المتهم يستدرج ضحاياه لمنزله بحجة التعاطف معهم ويعتدي عليهم

طفل"المنْوَر" يكشف توربيني الإسكندرية

المتهم
المتهم

سمر ياقوت

  الدناءة والخِسّة والانحطاط؛ كلمات ليست كافية لوصف ماحدث من هذا العامل الذي تجرد من كل مشاعر الإنسانية، وعاش عبدًا لشهواته الحيوانية المنحرفة التي تأباها الأعراف والتقاليد.


  تحت ستار العطف والرحمة؛ يبدأ المتهم في هذه الجريمة باستدراج أطفال الشوارع إلى مسكنه بالإسكندرية ليمارس فيهم أفعال الرزيلة والفجور، مستغلاً ضعفهم وقله حيلتهم بعد أن قست عليهم الحياة.


 أحداث مثيرة ومأساة في الوقت ذاته؛ شهدتها منطقة باكوس بدائرة قسم أول الرمل  شرق محافظة الإسكندرية، داخل بيت صغير مكون من طابقين حيث نشأ " محمد. س- 39عاماً" شاب قصير القامة يعمل عامل بإحدى شركات توصيل الطلبات للمنازل، عُرِفَ عنه سوء سلوكه مع أطفال الشوارع، سجله مكتظ بالوقائع التي تقشعر لها الأبدان، لم يسبق له الزواج من قبل، يتيم الأب، يسكن مع والدته المسنّة بذات البيت.
   بدأ يستقطب الأطفال المتسولين من إشارات المرور والحدائق ليلا أو الذين يختبئون تحت الكباري ويستدرجهم إلى مسكنه متظاهرًا بالتعاطف معهم وانتشالهم من حياة الشارع القاسية ولكن ما بعد ذلك تكون البشاعة متجسدة في هيئة بني آدم.

أمام حديقة الشلالات بوسط المدينة شاهد طفلين متسولين يجلسان سويًا ثم فتحت الإشارة وكان هو ذاهب إلى عمله، استمر واستكمل يومه بشكل طبيعي ولكنه كان يضمر فكرة شيطانية، انتهى من عمله وعاد إليهما مجددًا، وبطريقته المعتادة استدرج في البدء أحدهما وهو طفل يدعى "زياد" إلى منزله بمنطقة باكوس وصعدا السلم سويا إلى الطابق الثاني وجلس معه و دخل له من باب العطف والحنان وانه انتشله من ظلمات الشوارع ولكنه شيطان متنكر في صورة بشر وتركة بالمنزل ولكن سمع زياد أثناء خروجه بإغلاق باب الشقة بالمفتاح مما زاد القلق داخل قلب الطفل مما دفعه لفتح الشباب المتواجد بالغرفة ووجده يطل على منور داخلي للبيت، وخرج المتهم لشراء طعام وعندما عاد وقام بالاستحمام ثم احضر الطعام وجلس جوار الطفل زياد وبدأ يلامس أجزاء جسده مما شعر الطفل بالقلق والريبة وبدأ المتهم يرتكب جريمته ولكن زياد تمكن من الهرب  بالقفز من الطابق الثاني وسط صراخ حتى تجمع سكان البيت المجاور وشاهدوا الطفل ملقيًا على الأرض، أسرعوا إليه لمعرفة ما حدث، حكى لهم الطفل ما دار فأبلغوا قسم الشرطة وتم القبض على المتهم وعلى الطفل المتسول، وتم تحرير محضر بالواقعة.


سرقني وسقط!
 أمام النيابة أنكر المتهم ما نسب إليه من اتهامات، لكنه أقر أنه اصطحب الطفل بغرض العطف عليه وانتشاله من الشارع وأن الطفل قفز من الشباك بعد أن سرق 40 ألف جنيه من دولابه.
  أما الطفل " زياد . ه- 15 عاماً" من الجيزة كان يقف امام المحقق وتعبيرات الحزن تشكل ملامح وجهه، يرتدي ملابس واسعة تبدو انها ليست خاصة به حافي القدمي ومبتور اليدين، وقال إنه تعرض لحادث قطار منذ عدة سنوات كان مع اسرته، وقرر الهروب منهم بسبب سوء معاملة والده الذي لا ينفق عليه النقود المخصصة له من الدولة بسبب إعاقته، وقال إنه استقل قطار من القاهرة إلى الإسكندرية منذ عدة اشهر واخذ يمشي حتى وجد أطفالاً متسولين بحديقة الشلالات بالشاطبي وتعرف عليهم وجلس معهم وبعدها تعرف على المتهم وحدثت الواقعة،
قررت النيابة العامة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد ان وجهت له الاتهامات هتك عرض طفل واغتصاب قاصر عن طريق التحايل واحتجازه دون وجه حق في القضية رقم 17554 لسنة 2012 اول الرمل، كما أمرت باستعجال بيان ورود شهادة ميلاد المجني عليه زياد لتسليمه لذويه وطلب التحريات الكاملة للواقعة.


