هل السيدة العذراء مريم شقيقة النبي هارون؟

هل السيدة العذراء مريم شقيقة النبي هارون؟
هل السيدة العذراء مريم شقيقة النبي هارون؟

في صغرها كانت فتاة طاهرة نقية من أسرة عرفت بالأصالة والوفاء، حملت في سبيل الإنسانية ما لم ولن تتحمله امرأة في العالم، هي سيدة نساء العالمين مريم ابنة عمران.

 

كانت السيدة العذراء مريم ابنة عمران تساعد نبي الله زكريا -عليه السلام- الذي كان يتولى الإمامة فى الهيكل وكانت في كفالته وتخدم المعبد، رغم أنه نبي الله كان يعمل نجارا سعيدا بعمله لكن تقدم به العمر جعله يخشى أن يتوفى دون أن يكون له ذرية تحفظ الرسالة وتخلفه.

 

توجه نبي الله زكريا وتوسل إلى الله وهو شيخ كبير وزوجته عاقر، فدعا الله بعد أن شاهد معجزات تتحقق بين يدي أخت زوجته "مريم" فكان دائما بين يديها طعام شهي وطيب وحين يسألها عن مصدر هذا الطعام تكتفي بالقول هو من عند الله، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم بتاريخ 5 يناير عام 1980.

 

وقد اختار الله معجزة خلق المسيح مكانا طاهرا، واختار لهذه المعجزة فتاة طاهرة صادقة ابنة عالم تقي ورع، وأم تعشق بيوت الله وتمنت أن يهبها الله ذكرا لتجعله خادم للمعبد وأخت زوجة نبي.

 

 ويروي المؤرخون أن السيدة مريم قالت وهي في الأيام الأخيرة من حملها بسيدنا عيسى - عليه السلام: "كنت إذا خلوت حدثني عيسى وكلمني وهو في بطني، وإذا كنت مع الناس سبح في بطني وكبر". 

 

ابن كثير

 

 ويروى ابن كثير في تفسيره لما حملت مريم ابنة عمران حزنت وكانت لا تعلم ماذا تقول للناس فهي تعلم أنهم لا يصدقونها، فقررت أن تفشي سرها وتقول لأختها امرأة زكريا، فكانت مريم تعلم أن زكريا دعا الله فاستجاب الله له وأصبحت زوجته حامل. 

 

 فدخلت مريم على زوجة زكريا فقامت وعانقتها وقالت: "أشعر يا مريم أني حامل،  فقالت لها مريم وهل علمت أيضًا أني حامل وذكرت لها سرها فصدقتها أختها".

 

وإذا واجهت امرأة زكريا، مريم تجد امرأة زكريا الذي في بطنها يسجد للذي في بطن مريم تعظيما وخضوعا له، فيقول ابن كثير ان السجود كان سلاما مشروعا وقتها، كما سجد ليوسف أبواه وأخواته.

 

من الذي نادى مريم من تحتها؟ 

 

حين اقتربت ساعة الوضع وخرجت مريم إلى بيت لحم، حتى وصلت إلى جذع نخلة وجاءها ميعاد الولادة وكانت خائفة ونادها وليدها من تحتها ألا تخافي ولا تحزني، وقد فسر الدكتور حسن باجودة أن الذي ناداها من تحتها ملك من السماء وليس ابنها. 

 

ويروي ابن كثير وقائع لقاء قومها لها قال: وخرج قومها في البحث عنها فهي من أهل بيت النبوة وشرف، فوجدوا راعي بقر فسألوا عن فتاة بمواصفات مريم وقالوا رأيتها؟

 

فقال راعي البقر: لا ولكني رأيت الليلة الماضية من بقري ما لم أره من قبل.

 

وبسؤاله ما شاهد قال: رأيت البقر يسجد نحو هذا الوادي، ورأيت نورا ساطعا في ذلك الوادي.

 

فتوجهوا القوم إلى ذلك الوادي فاستقبلتهم مريم وهي تحمل بين ذراعيها ابنها فقالوا يا مريم: لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون و"هنا كانوا يشبهونها بـ"هارون في العبادة"، فأشارت إلى سيدنا عيسى وقالوا كيف نكلم من في المهد ولكن أنطقه الله.

 

وقد فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- المقصود بأخت هارون فيقول المغيرة بن شعبة: "بعثني رسول الله إلى أهل نجران وكانوا نصارا فقالوا: ألستم تقرأون في القرآن (يا أخت هارون) وقد علمتم ما بين سيدنا موسى وسيدنا عيسى (أي المدة بينهم؟ فكيف تكون أخته؟)، فرجع المغيرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بما حدث فقال الرسول أخبرهم أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم أي يتبركون بأسماء الأنبياء ولم تكن مريم أخت هارون أخو موسى. 

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم