181 قطعة أثرية ذهبية تُبهر الزوار ووسائل الإعلام الدولية

محمد البهنساوي يكتب من باريس: إقبال فرنسي كبير على معرض «رمسيس وذهب الفراعنة»

 أخبار اليوم ترصد الإقبال الكبير على معرض رمسيس وذهب الفراعنة بباريس فور افتتاحه
أخبار اليوم ترصد الإقبال الكبير على معرض رمسيس وذهب الفراعنة بباريس فور افتتاحه

«لا صوت يعلو فوق صوت الفراعنة»، هكذا هو الوضع حاليا ومنذ أيام فى العاصمة الفرنسية باريس، فرغم الوقفات الاحتجاجية والإضرابات، ورغم الزحام فى شوارع مدينة النور، ورغم التصاعد المتلاحق لأحداث دولية عديدة تعد فرنسا شريكا وفاعلا ولاعبا أساسيا فيها، إلا أن عبق التاريخ المصرى يسمو فوق كل هذا ويخترق كل النقاط الساخنة، ويسيطر على حديث الألسنة وشغف القلوب العاشقة للفن والحضارة والثقافة، ليطرح كل هذا جنبا ليتوارى خلف فعاليات الحدث الأثرى الاهم فى فرنسا بل وأوروبا بأثرها، إنه معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» الذى تم قص الشريط مساء أمس الخميس إيذانا بافتتاحه أمام الجماهير.

■ الفرنسيون وعشق مستمر للاثار المصرية 

ولم يخب الرهان على أهمية هذا المعرض وشغف تلك الجماهير وعشقها لحضارة أم الدنيا، وقد تجسد هذا فى نقطتين مهمتين، الاولى الاقبال الكبير من رموز المجتمع الفرنسى والأوروبي والدولى لفعاليات افتتاح المعرض وأيضا الزحام الشديد على المعرض ومقتنياته الفرعونية فى أول ايام فتح أبوابه للجماهير، والنقطة الثانية التى فاجأت المنظمين للمعرض بحجز حوالى ١٦٠ ألف تذكرة دخول للمعرض «اون لاين» قبل افتتاحه، مما يؤكد ان عدد زوار المعرض سوف يتجاوز المليون زائر.

مما يذكرنا بحجم النجاح والإقبال الشديد الذى شهده معرض الملك توت عنخ آمون الذى أُقيم فى باريس منذ بضع سنوات، ورقم المليون زائر يعد رقما قياسيا فى تاريخ تنظيم الفعاليات الثقافية فى فرنسا.

وقد قامت «أخبار اليوم» بجولة داخل المعرض عقب افتتاحه، رصدت خلالها هذا الاقبال الكبير على جنباته من الجمهور العادى وكذلك رموز المجتمع الفرنسى من المثقفين والسياسيين وقادة الرأى وكذلك السفراء الأجانب بفرنسا وأسرهم، ورصدت كذلك الإعجاب الشديد بمقتنيات المعرض من القطع الأثرية المختلفة والتى بلغت حوالي ١٨١ قطعة اثرية متباينة ما بين تماثيل وجداريات وتوابيت ومقتنيات فرعونية ذهبية، والانبهار الشديد من الزوار خاصة بتابوت الملك رمسيس الثاني والذى وافقت الحكومة على خروجه من مصر لأول مرة فى هذا المعرض، وقد تم تداول فيلم تسجيلى اعدته إدارة المعرض لوصول تابوت رمسيس الثاني إلى باريس وكيف اهتمت السلطات الفرنسية بوصوله وسط إجراءات أمنية وتنظيمية على اعلى مستوي.

اقرأ أيضًا | «وزيري»: بيع 145 ألف تذكرة لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة بباريس

وكانت هناك لافتة ذكية للغاية من وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار على استغلال المعرض للدعاية لعدة مدن ومناطق اثرية مصرية خاصة معبد أبو سمبل ومقبرة نفرتارى وغيرهما، وذلك بتنظيم زيارة لتلك المناطق باستخدام الـ «فى ار» والتقنيات الحديثة.

كما بدأت وزارة السياحة والآثار على الفور استغلال هذا الحدث الأثرى المهم والحالة التى أحدثها داخل المجتمع الفرنسى فى الترويج للسياحة المصرية داخل السوق الفرنسى العاشق للآثار المصرية، فقد شهد اليوم الجمعة مجموعة من اللقاءات المكثفة على مدار اليوم التى عقدها وزير السياحة والاثار أحمد عيسى بحضور السفير علاء يوسف سفير مصر فى فرنسا مع كبرى الشركات وعدد من المستثمرين الفرنسيين، استهدفت الاجتماعات بحث آليات زيادة النمو فى الحركة السياحية الوافدة من فرنسا إلى مصر، وهذا هو الهدف الأساسى ليس من تلك الاجتماعات فقط انما من اقامة مثل هذا المعرض المهم.

