احتفالا بيوم الموسيقى العالمي..

«السياحة والآثار» تتحدث عن أشهر الآلات الموسيقية عند المصريين القدماء | صور

يوم الموسيقى العالمى
يوم الموسيقى العالمى

احتفالا بيوم الموسيقى العالمي نشرت الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار فيديو على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي وفيس بوك سلطت فيه الضوء على أهمية الموسيقى عند المصريين القدماء، فقد استخدموا الموسيقى في العديد من جوانب حياتهم، من الحياة اليومية إلى الطقوس الدينية، ويمكن رؤية حبهم للموسيقى بوضوح في زخرفة المقابر والمعابد.


ويحتفل العالم بيوم الموسيقى العالمى في يوم ٢١ يونيو من كل عام ويأتي الاحتفال به بمبادرة من المجمع العالمي للموسيقى بهدف رصد واقع وأحوال الموسيقى العالمية بمختلف قوالبها ومؤشرات تطورها ودراسة الحركة الموسيقية في مختلف دول العالم وإنجازاتها بشكل مناسب.

يوم الموسيقى العالمى


وفى هذا الإطار يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى أن الموسيقى هى إرث حضاري منذ عهد مصر القديمة وقد اكتشف علماء الآثار أدلة تشير إلى وجود موسيقيين مهرة بمصر القديمة منذ عام 3100 قبل الميلاد.

اقرأ أيضا :- وزير السياحة والآثار يتفقد معرض المنتجات الفندقية للمرأة المصرية 


 وهناك اكتشافات من عصر الدولة القديمة تشير إلى وجود سلم موسيقى خاص بدائي يتكون من 5 درجات تخلو من أنصاف النغمات (النص التون) ويؤك ذلك عدد الثقوب في الناي المكتشف قديمًا أو عدد الأوتار في الهارب وغيره، ولكن في عصر الدولة الحديثة نتيجة انفتاح المصري القديم على ثقافات الفينيقيين والحيثيين وشعوب البحر في قبرص وكريت، تطور السلم الموسيقي وزاد له درجتين حتى وصل إلى سبع درجات المعروفة حاليًا، كما زادت عليه حركات إضافية مثل أنصاف النغمات.


وينوه الدكتور ريحان إلى أشهر الآلات الموسيقية بمصر القديمة وهى الهارب أو القيسارة المصرية وهى قيثارة وحيدة الوتر رُسمت على أحد جدران المقابر المصرية القديمة ربما لارتباط الهارب المصري القديم بالحرب كآلة حربية أستلهمت منها الآلة الموسيقية العريقة " قوس حربي " أو " هارب وحيد الوتر "  وتطور الهارب عبر أسرات مصر القديمة  وعرف بأحجام متعددة منها الهارب ذا الحامل ويكون كبير الحجم وآخر يعلق في رقبة العازف بينما يحمل نوع مختلف على الكتف.

يوم الموسيقى العالمى

 


وتجسّد الرسوم الشهيرة على مصاطب سقارة استخدام الهارب في حياة اللهو لدى أشراف الدولة وظهور أحد زوجات الأشراف وهي تعزف له على الهارب وتوالى عداد الأوتار في التضخُم بداية من ثلاثة أوتار إلى عشرين وترًا في أواخر الدولة الحديثة واليوم تمتلك آلة الهارب الحديثة ما بين 45 إلى 48 وتر  وتعد آلة السمسمية لمدن القناة انعكاسًا للهارب المصرى القديم.


ولفت الدكتور ريحان إلى آلات النفخ  حيث عرف المصرى القديم النفير لأغراض عسكرية الذى يشبه البوق المستخدم في إستدعاء الجنود أو أفراد الشعب في ظروف المناسبات الرسمية، وتنوعت آلات النفخ في مصر القديمة .فما بين ناي بسيط مكوّن من قصبة واحدة يُصنع من خشب اللوتس وربما يلحق به جزء من قرن بقرة وعرف بـ" مونول" و آخر مزدوج عرف بـ" لوتس فوتنكس" ويشبه الأرغول الآلة الشعبية المصرية كما انعكس ذلك حاليًا على أنواع من الناي الشجيّ المرتبط  بالتخت الشرقيّ.


وعرف المصرى القديم آلات الإيقاع ومنها العصي المصقفة والدفوف، كما توصل إلى إحداث نغمة موسيقية من خلال  اصطدام عناصر نحاسية ببعضها  مثل آلة الرق حاليًا أو الصاجات.


