى قوائم الإرهاب ورصدت مكافأة مالية كبيرة لمن يمدها بمعلومات عنه "!!" الخلاف الحقيقى قد يكون حول توسيع الحرب وحول محاولة إسرائيل إثارة الفوضى فى المنطقة كلها، وحول ما يسعى له نتنياهو وشركاؤه فى الحكم وفى حرب الإبادة من تصعيد جنونى يعوض فشلهم أمام صمود شعب فلسطين ويضمن تأجيل سقوطهم الحتمى.

بالتأكيد.. سيرد حزب الله الصاع صاعين، وسترد فصائل المقاومة الفلسطينية، لكن ماذا بعد؟! هل سيترك العالم إرهاب إسرائيل يتمدد فى المنطقة ويهدد سلام العالم؟ وهل سيظل الدعم الأمريكى لإسرائيل كما هو حتى وهى تنشر الفوضى فى المنطقة، وحتى وهو يتحول إلى مشاركة فى كل جرائم إسرائيل، وإلى دعم نتنياهو وشركائه من مجرمى الحرب الذين أصبحوا عبئاً على العالم كله؟!