حل بديل للبلاستيك.. أغلفة قابلة للأكل مصنوعة من الأعشاب البحرية

حل بديل للبلاستيك
حل بديل للبلاستيك

تلحق المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد خسائر فادحة على كوكبنا، وتكتظ مدافن النفايات والأنظمة البيئية لدينا بحاويات الطعام وأغلفة التغليف وأكواب القهوة ذات الاستخدام الواحد وعلب الحليب وغيرها. 

ويتسبب التلوث البلاستيكي في إلحاق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات بسبب غازاته المسببة للاحتباس الحراري ومن خلال تناول الجسيمات البلاستيكية الدقيقة ، مما يستغرق مئات إلى آلاف السنين حتى يتحلل البلاستيك ، مما يتسبب في أضرار دائمة. 

ومن الواضح أن التلوث الناتج عن العبوات البلاستيكية يفوق ملاءمتها. 

لحسن الحظ ، بدأت الشركات في إيجاد طرق لتقليل استخدام البلاستيك ، مثل استخدام الأعشاب البحرية الصالحة للأكل لتحل محل البلاستيك في تغليف المواد الغذائية.

لذلك المرشح الأول في مواد التعبئة والتغليف الصالحة للأكل هو الأعشاب البحرية، إنه غني بالألياف والفيتامينات بشكل طبيعي ، ويمكن تحويله إلى عبوات دون الحاجة إلى مواد كيميائية، نظرًا لأن الأعشاب البحرية قابلة للتحلل البيولوجي ، حتى لو انتهى الأمر بالتغليف في مكب النفايات أو في البحر ، فسوف تتحلل دون أي عواقب ضارة، علاوة على ذلك ، لا تحتاج الأعشاب البحرية إلى الماء أو الأسمدة أو الموارد الرئيسية الأخرى لتنمو ، وتمتص ثاني أكسيد الكربون كما تفعل.

Evoware هي إحدى الشركات التي تقوم بتجربة استخدام الأعشاب البحرية لإنشاء عبوات تشبه البلاستيك يمكن تناولها بأمان، يتم البحث عن المواد لتغليف السندويشات والبرجر والوجبات الخفيفة الأخرى ، وكذلك لاستبدال الأكياس البلاستيكية للقهوة الفورية وتوابل المكرونة.

إنه ليس الوحيد، تصنع Loliware أكوابًا صالحة للأكل من الأعشاب البحرية منذ عام 2015 ، ولكنها تفرعت مؤخرًا أيضًا إلى بديل يعتمد على الأعشاب البحرية للقش البلاستيكي، في الحالة الأخيرة ، كان الملمس مهمًا بشكل خاص للحصول عليه بشكل صحيح - لا تزال قش الأعشاب البحرية تشبه القش البلاستيكي.

كيف نتجنب تغليف المشروبات والطعام بالبلاستيك لتقليل تلوث التربة والمحيطات؟ في لندن، وجدت شركة ناشئة حلاً لهذه الإشكالية، إذ طورت أغلفة صالحة للأكل أو قابلة للتحلل الطبيعي، مصنوعة من الأعشاب البحرية.

وبفضل هذه الفكرة، تتنافس شركة "نوتبلا" الناشئة هذا العام بين خمسة عشر مرشحاً في التصفيات النهائية، للفوز بجائزة Earthshot (إيرثشوت) التي أطلقها الأمير وليام لمكافأة الابتكارات المفيدة على صعيد حماية البيئة أو مكافحة تغير المناخ.

بدأت مغامرة "نوتبلا" في مطبخ صغير بلندن، فقد سعى كل من الفرنسي بيار باسلييه والإسباني رودريغو غارسيا غونزاليس، وكلاهما يدرسان في الكلية الملكية للفنون في لندن للتدرب على تصميم منتجات مبتكرة، إلى صنع أغلفة غير ضارة بالبيئة.

ويقول الفرنسي البالغ 35 عاماً لوكالة فرانس برس "عندما كنت مهندساً في مجال التعبئة والتغليف لدى شركة لوريال، كنت أطوّر أغلفة مصنوعة من البلاستيك، من زجاجات الشامبو إلى أوعية الكريمات، وسرعان ما أدركت أني أريد العمل على الحلول بدلاً من صنع المزيد من البلاستيك الذي ينتهي به المطاف في البيئة".

ويحاول الطالبان تصميم عبوات من مواد طبيعية وقابلة للتحلل، خلافاً للبلاستيك المتأتي من صناعة البتروكيماويات.

