رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة: مصر تدعم وحدة سوريا وتتبنى الحل السياسي الحقيقي |حوار

د.نصر الحريري
د.نصر الحريري

أكد نصر الحريري رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية «المعارضة» أن مصر دورها محوري ومهم جدا وتقف إلى جانب وحدة الأراضي والشعب السوري وتبنى الحل السياسي الحقيقي.


وأضاف في حوار خاص لـ«الأخبار» على هامش زيارته للقاهرة، أن سياستهم ضد الإرهاب وضد التنظيمات الإرهابية، وأن ورقة الإرهاب تم اللعب بها بشكل غير جيد ضد الشعب السوري، وأي حرب لصالح الحل السياسي ولصالح الشعب السوري.


وشدد الحريري - الذي اختير رئيسا لهيئة التفاوض في مؤتمر المعارضة الأخير بالرياض- على أنه لا أحد في سوريا يرغب في استمرار حمل السلاح عدا التنظيمات الإرهابية أو التي تملك مشاريع خارجية.. وإلى نص الحوار..

كيف ترى اختيارك رئيسا لهيئة تفاوض المعارضة السورية؟


مؤتمر الرياض تم التخطيط له مسبقا من أجل تحقيق هدف هو توحيد جهود المعارضة والخروج بجهد واحد، والقرار 2254 نص على وجود منصتى، موسكو والقاهرة، وكان هذا يستخدم ذريعة من قبل النظام أو المجتمع الدولى، وكان يشكل عائقا أمام تقدم المفاوضات.


المملكة العربية السعودية رعت مشكورة والعديد من الدول أيضا دعمت هذا الجهد من أجل الخروج بالوفد الواحد، وبالفعل بعد ثلاثة أيام شاقة وطويلة خرجنا بمنتجين: الأول هو بيان الرياض 2 الذى أكد على ثوابت ومبادئ الحل السياسى فى سوريا، وكذلك خرجنا بهيئة المفاوضات السورية التى تتألف من 36 عضوا، وفى أول اجتماع لها تم انتخاب الرئيس ونواب الرئيس وأمين السر، وأصبحت على رأس هذه الهيئة، وأولويتنا الوحيدة هى تخليص الشعب السورى من الآلام ومن المجازر والمعاناة التى يتعرض لها منذ حوالى سبع سنوات، والوصول للحل السياسى والعادل والمنطقى المبنى على أساس المرجعيات الدولية.


أصدقاء السوريين
جولة مهمة فى القاهرة خاصة.. حدثنا عنها؟


مصر احدى الدول ضمن مجموعة أصدقاء الشعب السورى، ومصر دولة عربية كبرى لها دور محورى ومهم جدا، ونسعى من خلال هذه الجولة إلى ابقاء خط التواصل والتشاور مستمرا مع جمهورية مصر العربية، وكذلك نريد أن نبنى أساسا لبناء مواقف مشتركة أمام كل الاستحقاقات السياسية التى تواجهنا، سواء كان ذلك فى جنيف أو غيرها من الاستحقاقات السياسية.


ماذا عن اللقاءات مع سامح شكرى وزير الخارجية وأحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية؟


كان هناك لقاءان مع وزير الخارجية سامح شكرى والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، كان هناك تطابق فى المواقف تجاه الحل السياسى فى سوريا، نحن ملتزمون معا بالحل السياسى بعملية سياسية ترعاها وتديرها الأمم المتحدة، من أجل تطبيق بيان جنيف وتطبيق القرارين الدوليين 2118و 2254 للوصول إلى حل سياسى نهائى فى سوريا، ضمن جدول زمنى حدده القرار 2254.
واتفقنا على أن تكون الجهود السورية، والجهود الدولية ومنها الجهود العربية تصب ضمن هذا الاطار.