المحطة الثالثة
وتعد إقامة معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» فى باريس المحطة الثالثة لتلك المجموعة المهمة من المقتنيات الفرعونية وذلك بعد إقامته فى محطته الأولى والثانية بولايتين بالولايات المتحدة الأمريكية على التوالى، ومن المقرر أن يستمر المعرض فى باريس حتى 17 سبتمبر المقبل.

ويقام المعرض فى الصالة الرئيسية الشهيرة « لافاييت « بأرض المعارض ويضم 181 قطعة أثرية فريدة من نوعها تبرز بعض مقتنيات المتحف المصرى بالتحرير و تعود لعصر الملك رمسيس الثانى، وبعضها من مُكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة كما تظهر أهم ما يميز الحضارة المصرية القديمة وخاصة فى العصور الوسطى والحديثة وحتى العصور المتأخرة من خلال مجموعة من التماثيل والحلى وأدوات التجميل واللوحات والكتل الحجرية المُزينة بالنقوش وتماثيل المعبودات على هيئة طيور وحيوانات، بالإضافة إلى بعض التوابيت الخشبية الملونة.

وكما قلنا حول عرض «تابوت مومياء الملك رمسيس الثاني» لأول مرة خارج مصر بالمعرض، وهو ما يأتى تقديراً لدور العلماء الفرنسيين فى تقديم المساعدة والدعم فى ترميم ومعالجة مومياء الملك رمسيس الثانى فى عام 1976.

كما يتم عرض مجموعة من الفيديوهات التى تحكى تاريخ الملك رمسيس الثانى والمعارك الحربية التى قادها وعلى رأسها معركة قادش، فضلاً عن الزيارات الافتراضية والتى تأخذ الزائر فى رحلة عبر التاريخ مع الملك رمسيس الثانى وتاريخه.

وقد شارك فى مراسم الافتتاح وفد مصرى أثرى وسياحى رفيع برئاسة الوزير أحمد عيسى وانضم للوفد فور وصوله السفير علاء يوسف سفير مصر فى فرنسا وضم الوفد كلا من الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة المصرية، وعمرو القاضى رئيس هيئة التنشيط السياحي، وأحمد عبيد مساعد الوزير لشئون قطاع مكتب الوزير، ويمنى البحار مساعد الوزير للشئون الفنية، والمستشار عمرو عبد الله المُشرف على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة.

كما حضر الافتتاح عدد كبير من السياسيين والمسئولين والشخصيات العامة الفرنسية والاوربية وممثلى وسائل الإعلام الدولية وخاصة الفرنسية منها من صحف ووكالات أنباء وقنوات تليفزيونية وغيرها.

■ ذهب الفراعنة حديث الناس فى مدينة النور 

أحمد عيسى: متفائل بالترحيب الفرنسي والمعرض يؤكد متانة العلاقات

عيسى متفائل
وفى تصريحات خاصة لجريدة «أخبار اليوم» أعرب أحمد عيسى وزير السياحة والآثار عن تفاؤله الكبير بنجاح المعرض مشيرا إلى الترحيب الفرنسى الكبير بالمعرض والذى يأتى انطلاقا من ولع الفرنسيين بالحضارة المصرية القديمة مما يعد دعاية قوية للسياحة المصرية ويخلق اهتماما شديدا بالمنتج السياحي الثقافى المصري ويجذب كل المهتمين فى أوروبا وغيرها بالآثار المصرية، وأوضح أن الحضور المكثف لوسائل الإعلام العالمية لتغطية المؤتمر الصحفى والافتتاح وفعاليات المعرض يضمن تغطية اعلامية دولية قوية للسياحة والآثار الفرعونية حول العالم،  واضاف ان تلك التغطية خاصة لكلمته فى المؤتمر الصحفى تسلط الضوء على الجهود المصرية غير المسبوقة للحفاظ على التراث الفرعونى..

وأكد وزير السياحة والاثار أن المعرض يؤكد التعاون المتميز بين مصر وفرنسا فى السياحة والآثار والتراث، وأنه تم اختيار تابوت مومياء الملك رمسيس الثانى لعرضه بشكل استثنائى لأول مرة خارج مصر فى هذه النسخة من المعرض وهو ما يأتى تقديراً لدور العلماء الفرنسيين فى تقديم المساعدة والدعم فى ترميم ومعالجة مومياء الملك رمسيس الثانى فى عام 1976،. وأضاف الوزير انه عقد عدة اجتماعات مكثفة أمس الجمعة مع عدد من كبار شركات السياحة الفرنسية لبحث استغلال المعرض لجذب أعداد كبيرة من السياحة الفرنسية  وذلك ضمن خطة الوزارة للوصول إلى ٣٠ مليون سائح بحلول ٢٠٢٨ موضحا أنه استعرض مع الشركات الفرنسية كل التطورات التى تشهدها السياحة المصرية فى جميع الجوانب للتيسير على السائحين ومنظمى الرحلات.