محلل سياسي: الجيش الليبي الوحيد القادر على حماية الثروات النفطية الليبية

المحلل السياسي، محمد فتحي الشريف
المحلل السياسي، محمد فتحي الشريف

حذر المحلل السياسي، محمد فتحي الشريف، رئيس مركز العرب للدراسات، من انجرار ليبيا إلى صراع مسلح من جديد بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد حاليا، مشيرا إلى أن رفض رئيس الحكومة المنتهية عبد الحميد الدبيبة لتسليم السلطة قد يتسبب في صراع جديد.


وقال "الشريف"خلال لقائة عبر، الفضائية المصرية، اليوم الخميس، إن الحكومة المنتهية فشلت في إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في 24 ديسمبر، و عادت أزمة الصادرات النفطية إلى الواجهة، مهددة قطاع النفط الليبي بالانهيار، وذلك بعد أن أغلقت موانئ رئيسية في البلاد، منها الحريقة والزويتينة والبريقة، على عكس ميناء رأس لانوف والسدرة شرقي البلاد، اللذان إلى الآن يعملون بكامل طاقتهم.


وأضاف، أن الدبيبة يحاول استغلال ورقة النفط للبقاء في السلطة، حيث أعلن عن رفع الإنتاج النفطي من 1200000، إلى مايقارب 1700000 برميل نفط يوميًا، في غياب وزير النفط ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط. وذلك لتقوية موقفه الضعيف سياسيًا بين دول العالم التي تخوض أزمة طاقة حاليًا، ولدعمه في مسيرته  للبقاء في السلطة ومواجهة حكومة الإستقرار الجديدة التي شكلها البرلمان واختار فتحي باشاغا رئيسًا لها.


ولفت " الشريف" إلى أن ورقة النفط كانت ومازالت تستعمل كورقة للضغط السياسي وتحقيق المصالح في ليبيا، الأمر الذي من شانه أن يلقي بتداعيات كبيرة على تصنيف ليبيا بين الدول المصدرة للنفط، مؤكدا أن سلسلة الإغلاقات الآن تؤكد بأن جميع السياسيين في البلاد يحاولون اقتطاع حصتهم من هذه الكعكة الذهبية.


وأوضح "رئيس مركز العرب للدراسات" أن الأمر الأشد خطورة من إمكانية فقدان ليبيا لمركزها كمصدر أساسي للنفط، هو محاولة جر البلاد للحرب، لتقاسم مناطق النفوذ هذه والدخول في صراع ينتزع فيه كل طرف من الآخر موقعًا نفطيًا جديدًا، خصوصًا وأنه قد ثبت بأن لا أحد يستطيع التأثير على هذه القضية في الواقع، سوى القوات المسلحة التي تسيطر على هذه الموانئ وتؤمنها.


وأشاد " الشريف " بالدور الذي لعبته القيادة العامة في حماية ثروات ليبيا النفطية، مؤكدا أن هذه الأزمة تعيد إلى الأذهان موقف القوات التي ساندت فيما مضى الجيش الوطني الليبي وكانت حليفها الرئيسي، "فاغنر"، التي كانت معنية بالحفاظ على مصادر الثروة الليبية النفطية من الوقوع في أيدي التنظيمات الإرهابية وغيرها من الفصائل المسلحة.


وتابع " رئيس مركز العرب للدراسات" أن الجيش الليبي يواجه حربا ضروسا في ليبيا سواء على المستوى الجنوبي لمواجهة الإرهاب وقوى التطرف أو حتى عصابات التهريب التي تحاول سرقة النفط الليبي، مؤكدا أن القوات المسلحة كانت تعلم منذ البداية أن الطرف الموجود في المنطقة الغربية والموالي لجماعة الإخوان الإرهابية سيحاول اللعب على هذه النقطة، لذلك اشترطت أن يكون انسحاب القوات الأجنبية بشكل متزامن وهو ما رفضت الجماعة المتطرفة التي تريد الاحتفاظ بالمرتزقة السوريين لجوارها لتحقيق أطماعها السياسية في البلاد.