الحاضر الغائب .. فيصل ندا

فيصل ندا
فيصل ندا

كتبت: أمل صبحي

يعد الكاتب الكبير فيصل ندا، واحدا من أشهر حريفي الكتابة في مصر والوطن العربي، ورائد الكتابة الإجتماعية الساخرة، ليصنع لنفسه مجدا فنيا تراكم على مدار عقود وضم 104 فيلم و50 مسلسل و15 مسرحية.

 

بدأ فيصل ندا عشقه لمجال الفن منذ التحاقه بكلية التجارة جامعة القاهرة، حيث كان عضوا بفريق التمثيل بها، لتشهد فترة الدراسة الجامعية أول خطوات كتابته، حيث قام وقتها بكتابة بعض المسرحيات التي قدمت على مسرح الجامعة.

 

بعد تخرجه عمل ندا في وزارة المالية، إلا أن العمل الحكومي لم يرضي طموحه، فقام في تلك الفترة بكتابة أول أعماله للتليفزيون وهو مسلسل “هارب من الأيام”.

 

بعد 1968 بدأ نشاط ندا الحقيقي لكن هذه المرة في السينما، حيث قدم حتى بداية السبعينيات عدد من الأفلام التي حققت نجاحا معقولا، أبرزها فيلم “الأشرار” عام 1970 التي قام ببطولته رشدي أباظة، وكانت تيمة الأفلام التي قدمها في تلك المرحلة هي أعمال أكشن على الطريقة الغربية. 

 

عام 1973 عاد ندا إلى الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل “المعجزة” بطولة صلاح السعدني وعمر الحريري وليلى طاهر، وهو المسلسل الذي شهد ظهور الطفلة شريهان، وبعدها بعام عاد للمسرح من خلال تقديم عرض “من أجل حفنة نساء” بطولة الثنائي سمير غانم وجورج سيدهم.

 

بعد نصر أكتوبر قدم ندا فيلمه الشهير “الوفاء العظيم” لمحمود ياسين، كما شهدت فترة السبعينيات بشكل عام نجاح كبير له على صعيد السينما، وقدم العديد من الأعمال الناجحة، كما قدم للتليفزيون في تلك الفترة مسلسل “ابن ليل” عام 1975 مع نور الشريف، و”ضيوف مزعجين جدا” عام 1979 مع سمير غانم وجورج سيدهم، لكن يبقى النجاح الأكبر لندا في تلك الفترة هي تقديمه لمسرحيتي “المتزوجون” و”أهلا يا دكتور” بطولة سمير غانم وجورج سيدهم.  

 

خلال فترة الثمانينات زاد نشاط ندا بشكل كبير، خاصة في التليفزيون، حيث قدم مسلسلات ناجحة في تلك الفترة مثل، “مشيت طريق الأخطار” عام 1981 بطولة سهير البابلي وأحمد مظهر، “الإنسان والمجهول” عام 1982 بطولة محمود عبد العزيز، و”أهلا أهلا بالسكان” عام 1984 بطولة حسن عابدين، وهو العمل الذي يعتبر من أول الأعمال التي وثقت لأزمة الإسكان في ذروتها خلال منتصف الثمانينات، “الضابط والمجرم” عام 1987 بطولة مصطفى فهمي وصلاح قابيل، و”تزوج وابتسم للحياة” عام 1988 بطولة سمير غانم، وهو العمل الذي كان يظهر فيه ندا بنفسه على مقدمة العمل مع أبطال العمل.

 

رغم تراجع الإنتاج مع بداية التسعينيات في مصر، خاصة سينمائيا، لكن ندا أستمر في التألق خاصة في التليفزيون، حيث قدم مع سمير غانم “مغامرات زكي الناصح” عام 1990،”بنت سيادة الوزير” مع ميرفت أمين عام 1992، “الأزواج الطيبين” عام 1993.

 

أفتتح الألفية الجديدة بعمل في الدراما الخليجية بعنوان “بيت بلا أبواب” عام 2001، لكن معدل نشاطه الكتابي تراجع، حيث أصبح يقدم عمل واحد كل عام، حتى كانت آخر أعماله التليفزيونية عام 2011 بعنوان “أزواج في ورطة”، وفي عام 2021 شهد رحيل الكاتب الكبير فيصل ندا، عن عمر ناهز 81 عاما، وبعد صراع طويل مع المرض، لتفقد الدراما المصرية والعربية أحد أهم وأبرز صناعها في القرن العشرين.