شهود العيان
  منذ سنة تقريباً هرب المتسولون منه فالواقعة الأولى التي رواها أحد شهود العيان من سكان المنطقة قائلاً: إنه ذات ليلة كان الهدوء يسود الشارع الكل يسكن منزله، رأيت المتهم يصطحب أحد أطفال الشوارع إلى منزله وبعد مرور عشرة دقائق فقط سمعنا صياح جارهم المتهم وخروج الطفل المتسول من منزله ممسكا بيده سلاح أبيض "كاتر"  وفر هارباً ولكنه  أحدث جرحًا عميقًا بوجه المتهم تحت العين من الناحية اليمنى وانتهى الأمر بكشف المستور بأنه يصطحب هؤلاء الضحايا الصغار لممارسة الرزيلة معهم وبعدها بمرور وقت وجيز تكررت تلك جريمة الحمقاء باصطحاب طفل آخر ولكنه هرب منه في هدوء لذا عرف بسوء اخلاقه.


منحرف سلوكيًا
تواصلنا مع الدكتورة إيمان عبدلله أستاذ علم النفس، فأوضحت أن هذا السلوك الاجرامي الذي يتبعه المتهم يطلق عليه علميًا،"البيدوفيليا" إلا وهو عشق الأطفال، لكنه ليس عشقًا فهو منحرف جنسيًا او لديه اضطرابات جنسية شديدة، شخص يستثار من الأطفال ويري الرغبة في الاغتصاب او بالتحايل والكذب على الضحية فهذه الرغبة لا يتحكم فيها وهو صاحب خيال واسع ولكنه خيال مضطرب قد يدفعه لاختطاف   طفل من اجل إشباع رغباته الجنسية المضطربة فهو فاقد السيطرة على رغباته.


  وتضيف الدكتورة إيمان؛ إن الدراسات أثبتت أن تلك النوعية من المجرمين لديهم اضطرابات مثل الهلع وقد يكون بسبب العقاقير المخدرة التي تفقدهم السيطرة على أنفسهم ف هو يمثل خطرًا على أجيال المستقبل، وتكون ميوله إجرامية وعدوانية، ومن الممكن أن هذا الانحراف الجنسي يؤدي إلى السرقة أوالقتل حتى يرتكب فعلته الاثمة، فهنا هذا المجرم قد تعرض للاعتداء الجنسي منذ الصغر ولم يتم علاجه بطريقة صحيحة وبالتالي تنشأ لديه رغبات انتقامية دفينة كأن يفعل بالأطفال ما تعرض هو له في الصغر فالشذوذ الجنسي مرض والمجرم يدرك جيدًا ما يفعله ويمكنه أن يخضع للعلاج، أما الطفل المتسول الذي استطاع ان ينجو بنفسه من تلك الجريمة  يدرك جيداً مدى خطورة الموقف الذي تعرض له، وبمجرد شعوره أنه في خطر قرر القفز من النافذة.


 وحول أسباب تلك الحوادث، تقول الدكتورة إيمان؛ إنها ترجع لانفتاح مجتمعنا الشرقي على موقع التواصل الاجتماعي  واللا معيارية وتبديل العادات والتقاليد أصبحت مختلفة تماماً عن الدين والثقافة جعل الشباب تنجرف وراء ذلك الانحرافات، فالقنوات الفضائية والانفتاح على الغرب دون وعي من الاهل وإدراك الشباب لما يشاهدونه ويقلدونه من ثقافة الغرب وتوافر العقاقير المخدرة وتقليد الأفلام الإباحية وغيرها.