وبعد اختبار نباتات مختلفة، "وجدنا مستخلصات من الأعشاب البحرية، وأدركنا أنه يمكننا تطوير حلول قريبة جداً مما يمكن أن نجده في الطبيعة، تكون ربما صالحة للأكل حتى"، وفق بيار باسلييه.

حقق مقطع فيديو يعرض فيه الطالبان فكرة الأغلفة المصنوعة على شكل فقاعة صالحة للأكل تسمى "أوهو"، انتشاراً كبيراً على الإنترنت، ما أثار اهتمام المستثمرين.

وفي عام 2014، أسس الطالبان "نوتبلا"، وهي الآن في مرحلة توسع كبير مع أكثر من 60 موظفاً، وباتت قريبة من تصنيع منتجاتها على نطاق صناعي.

ويمكن للغلاف الذي طورته الشركة، وهو بحجم حبة طماطم كرزية كبيرة ويُصنع من مستخلصات أعشاب بحرية من خلال مسار لا يزال سريّاً، أن يعلّب جميع أنواع السوائل: الماء، والكوكتيلات المخصصة للاستخدام خلال المهرجانات، أو مشروبات الطاقة التي تم توزيعها على سبيل المثال في عام 2019 للعدّائين في ماراثون لندن.

وتصبح هذه المادة عند مضغها في الفم أشبه بحبة سكاكر ذات قوام هلامي.

وفي مكاتب الشركة المقامة داخل مستودع كبير قرب حديقة الملكة إليزابيث الأولمبية في لندن، يتم إنتاج الفقاعات، فيما تُصنع المنتجات الأخرى لدى شركات مصنعة متعاقدة مع "نوتبلا" في أوروبا.

ويدير الفريق الشاب أيضاً مختبرات لتطوير منتجات جديدة، تعتمد بدورها على الأعشاب البحرية.

فقد طور الفريق، على سبيل المثال، طلاءً طبيعياً قابلاً للتحلل الحيوي لعلب الوجبات الجاهزة يعمل على حماية العبوة من الشحوم أو الأطعمة السائلة.

وبذلك، تزود "نوتبلا" شركة "جاست إيت" العملاقة في القطاع في المملكة المتحدة وخمس دول أوروبية أخرى، منتجات صديقة للبيئة. كذلك كانت أغلفة الأطعمة التي بيعت خلال نهائي كأس أوروبا لكرة القدم للسيدات في استاد ويمبلي بلندن في تموز/يوليو، مغلفة من "نوتبلا".

"ميزات مذهلة"

من أحدث ابتكارات الشركة الناشئة، تغليف شفاف للمنتجات الجافة، مثل المكرونة.

ويشرح بيار باسلييه أن الطحالب "لها ميزات مذهلة"، إذ إنها "تنمو بسرعة كبيرة، بعض الطحالب التي نستخدمها في مختبراتنا تنمو بمعدل متر تقريباً في اليوم ، لا حاجة لأي نشاط بشري لجعلها تنمو، ولا داعٍ لإضافة ماء الشرب أو الأسمدة".

ويضيف المهندس الفرنسي "الطحالب موجودة منذ مليارات السنين، لذا أينما انتهى المطاف بأغلفتنا، فإن الطبيعة تعرف جيداً كيفية تفكيك هذه المواد وإعادة استخدامها من دون إحداث تلوث".

في الوقت الحالي، لا تزال منتجات "نوتبلا" أغلى ثمناً من المنتجات البلاستيكية، لكن من خلال البدء في إنتاج علبها للوجبات الجاهزة، خُفضت نسبة التكلفة الإضافية إلى ما يراوح بين 5% و10%.

وتريد الشركة أن تكون أحد البدائل من بين جملة حلول لتقليل استهلاك البلاستيك، بموازاة تشديد بلدان كثيرة حول العالم قواعدها في هذا المجال.

وبحسب تقرير حديث لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، فبحال استمرار الأوضاع على الوتيرة الحالية، ستتضاعف كمية النفايات البلاستيكية ثلاث مرات بحلول العام 2060، لتصل إلى مليار طن سنوياً، والكثير منها يلوث المحيطات ويشكل تهديدا على بقاء أنواع كثيرة.

هذا العام، بالإضافة إلى "نوتبلا"، وصلت أربع عشرة شركة أخرى إلى التصفيات النهائية لجائزة "إيرثشوت"، على أن يتم اختيار خمس منها للفوز بمليون جنيه.

وستسلم الجوائز في 4 ديسمبر في مدينة بوسطن الأميركية، خلال حفل سيُبث على الهواء مباشرة.