بعد فشل الجامعة العربية فى حل الأزمة هل مازلتم تعولون عليها؟


جامعة الدول العربية -خاصة فى السنة الأولى من الثورة- قامت بدور كبير جدا، وربما كانت هى الوحيدة الفاعلة عندما أطلقت عددا من المبادرات من أجل احداث تقدم والوصول لتسوية فى سوريا، لكن بعد تعقد المشهد السورى وتدويل الملف واستلامه من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لا شك أن دور الجامعة تراجع إلى حد كبير.


اليوم بعد حوالى سبع سنوات – ومع إيماننا العميق بأن الحل السياسى هو الخيار الاستراتيجى والأول بالنسبة لحل الملف السورى – نجد أنه من الضرورى إعادة تفعيل دور الجامعة العربية، ويجب أن يكون لها حضور قوى، خاصة أنها تمثل جزءا من المجموعة الدولية لدعم سوريا، وسوريا الدولة هى دولة مؤسسة فى جامعة الدول العربية ونحن جزء من هذا المحيط وهذا العالم، وبالتالى لابد أن يكون لنا كشعب سورى معين وناصر ومؤيد، أقصد بذلك جامعة الدول العربية.


ونحن كان لنا طلب واضح بأن يكون هناك حضور للجامعة العربية سواء فى جنيف أو غيرها من الأماكن المعنية بالوصول لحل سياسى فى سوريا.


نقاشات طويلة 
هل تطرقتم لمسألة شغل مقعد سوريا فى الجامعة خلال اللقاء؟


حاليا لم يتم نقاش هذا الأمر بشكل حاد لأنه كانت هناك نقاشات طويلة حول المقعد، فهو شاغر منذ فترة طويلة، كان شيئا طبيعيا بيد النظام ثم شغله الائتلاف لفترة قصيرة، وللأسف الشديد عدم وجود موقف موحد بين الدول العربية أبقى المقعد شاغرا، مع العلم أن هناك قرارا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، رفع الشرعية عن نظام بشار الأسد كممثل شرعى ووحيد للشعب السورى، وكانت هناك مطالب متعددة لمنح المقعد للجهة الممثلة للشعب السورى وكان الائتلاف فى وقتها.

الآن نحن بصدد الحديث عن تبَنٍّ قوى وفعال لعملية انتقال سياسى حسب المرجعيات الدولية، هذا كان طلبنا الأساسى من الجامعة العربية، ونحن نتمنى وكان مطلبا ولايزال أن يتم منح مقعد الجامعة العربية للجهة السورية الشرعية التى تسعى وتناضل من أجل تحقيق طموحات الشعب السورى.


مصر لعبت دورا فى انجاح عدد من الهدنات ومناطق خفض التوتر.. كيف ترى ذلك؟

هذا ضمن الدور الذى نثمنه لجمهورية مصر العربية، لخفض التصعيد فى عدد من المناطق السورية، وكذلك كان لدينا مطالبات للأخوة فى مصر انطلاقا من دورهم الذى لعبوه فى اتفاقيات خفض التصعيد أن يقوموا بالتواصل الفعال سواء مع الروس أو مع الجهات الدولية الأخرى من أجل أن يتم الالتزام بهذه الاتفاقيات وأن يتم احراز تقدم فى المناحى الانسانية الأخرى، خاصة رفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات الإنسانية وإخلاء بعض الحالات المرضية والحالات الجراحية الموجودة فى المناطق المحاصرة، وأقصد بالتحديد غوطة دمشق لأن الوضع فيها كارثى جدا، قصف هستيرى وعشوائى بكل أنواع الأسلحة، بما فيها الطيران الحربى، الذى يستهدف المناطق المأهولة بالسكان دون تمييز ما بين أهداف مدنية أو عسكرية فى ظل انقطاع شبه تام للمواد الغذائية والدوائية ووجود عدد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وعدد من الحالات المرضية التى تقتضى الاجلاء الفورى.


وجميعنا يعلم للأسف أن جهود الأمم المتحدة باءت بالفشل، خاصة خلال الفترة الأخيرة، وكان هناك اعتراف منها قبل وقت ليس ببعيد قالوا فيه إن الثلاثة شهور الأخيرة تمثل الأسوأ من ناحية الانجاز فى مجال تقديم المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة.