 ويتابع الدكتور ريحان بأن رسومات مقبرة ببني حسن بالمنيا من عصر الدولة القديمة جسّدت إشارات اليد الخاصة بالغناء فى بداية الأسرة الخامسة وكانت مقصورة على ظاهرة وضع كف اليد اليسرى للمغنى خلف صوان الأذن وعلى الخد لتكبير الصوت الصادر وزيادة كما يفعل مغنى الموال حاليًا .


وكان تشكيل الفرق الموسيقية يغلب عليها الثنائيات، وقد أوضحت النقوش أن كل الاحتمالات كانت واردة فى تلك الثنائيات مثلًا عازف هارب مع مغنية وعازف ناى مع عازفة هارب وكانت آلة الهارب من الآلات المحببة لدى المصريين القدماء عامة وكانت أغنية عازف الهارب ضربًا من ضروب الأدب المصرى القديم، كما ارتبطت أغنية عازف آلة الهارب بدور هام فى الصلوات والطقوس الجنائزية وتقديم الزهور عند الدفن وفى المناسبات الاجتماعية السعيدة .


وينوه الدكتور ريحان إلى ظهور عازفو الهارب المكفوفين فى عصر الدولة الوسطى فى مقبرة مرى رع الأول بتل العمارنة بالمنيا، كما صورت الحيوانات فى صورة موسيقيين وكانت هذه الظاهرة مدعاة للفكاهة والمرح. فى الدولة الوسطى وانضمت إلى الفرقة الموسيقية آلات الكينارة والطبول بعد ظهورها فى الحياة الموسيقية فى عصر تلك الدولة، وكان لكل فرقة موسيقية قائد يتوسط المجموعة ويكون عادة بدون آلة وأحيانًا قائدين الأول لمتابعة العازفين وكان يعطى مجموعة من إشارات اليد والآخر وظيفته ضبط إيقاع العمل الموسيقى باستخدام التعبير باليدين أو فرقعة الأصابع أو الضرب على الركبتين أو كلاهما معًا.


كما صورت جدارية من سقارة وتل العمارنة الرقص الايقاعي البطىء الشبيه بحركات راقصات الباليه.


ومن أهم مظاهر الحياة الموسيقية والثقافية فى عصر الدولة الحديثة الاحتفالات داخل القصور والاحتفالات القومية والشعبية داخل المعابد وخارجها على مدار السنة، كما كثرت احتفالات الموائد داخل قصور الملوك،.


 وقد شاركت الموسيقى والغناء والرقص فى تلك الاحتفالات الدينية منها والدنيوية. تعددت أساليب الحياة الموسيقية وتنوّعت داخل قصور الملوك وفى البلاط الملكى وتعددت الفرق الموسيقية نتيجة للفتوحات والاتصالات التجارية والدبلوماسية مع ملوك ورؤساء الدول الأجنبية الآسيوية والآشورية والبابلية، وساهم تواجد العنصر الآسيوى من الجنسين فى مجال الموسيقى والغناء فى تعدد الفرق الموسيقية حتى أصبح فى بلاط الملك فرقتان موسيقيتان، إحداهما مصرية ، والأخرى آشورية.


وتطورت فى عصر الدولة الحديثة صناعة الآلات الموسيقية عامة والوترية بشكل خاص حيث شملت الخامات وجودة الصناعة والشكل الخارجى وعدد الأوتار، وما تبعه من زيادة للمساحة الصوتية  واتساع الحركة اللحنية بين الحدة والغلظ وظهرت آلات العود البيضاوية الشكل ذو الرقبة الطويلة والقصيرة  وهو ما عُرف باسم عود الرقص ، كما ظهر العود الكمثرى الشكل ذو الرقبة الطويلة فى عصر الأسرة الخامسة والعشرين وما بعدها وهو أشبه بالطنبور وظهر العود القبطى ( المصرى ) فى أوائل القرن الأول الميلادى وما بعدها وتطورت آلات الصنج أو الجنك ( الهارب ) تطورًا كبيرًا فى الشكل الخارجى وعدد الأوتار الذى وصل إلى 22 وترًا فى عصر الرعامسة الأسرة العشرين ، كما وصل ارتفاع بعض تلك الآلات إلى أكثر من مترين مما جعل من الموسيقى المصرية موسيقى غنية متفوقة عن كل موسيقات الحضارات التى عاصرتها  مما دعى أفلاطون أن أوصى فى كتابه " الجمهورية " شعبه بالاستماع والاستمتاع بالموسيقى المصرية ذات القواعد والقوانين العلمية كما اعتبرها أرقى موسيقات العالم.

رابط الفيديو: https://fb.watch/dNiN6lPJ9F/