نقاد: تراجع غير مبرر لمستوى الرقص الشرقي.. و«المدرسة المصرية» الأكثر تميزا

سامية جمال و تحية كاريوكا و نجوى فؤاد
سامية جمال و تحية كاريوكا و نجوى فؤاد

 أمل صبحي

يرى الناقد طارق الشناوي، أن هناك خلافا مجتمعيا أثر بالسلب على الرقص الشرقي فيقول مدلل على ذلك: قديما وأنا أعنيها دون الحكم عليها كانت ملاهي الخمسينيات تفتح أبوابها في رمضان ويمكن أن تجد ذلك فى اعلانات الصحف فى هذا الوقت، كانوا يرفعون شعارا “سلى صيامك مع تحية كاريوكا” ولم يكن هذا الشعار محل انتقاد، وكنت تستطيع ان تجد متعة الرقص الشرقى فى ملاه كثيرة فى رمضان، سواء تلك الموجودة فى وسط القاهرة وعماد الدين تحديدا او تلك التى على اطرافها فى شارع الهرم مثلا، وكان هذا طبيعيا جدا حتى ان البعض كان يذهب فعلا عقب افطار رمضان ليستمتع ويشاهد فنانته المفضلة حتى ميعاد السحور لكن المجتمع تغير وبالتالى اصبحت النظرة للراقصة فيها شيء من القسوة البالغة وهذا لا يعنى ان النظرة للرقص زمان كانت نظرة جميلة ومبشرة بالعكس كان هناك بعض المشاكل لكن المجتمع وقتها كان يسمح بهذا الاختلاف حتى ان بعض اعمال اسماعيل ياسين التى كانت عن الجيش كان يتخللها استعراضات راقصة اما اليوم فنجد مطربا مثل سعد الصغير مثلا او عمر كمال يصرح انه يرفض الغناء ومعه راقصة او حتى تظهر معه راقصة فى فيديو كليب اضافة الى عدد الراقصات المصريات يقل يوم بعد اخر واصبحنا نستورد الراقصات من اوكرانيا وروسيا “.

اقرأ أيضًا

تحية كاريوكا| قال عنها جمال عبد الناصر .. ست بـ 100 راجل

ويضيف الشناوي: حتى على مستوى الدراما والسينما بعد أن كان الرقص جزءا مهما في سياق أي عمل لم يعد ذلك الآن ممكنا، قديما كانت مشاهد الرقص سواء اختلفنا أو اتفقنا معها موجودة حتى أن فيلما مثل” الفرسان الثلاثة “للمخرج فطين عبد الوهاب ومن تأليف أبو السعود الأبياري أغلب أحداثه تدور داخل ملهى ليلى” كباريه “حتى أن إحدى الراقصات اللاتي ظهرن في الفيلم كانت محجبة ولم تحدث أي مشكلة والناس تقبلت مشاهدها ببساطة لكن الآن مستحيل يحدث هذا ويمر العمل مرور الكرام وهذا هو أصل الحكاية ولب الموضوع.

الناقدة ماجدة خير الله ترى الآن على الساحة لا علاقة له بفن الرقص الشرقي وتقول: كان كل شيء مبهج، استعراضات فنية على أعلى مستوى، شياكة التفاصيل في الموسيقى والملابس، الحركة والاستعراض حقيقي ومعبر، وكانت السينما تهتم بهذه النوعية من الأعمال حتى منتصف السبعينيات تقريبا، ولكن مع مرور الوقت حدث تراجع في الأفلام الاستعراضية وبالتالي تأثر الرقص الشرقي كثيرا حتى أصبح الوضع الآن الذي سمح بوجود راقصات أجنبيات يطغى على أسلوبهن الافتعال والعصبية الزائدة.

وتضيف خير الله: لا أفهم سببا لتراجع الرقص الشرقي رغم أنه عامل مهم جدا في إضفاء البهجة والتعبير عن الفرحة والسعادة، ربما ما زال الوضع قائما في الطبقات الشعبية التي تعبر عن فرحها بالرقص لكن من المؤكد انها تبعد عن الحرفية التى افتقدناها فعلا.

ويتحدث الناقد رامي متولي عن ثقافة الرقص الشرقي وأهميته فيقول: هناك مدارس كثيرة مختلفة للرقص الشرقي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمنطقة التي يأتي منها وكل مدرسة من هذه المدارس مختلفة اختلاف كبير فيما بينها فمدرسة الرقص الشرقي في شمال أفريقيا غير تلك الموجودة في آسيا، حتى الحضارات الغربية التي بدأت في الاقتراب من الرقص الشرقي لها مدارس مختلفة ومع ذلك تظل مدرسة الرقص الشرقي المصرية هي الأهم والأكثر تميزا وقديما كنا نرى فقرة الرقص الشرقي حاضرة في كل حفل أو تظاهرة فنية وبقوة، حتى مع وجود فنون أخرى في نفس الحدث مثل الغناء والاسكتشات والمونولوج وغيرها كان الرقص الشرقى مميزا وحاضرا بقوة، والأكثر ان بعض الراقصات كان لهن فرق استعراضية كاملة وكان الجمهور يذهب خصيصا لمشاهدة الاستعراضات الراقصة التى كانت تقدمها فرقة بديعة مصابنى او فرقة تحية كاريوكا وغيرهن.

اضاف متولى: ان فكرة الرقص الشرقى هى فكرة لها علاقة بالفن المصري ومكون رئيسى من مكوناته وكانت مصر فى وقت من الاوقات” قبلة “ياتى لها الفنانون من كل المناطق المحيطة لكى يعرضون فى عدد من الشوارع المهمة مثل الازبكية وعماد الدين والمناطق وما حولها.
اختتم قائلا: نخلص من هذا الحديث أن الفكرة هنا أننا نتحدث عن شكل فني أساسي في مصر تطور بتطور الزمن وبعد انفتاح الثقافات أدى إلى تنوع ووفرة ولكن اعتقد أننا مازلنا مدرسة مميزة جدا في الرقص الشرقي.