كذلك كان هناك دور قامت به جمهورية مصر العربية مشكورة فى دعم جهود السعودية من أجل توحيد جهود المعارضة وانجاح مؤتمر الرياض 2، ونتمنى أن يتم تكليل هذه الجهود بجهد وحضور على الساحة السياسية من أجل دعم الحل السياسى فى جنيف.


حل سياسى
مسألة عدم تورط مصر فى الصراع السورى هل أعطت لها ثقة من الأطراف المختلفة؟


نحن نقول على الأقل من ناحيتنا ان مصر كانت ولا تزال جزءا من مجموعة أصدقاء الشعب السورى، ونحن اليوم عندما نبحث عن حل سياسى نبحث وفقا للمرجعيات الدولية التى وضعها مجلس الأمن ووضعتها الجهود الأممية، فايمان مصر بضرورة تطبيق هذه القرارات يعنى الوقوف إلى جانب طموحات الشعب السورى.


أنا أعرف حتى هذه اللحظة العلاقات الدبلوماسية، فلا يوجد سفير للنظام، وأنا أعتقد أن مصر بدورها القديم والحالى تصطف إلى جانب الشعب السورى، وإلى جانب وحدة الأراضى ووحدة الشعب السورى وتبنى الحل السياسى الحقيقى وفق المرجعيات الدولية، وانطلاقا من هذه النقاط لا أعتقد أن مصر اتخذت موقفا وسطا، إنما هذا الموقف يميل بشكل واضح إلى صالح الشعب السورى.


هل دخول مصر على خط الأزمة أعاد العرب إلى القضية بعد أن كانت تحكم فيها أطراف دولية؟


كانت هناك مجموعة أصدقاء الشعب السورى تتحدث بصوت واحد، ربما الخلافات الدولية، وتعقيدات المشهد السورى جعلت هذه الدول فى كثير من الأحيان تبتعد عن بعضها البعض، فنحن الآن نقوم بجهد من أجل أن نعيد لم وجمع هذه المجموعة من جديد، ونحن نود أن تكون كل الدول منخرطة فى حلحلة الملف السورى، لأن اليوم ابتعاد الدول عن بعضها أو وجود محاور متعددة متصارعة، باعتقادى لن يخدم الشعب السورى ولن يخدم المنطقة، إضافة إلى وجود البعد العربى والدول العربية من جديد تدخل حيز الفعالية السياسية لدعم الوصول للحل السياسى.


باعتقادى اليوم ان أى مشاركة من هذه الدول الصديقة لتطلعات الشعب السورى ستعزز دور الدول الأخرى التى كانت تعمل منفردة.


هناك دول تدعم جماعات وصفت بالإرهابية مثل قطر تحديدا.. كيف ترى ذلك؟


نحن سياستنا ضد الإرهاب وضد التنظيمات الإرهابية، ورقة الإرهاب تم اللعب بها بشكل غير جيد ضد الشعب السورى، واليوم أي حرب فعالة ضد الإرهاب تعتبر حتما لصالح الحل السياسى ولصالح مصلحة الشعب السورى ولا تصب فى مصلحة النظام ولا مصلحة التنظيمات التابعة للحرس الثورى الإيرانى أو لدولة إيران، ونحن نتمنى السلامة لجميع الدول العربية، ونتمنى للأطراف المخطئة أن تتراجع عن خطئها، ونتمنى أن يكون هذا الخلاف ضمن العائلة أو ضمن الأسرة الواحدة، ونحن كشعب سورى بحاجة إلى أن يتم تضافر كل الجهود من أجل إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة. 
صراحة أنا ليس لدىّ أى اثبات يثبت أن دولة دعمت أو لم تدعم، هذا الموضوع بين الدول، وأعتقد أنه يجب أن يحل بين الدول، ونتمنى حله ضمن أقرب فرصة.