شوقى حامد
ملامحه فيها تقاطيع البراءة.. معالمه تنضح بالصفاء والنقاء.. عباراته تعكس التمكن والكفاءة.. يتحلى بقدر كبير من الإرادة.. ويتمتع بنسبة عالية من القيادة.. ولديه ثروة هائلة من التحدى والتصدى، قصة نجاحه تصلح لتقديمها للشباب والفتيان لاتخاذها عبرة وقدوة من الممكن محاكاتها والتأسى بها.. فقد طرق الأبواب المحلية فلم تخضع له أو تنفتح أمامه.. فذهب يبحث عن نفسه مع الآفاق العالمية، فواتته البركة وصادفته النعمة وقبض على الفرصة وتمسك باللحظة وركز فى الغربة، فاشتهر وأبهر المتابعين العالميين وظل على تركيزه إلى أن لفت أنظار المواطنين فاتجهوا صوبه وطلبوا وده واستغلوه قربه ـ هكذا كان وظل الكابتن محمد زيدان أحد أبناء المدينة الباسلة بورسعيد التى أشعر بالانتماء لها بعد أن حطت رحالى بعد مشوارى فى سيناء بها، فأحسن أهلها وفادتى وقدموا لى كل أنواع الرعاية والعناية الطبية والنفسية وأوصلونى إلى قاهرتى بسلام.
جاء مولد الفتى زيدان فى ١١ ديسمبر عام ٨١ وظهرت بوادر النبوغ المهارى عليه وهو فى سن مبكرة فذهب للإسماعيلية يبحث عن الرعاية بقلعة الدراويش، غير أنه لم يحظ بالتوفيق فعاد أدراجه ونجح فى الانضمام لناشئى المصرى تحت ١٢ سنة تحت قيادة كابتن طارق عوض وتدرج فى المراحل السنية المختلفة إلى أن أخفق فى الانضمام للقائمة المزدوجة لمرحلتى ١٧ ، ١٨ سنة، ولم تحبطه تلك الكبوة وانضم إلى ناشئى نادى الجمارك تحت قيادة كابتن حسن مصطفى وتم تصعيده للفريق الأول وهو لم يتعد الـ١٨، تحت قيادة كابتن محمد عبدالرحيم ولفتت موهبته أنظار كابتن محسن صالح أحد أبرز المدربين المصريين فعرض عليه العودة من جديد للمصرى غير أن شعوره بالظلم منعه من قبول العرض.. وكأن السماء أرادت أن تعوضه وتبارك خطواته، فخلال مرافقته للسيدة والدته رضا نور الدين إلى أوروبا دلف إلى أحد الأندية الدانمركية لإشباع نهمه للفرقة وعندما خرجت الكرة من الملعب ناحيته استقبلها بطريقة جمالية وسيطر عليها بمهارة وإبداع وأعادها لهم تدون تزيد أو اصطناع.. كانت هذه اللفتة كفيلة بطلب مسئولى نادى أكاديمية بولد كلوب بالانضمام إليهم فسارع بالموافقة ولم يعد من رحلته مع والدته إلا بعد أن قام بالتوقيع لهذا النادى المغمورـ وبدأت رحلته مع الكرة الأوروبية التى ظل ممسكا بمشوارها محافظا على قوة الدفع فيه وحتى نهايته.. وقادته موهبته الأصيلة ومهاراته الجميلة إلى الانتقال إلى نادى أيدس كوبنهاجن فى موسم ١٩٩٩، وحظى بإشادة الحارس العملاق بيتر شمايكل، وأسهمت تلك الشهادة فى النقلة النوعية الثانية إلى نادى بيتدلاند وتألق هناك وأحرز خمسة أهداف فى إحدى المباريات واستحق لقب أفضل هداف فى عام ٢٠٠٤، فطالب مارتن أولسن نجم الدنمارك بالإسراع بتجنيسه لينضم للمنتخب غير أن الفكرة لم ترقه واعتذر عن عدم تلبيتها وطلبه نادى فيردر بريمن الألمانى فانتقل إلى هناك ومنه إلى نادى نيتسى بالإعارة ثم انتقل إلى نادى هامبورج.. كان كل هذا المشوار ومحطاته المختلفة غائبا عن عيون المصريين إلى أن التقطته عينا كابتن شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى فضمه لعناصره وشارك فى تحقيق برونزية العالم للناشئين بالأرجنتين وقام الكابتن حسن شحاتة بتصعيده للمنتخب الأول ولعب دوليا لأول مرة أمام السودان وتوالت مشاركاته فى لقاءات كأس أمم أفريقيا عام ٢٠٠٨ وتألق بصورة لافتة للنظر أمام منتخب الكاميرون ومزق شباكه بهدفين.. لم تغره الأضواء ولم تبهره الأنوار ولم يتخل عن أسلوبه المتواضع ولم يترك تلقائيته المحببة حتى بعد أن أصبح معلقا مشهورا بعد اعتزاله وتوديعه البساط الأخضر كلاعب.. وتشعر وأنت تشاهده معلقا بأدبه الجم وأخلاقياته العالية.. ويعزو الفضل لما وصل إليه من استقرار إلى والدته الحنون ولا يغفل الأيادى التى امتدت إليه وأسهمت فى صقل موهبته أمثال المدرب التاريخى محمود الجوهرى واللواء حرب الدهشورى ويحتفظ بعلاقات وصداقات لأقرانه من الجيل الذى بزغ نجمه بينهم ورغم انتقاله للإقامة بقاهرة المعز إلا أنه لا يفتأ عن التواجد بمسقط رأسه والاستمتاع بوقته مع رفاقه وبلدياته.