من قلب إسرائيل

قائد نقطة بور توفيق يحكى ملابسات استسلامهم للمصريين

استسلام القائد الاسرائيلى لنقطة بورتوفيق الحصينة بعد موقعة لسان بورتوفيق
استسلام القائد الاسرائيلى لنقطة بورتوفيق الحصينة بعد موقعة لسان بورتوفيق

تزامنًا مع مرور 50 عامًا على حرب 73، سرد الضابط الإسرائيلى شلومو آردنيست القصة الواقعية للفيلم الإسرائيلى «هامِزاح» «الرصيف»، الذى احتشدت الجماهير الإسرائيلية أمام دور السينما لمشاهدته قبل أيام. آردنيست هو بطل القصة الحقيقى، وقال إنه تلقى أمرًا للانتقال من الجولان إلى نقطة بور توفيق الحصينة صباح السادس من أكتوبر 73؛ ومع وصوله لاحظ ارتخاء جنود الموقع العسكرى، لدرجة العجز عن أداء التحية العسكرية للقائد الجديد.

تجاهل الحال وعزاه إلى احتقان الجنود من قضاء «عيد الغفران» بعيدًا عن عائلاتهم. من إجهاد السفر، قرر الخلود إلى النوم، لكنه استيقظ على فوضى عارمة؛ وبينما ظن أن أحد الجنود يمازحه، انهارت الفكرة تمامًا مع تناثر الرمال من بين الكتل الخرسانية فى سقف الموقع، ومع متابعة المشهد فى الخارج عبر فتحات المراقبة، اكتشف عبور أسراب المقاتلات المصرية إلى سيناء.

وكما يقول قائد النقطة الحصينة الحقيقى فى حوار مع صحيفة «يسرائيل هايوم»، ارتدى ملابسه سريعًا، فاكتشف إصابة جنوده البالغ عددهم 42 فردًا بحالة هلع، وبمرور أيام على المواجهة، لم يقبل آردنيست فى البداية فكرة الاستسلام أمام المصريين، لكنه بات مضطرًا بعد نجاح الدبابات المصرية فى عبور القناة، وحصارها النقطة الحصينة ومن فيها.

خلال الحصار، وفى 11 أكتوبر، حاولت قوة كوماندوز إسرائيلية انتشال الجنود المحاصرين، لكن القوة تراجعت وعادت أدراجها أمام هجوم مصرى عنيف. وعلى خلفية تأزم الموقف حينئذ، يعود آردنيست بذاكرته إلى الوراء: «تلقيت اتصالًا من القيادة على الجهاز المشفَّر. سأل المتصل عن تقدير الموقف، فقلت: لدينا 5 قتلى، بالإضافة لتعرض بقية القوات لإصابات بالغة، ولم يتبق سوى عدد ضئيل جدًا من الأسلحة؛ وإذا تعرضنا لهجوم كبير فلن نصمد».

الضابط آردنيست الشاب فى حينه «21 عامًا»، تلقى أمرًا بالاستسلام؛ وبينما أظهر رفضًا قاطعًا، كرر قادته الأمر، فتشاور مع مقاتلين آخرين فى النقطة الحصينة، وبات هناك إجماع على رفع الراية البيضاء. بدأ ورفاقه فى تنظيم الاستسلام، إلا أنه تلقى فى اللحظة الأخيرة رسالة من وزير الدفاع موشى ديَّان مفادها أن الأمر الصادر بحتمية الاستسلام جرى إلغاؤه، وأنه يجب على الضابط ومجموعته اتخاذ القرار: إما الاستسلام أو الاستمرار فى القتال. وعن ذلك يقول آردنيست: «كان خطئًا كبيرًا وعار لايمكن وصفه. وزير الدفاع لا يرغب فى تحمل مسؤولية قرار الاستسلام، ويترك شاب ليقرر بنفسه مصير الموقع وجنوده».

فى 13 أكتوبر، وصل «الصليب الأحمر» إلى النقطة الحصينة، وتم وضع ما تبقى من الجنود الإسرائيليين على قيد الحياة فى قوارب ونزلوا فى ميناء بور توفيق، ليقدم الضابط شلومو آردنيست التحية العسكرية أمام الضابط المصرى، الذى بات مسؤولًا عنه ورفاقه فى الأسر.