فى الصميم

التليفزيون.. وأسبوع البواقى!!

جلال عارف
جلال عارف

إجازة عيد طويلة، مع مناخ ترتفع فيه درجات الحرارة والرطوبة. من تساعدهم الظروف يجدون مكانا على الشواطئ وتبقى الأغلبية تبحث عن شىء من البهجة فى مدن الاسمنت بينما نصائح خبراء الأرصاد هى البقاء فى المنازل فى أوقات ارتفاع الحرارة، ومصروفات العيد تمتد بنصيحة خبراء الأرصاد لباقى اليوم بالنسبة للكثيرين!

يتذكر الناس التليفزيون ، ويتجول «الريموت» بين القنوات المختلفة بحثا عن نسمة هواء فنى تجلب البهجة وتمتع القلب والعين. تدوخ فى البحث بين القنوات العديدة فلا تجد إلا القديم الذى لم يعد يثير أحدا. مسرحيات وأفلام تعاد ـ بلا سبب منطقى ـ منذ نصف قرن، وغياب كامل لأى جديد ولو بأغنية عيد شابة أو برنامج مبتكر يزرع البسمة أو يبهج العقل والقلب.

تكتشف ـ للأسف الشديد ـ أن هذا الكم من القنوات التليفزيونية لا يعنى شيئا حقيقيا. تغيرت خرائط التليفزيون فى العيد بالطبع. اختفت بعض برامج الرغى - وهذا من فضل الله- ولكن لا شيء هناك إلا «الطبيخ البايت» من افلام ومسرحيات تم استهلاكها على مدى عشرات السنين !!..

يفاجئك هذا الفقر المدقع فيما تقدمه القنوات فى العيد رغم مئات الملايين التى تنفق عليها !!..

أتذكر كيف كان تليفزيون مصر ـ بميزانيات قليلة ـ يبدع ويبتكر ويجعل من أيام العيد مهرجانا للفرح فى بيوتنا، وكيف كان الاختيار صعبا فى ظل تنافس هائل بين المبدعين على احتلال مكان على الشاشة فى العيد.

الطاقات المبدعة لدينا موجودة والأموال التى تنفق تكفى لصنع الجديد والجميل.. لكن الفقر التليفزيونى ـ بكل أسف ـ هو سيد الموقف !! كأنهم فوجئوا بالعيد والاجازة، وكأنهم لا يعرفون كيف يصنعون البهجة بالفن الجميل الذى يشتاق إليه الجميع!!

تعب «الريموت» فى يدى بحثا عن جديد جميل على الشاشات فى أسبوع العيد.. لكن قنوات التليفزيون المتعددة كانت تعيش فى «أسبوع البواقى»!!