تقوى الله

قلبى يعتصر ألمًا

جلال السيد
جلال السيد

ترددت كثيرا قبل أن أخوض فى كتابة هذه المقالة ولكن الصدمات القلبية القاسية وأخبار الموت المفاجئ لأحد أحبائنا أصبحت كثيرة وأصبح احتمالها عبئا كبيرا على القلب والنفس بجوار متاعب الحياة نفسها..

وقد انتابنى سؤال قد يكون من غير الجائز أن أسأله هل طول العمر هو نعمة أم نقمة..

صحيح أنها نعمة لأنها فرصة يمنحها الله للعبد للتوبة والاجتهاد فى رضا الله ولعلها تكون سببا فى المغفرة.. ولكن طول العمر يتسبب فى ألم الفراق لأحباء وأصدقاء وأقارب يفارقوننا وعلى الإنسان أن يتحمل الألم ويرضى بما قسمه الله له.

ونحن فى مؤسسة أخبار اليوم جيل تربى وعاش سنوات عمله على حب زملائه وحُسن معاشرتهم وقضاء ساعات طويلة معهم كلها ود ومحبة ومرح..

وأنا ممن كرمنى الله بطول العمر لهذا مرت بى صدمات عديدة بسبب موت زملاء أحببتهم قد لا يتذكرهم أحد من الجيل الجديد وقد تخوننى ذاكرتى عن ذكرهم جميعا ولكنى لا أنسى فاجعتى فى زميل دراستى حمدى سلو وعبدالعزيز زايد ود.رفعت كمال، كانوا نعم الزملاء والأصدقاء واشتهروا بتقديم الخدمات للجميع..

ومنذ أيام تلقيت مكالمة من سكرتير مكتبى صلاح عطية يخبرنى فيها بخبر صعق قلبى وهو وفاة زميلى جميل جورج الذى لازمنى منذ دخول الجريدة منذ ٦٠ عاما وكان نعم الصديق وجمال الخلق وتزاملنا فى الترقيات من محرر إلى رئيس قسم إلى مدير تحرير معا فى نفس اليوم..

وتوالت فى نفسى الذكريات حينما كنت أتحدث مع زميلى جلال دويدار رئيس التحرير يوم الخميس وأبلغنى زميلى أسامة شلش يوم الجمعة بوفاة دويدار فى منزله يوم الجمعة وتذكرت زميلى وحبيبى فايز بقطر صاحب صفحة أخبار المحافظات وكان مكتبه بجوار مكتبى فكان لنا حديث يومى لا يخلو من الضحك والمرح حتى فاضت روحه ومثله زميلى ياسر رزق رئيس مجلس الإدارة والذى خطفه الموت فى عز شبابه وأيضا زميلى ألبير توفيق مدير مكتب الإسكندرية وحلاوة حديثه والذى انتهت حياته بسقوطه من شرفة منزله وتمضى القائمة لأفقد زملائى على حسنين وأحمد عبدالقادر وعبدالنبى عبدالبارى ولكل كان معى نعم الصديق وتضمنت القائمة أيضا زميلتى قمر شاه وعواطف الكيلانى وعواطف شرباش ورجاء عبدالملك وإسماعيل النقيب ولم يبق لهم إلا علم ينفعهم أو صدقة جارية أو ابن يدعو لهم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.