إنها مصر

فى ذكرى مولد المصطفى

كرم جبر
كرم جبر

بُعث رسولنا الكريم ليتمم مكارم الأخلاق "وأنك لعلى خلق عظيم"، ومن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أن يتحلى بخلقه وسلوكه الرفيع وصفاته التى أضفت على البشرية جمعاء المحبة والسلام.. وكان رسولنا الكريم كريماً متواضعاً وعظيماً.

فى حياتنا الكثير من صور المساوئ التى تتنافى مع خلق الرسول الكريم، ولو اتبعنا سيرته لانصلحت أمور العباد.

المسلم الحقيقى لا يكذب ولا يسب ولا يغتال ولا يشوه الآخرين ولا ينال من سمعتهم، وفى حياتنا تتعدد الصور والحكايات، ولا تكاد تجد مصرياً واحداً إلا ويشكو من الأمرين، من مساوئ الأخلاق وانحدار القيم والمبادئ والسلوك.

خذ مثلاً بمواقع التواصل الاجتماعى التى تحول بعضها إلى منصات للشتائم والسب والقذف والتطاول، ولا يترك ذلك صغيراً أو كبيراً.

والحل هو: التوعية بالعقوبات المغلظة المنصوص عليها فى القوانين، ويجب أن تأخذ طريقها إلى التطبيق السريع، ولو طُبق القانون بشدة على من يسيئون للآخرين، وقصمت الغرامة الكبيرة ظهورهم، واحتوت السجون بعضهم، لفكر المسيء ألف مرة قبل أن يخوض فى الآخرين.

●●●

الوعى يخلص الإنسان من خرافات التطرف، بخطاب دينى يحترم العقول والفكر المستنير المستمد من صحيح الإسلام، وينشر الوسطية والمحبة والتراحم والتسامح.

أهم أسلحة الوعى رفض محاولات تغييب العقول، وتنقيتها من تيارات الجهل والتركيز على الجانب الأخلاقى، الذى يحفز فى الناس معانى الإنسانية.
لسنا أمة تعيش فى كهوف الماضى، فتستمد خطابها من ظلمات التطرف وويلات العنف والقسوة والتجهم، ولكن الوصول بالخطاب الدينى المستنير الذى يقدس جمال الحياة، هو الخيار الآمن لمكافحة التطرف.

●●●

ماذا فعلت مصر للجماعة الإرهابية التى عبأت عقول الشباب بكراهية وطنهم، ودفعهم إلى ارتداء أحزمة الديناميت، ليقتلوا أبناء وطنهم، بدلاً من أن تملأ عقولهم بالعلم النافع، ليكونوا مهندسين ومدرسين وأطباء وأساتذة، يخدمون أوطانهم وينفعون أهاليهم، ويطرحون الخير فى كل شبر يسيرون فيه. وفى الوقت الذى كانوا يرسلون الشباب إلى القبور، يبعثون أولادهم إلى الغرب، ليتعلموا فى أكبر جامعاته ويتزوجوا أجنبيات، ويعملوا فى البنوك ويمتلكوا الشركات، أما أولاد الفقراء فهم وقود الجهاد، والدماء التى تضخ ملايين فى حساباتهم بالبنوك.

فى أحداث يناير كان المصريون جميعاً شهود عيان، على أكبر مؤامرة إخوانية تتعرض لها البلاد فى تاريخها، لنزع هويتها وتاريخها وحضارتها وثقافتها، واستبدالها بدولة المرشد وقوانينه وميليشياته، وكان المصريون جميعاً شركاء فى انتزاع وطنهم من أنياب الشيطان.

وطن عظيم قوامه التسامح والمحبة والتعايش السلمى، واحتواء جميع الثقافات والديانات والحضارات، وليس العنف والقتل والإقصاء والإبعاد.. وكانت إرادة الله فوق أيديهم، وانشقت الأرض عن أوفياء ومخلصين دافعوا عنه.