الفاتيكان يحاول تهدئة غضب كييف بعد إشادة البابا بإرث «روسيا العظمى»

البابا فرانسيس
البابا فرانسيس

سعى الفاتيكان إلى تهدئة مشاعر الغضب التي أعربت عنها أوكرانيا، اليوم الثلاثاء 29 أغسطس، احتجاجاً على إشادة البابا فرنسيس في رسالة مصوّرة لجمع من الشباب الكاثوليك الروس بالإرث الإمبراطوري "لروسيا العظمى".

وفي رسالته المصوّرة قال البابا لمجموعة من الشباب المؤمنين الذين اجتمعوا في كنيسة في سان بطرسبرج "أنتم أبناء روسيا العظمى، أبناء قديسين عظماء، أبناء ملوك، أبناء بطرس الأكبر وكاترين الثانية وأبناء شعب روسي يتمتّع بثقافة عظيمة وبإنسانية عظيمة".

وأضاف في مقطع الفيديو الذي نُشر على الانترنت "لا تنسوا أبداً هذا الإرث العظيم. أنتم ورثة روسيا العظمى، امضوا قدماً بهذا الإرث".

وسارعت كييف للتنديد بتصريح البابا، معتبرة إياه "دعاية إمبريالية".

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو مساء الإثنين إنّ ما أدلى به البابا "مؤسف للغاية".

وأضاف أنّه "بهذا النوع تحديداً من الدعاية الإمبريالية، استناداً إلى ركائز روحية وباسم الحاجة لإنقاذ روسيا العظمى، يبرّر الكرملين قتل آلاف الأوكرانيين وتدمير مئات المدن والقرى الأوكرانية".

وتابع "من المؤسف للغاية أن تكون أفكار القوة العظمى الروسية والتي هي في الواقع سبب عدوانية روسيا المزمنة، قد صدرت سواء عن وعي أو لا وعي، عن البابا الذي تتمثّل مهمّته في نظرنا في فتح أعين الشباب الروسي على المسار المدمّر الذي ينتهجه القادة الروس الموجودون في السلطة".

وأكّد اليوم الثلاثاء المتحدّث باسم الفاتيكان ماتيو بروني أنّ تصريحات البابا "العفوية" كانت ترمي إلى "تشجيع الشباب على الحفاظ على ما هو إيجابي في إرث روسيا الثقافي والروحي وتعزيزه".

وشدّد على أنّ ما قاله الحبر الأعظم "لا يهدف بالتأكيد إلى تمجيد المنطق الإمبريالي" السالف أو الحاضر لتاريخ روسيا.

ويدعو البابا بانتظام إلى السلام في أوكرانيا رغم تعرضه للانتقاد في الأشهر الأولى بعد العملية العسكرية الروسية في فبراير 2022، لعدم وصفه موسكو بالمعتدي.

ومطلع العام، كلّف البابا كاردينالاً رفيع المستوى القيام بوساطة لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا. وزار الكاردينال مذّاك موسكو وكييف مراراً في إطار مساعيه السلمية.

وغطت البوابة الإعلامية الرسمية للفاتيكان الرسالة التي وجّهها البابا عبر الفيديو بمناسبة يوم الشباب الروسي في 25 أغسطس، لكنّها لم تنشرها أو تذكر التصريحات المحدّدة التي أثارت غضب كييف.

وذكرت البوابة أنّ البابا دعا الشباب الروس إلى أن يكونوا "صانعي سلام" وأن "يزرعوا بذور المصالحة".

من جانبها رحّبت موسكو بتصريحات البابا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ "البابا يعرف تاريخ روسيا. إنه أمر جيّد جدّاً. هو تاريخ عميق والإرث لا يقتصر على بطرس وكاترين (...). لمن دواعي السرور أن يكون البابا في انسجام تامّ معنا".