«مخاوف الوقوع في الأيدي الخاطئة».. أسلحة أوكرانيا للدعم أم الإرهاب؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أخطاء ارُتكبت بنوايا حسنة، تسببت فيما بعد في كوارث دفع فاتورتها الأبرياء حول العالم، وإلا فكيف تمكنت منظمات إرهابية كـ«داعش وطالبان» من الاستحواذ على أسلحة ثقيلة، واستعراض مهاراتها بدبابات «أبرامز» ومروحيات «بلاك هوك» خلال عملياتها الإرهابية واعتداءاتها على الحكومات.

وعلى الرغم من فعل المستحيل للحرص على عدم تكرار أخطاء الماضي، إلا إن حجم الأسلحة الثقيلة والدبابات المتدفقة عبر أوروبا إلى أوكرانيا منذ فبراير 2022، رغبة منهم في مساعداتها لمواجهة القوات الروسية، تسبب في قلق واسع بين الخبراء والمنظمات الدولية وعدد من المسئولين من أن تقع تلك الأسلحة في الأيدي الخاطئة، وتكون سببًا في وقوع أزمات أكثر حدة وخطورة في المستقبل، ليعيد التاريخ نفسه من جديد في دائرة مفرغة من العنف.

اقرأ أيضًأ: بين روسيا والغرب.. أوكرانيا «البلد الحائر» وسط القوى العظمى  

بعد الحرب..ستأتي الأسلحة من كل مكان

في تقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية في يونيو الماضي، نقلت تصريحات الأمين العام لمنظمة الانتربول الدولية، يورجن شتوك، والتي قال فيها إن الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا ستنتهي في النهاية في أيدي المجرمين حول العالم لتلعب دورا للتأثير على الاقتصاديات العالمية بعد انتهاء الصراع العسكري بأوكرانيا.

وتابع شتوك قائلا، إنه بمجرد انتهاء الصراع، سوف تغرق السوق الدولية في موجة من الأسلحة على اختلاف أنواعها، وحث الدول الأعضاء في الإنتربول، وخاصة تلك التي ترسل الأسلحة لكييف، على التعاون في تعقبها ومعرفة مسارها حتى النهاية.

وقال: «لقد رأينا ما يحدث اليوم في صراعات مشابهة وفي العديد من الحروب، بمجرد أن تصمت المدافع في أوكرانيا، ستأتي الأسلحة غير المشروعة من كل مكان»

وشدد شتوك على أن الجماعات الإجرامية تستغل الفوضى التي تسببها الحروب من أجل الحصول على أسلحة، وتصبح كل ساحة مواجهة، سوقا محتملة لتداول السلاح، وهو أمر لا يمكن لدولة واحد أو منطقة بعينها التعامل معها.»

وأضاف: «يجب أن نتوقع تدفق الأسلحة في أوروبا وخارجها، ويجب أن نقلق بهذا الأمر وعلينا أن نخطط لمواجهته»

تتبع الأسلحة

من جانبه، يحاول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، الضغط من أجل تتبع الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا ردًا على مخاوف تهريبها بواسطة الجماعات الإجرامية إلى خارج البلاد ومنها للسوق السوداء في أوروبا.

ومنذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا، تعهدت الدول الغربية بتقديم أكثر من 10 مليارات دولار كدعم عسكري، من قاذفات الصواريخ المحمولة والمركبات المدرعة إلى البنادق وكميات هائلة من الذخيرة.

وناقش عدد من الدول الأعضاء في «الناتو» مع كييف شكلاً من أشكال نظام التتبع أو قوائم الجرد التفصيلية للأسلحة الموردة إلى أوكرانيا، وفقا لما نقلته صحيفة فاينانشيال تايمز.

فيما قال مصدر مطلع إن الحكومة الأوكرانية تنشئ نظامًا أكثر شمولاً لمراقبة الأسلحة وتعقبها بمساعدة الدول الغربية.

ونقلت الصحيفة تصريحات أحد المسئولين الذي قال: «تهبط كل هذه الأسلحة في جنوب بولندا، ويتم شحنها إلى الحدود، ثم يتم تقسيمها إلى مركبات للعبور: شاحنات، شاحنات صغيرة، وأحيانًا سيارات خاصة». «ومنذ تلك اللحظة، لا يصبح لدينا أي فكرة عن المكان الذي تذهب الأسلحة إليه، أو أين يتم استخدامهم»

في نوفمبر الماضي،أجرى مراقبون أمريكيون عمليات تفتيش شخصية لنحو 10% فقط من 22 ألف قطعة سلاح أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

ونقلت الصحيفة تصريحات لمسئولين أكدوا خلالها، إنهم يتسابقون لنشر وسائل جديدة لتتبع الأسلحة لأنها –من وجهة نظرهم- تثير الكثير من القلق، بما في ذلك صواريخ «ستينجر- أرض جو»، وصواريخ «جافلين» المضادة للدبابات، وسط ما وصفوه بأنه «صراع شديد السخونة» في أوكرانيا.

ويُحذر خبراء تجارة الأسلحة من أنه يجب على الإدارة الأمريكية وحلفائها أن يظلوا على أهبة الاستعداد ووضع خطط طويلة الأجل من أجل عدم تحويل أوكرانيا أو استخدامها كمسرح لتهريب الأسلحة بعد الحرب.