حكايات ملائكة تحت الأنقاض| كيف عاش الرضيع الضاحك تحت الركام!؟

الرضيع الضاحك
الرضيع الضاحك

من رحم الركام والماسأة، ولد الأمل، وخرج الرضيع ذو الشهرين من تحت الأنقاض التركية، يمص إبهامه عوضا عن أمه التي فرق بينه وبينها الزلزال.

ولأن المعجزات تسكن في الخفاء، ويولد الفجر في الظلام، عجز الزلزال المدمر عن قتل براءته، وبابتسامة مليئة بالسعادة وبراءة الطفولة في لعبه، أدخل السعادة في قلوب الملايين بصوت ضحكته، ورغم مكوثه 5 أيام وحيدا بين الركام، إلا أنه خرج حيا يرزق، وبلا أي خدش، حيث غلبت براءته معاناته، حاملا الأمل للشعوب باستقباله لحياة جديدة مفعمة بالسعادة.الرضيع الضاحك

تحولت المنازل برمتها إلى ركام، وتقطعت الطرقات، وحلت الخيام مكان الأبنية، وأصبح الركام يغطي وجوه بريئة في أول عمرها، فكيف عاشت البراءة تحت الركام!؟


انتاب عمال الإغاثة الخوف والحذر عند انتشال الرضيع، البالغ من العمر 60 يوما،  بواسطة مروحية الإسعاف في منطقة أنطاكيا بهاتاي ، إحدى أكثر المدن التركية تضرراً من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا بقوة بلغت 7,8 ريختر، الاثنين 6 فبراير، وفي مستشفى التدريب والأبحاث، بمدينة أضنة، والذي يتلقى فيها الرضيع الرعاية، أسر الطفل قلوب الممرضين والأطباء، بلعبه وصوت ضحكاته، فالتفوا حوله، البعض يطعمونه، ويعالجونه، وانشغل آخرون باللعب معه، بينما يستقبل منه الجميع طاقة أمل وحياة يواجهون بها مأساة الزلازل والكوارث التي لحقت بهم.

وخطف الصغير قلوب الأطباء والممرضات، وتابعت حالته نورسا كسكين، نائبة رئيس الأطباء في المستشفى، وهي اختصاصية بطب الأطفال، والتي أكدت أنه لم يتم التوصل إلى والدة الطفل ووالده بعد، نورسا كسكين، نائبة رئيس الأطباء في المستشفى، وهي اختصاصية بطب الأطفال، أنه لم يتم التوصل إلى والدة الطفل ووالده بعد، وأنه بقي تحت الأنقاض لمدة 5 أيام، ثم نقل إلى المستشفى بواسطة الإسعاف الجوي، لكن حالته العامة جيدة، وعلاجه ومراقبته مستمرة حتى تستقر حالته بشكل تام.

 


"سيبقى هذا الطفل معنا حتى الانتهاء من البحث، وإلى حينه نحن أمه وأبوه"، هكذا ختمت رئيس الأطباء كلامها عن الرضيع، الذي يعمل طقم المستشفى جاهدا من أجل تحديد هوية أهله، بالتعاون مع النيابة العامة وقوات الشرطة ووزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية.

وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 6 شباط/فبراير إلى أكثر من 35 ألفاً، بحسب آخر تعداد رسمي، وقالت هيئة إدارة الكوارث التركية إن الزلزال خلف 31 ألفاً و634 قتيلاً في جنوب تركيا، فيما أحصت السلطات 3581 قتيلاً في سوريا. وقالت الأمم المتحدة إن هذه الحصيلة غير النهائية قد "تتضاعف".