اليوم.. وزير الآثار يفتتح مقصورة قدس الأقداس بمقصورة آمون رع بالأقصر

الفريق البحثي المصري الذي رصد ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة الإله آمون بمعبد الملكة حتشبسوت
الفريق البحثي المصري الذي رصد ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة الإله آمون بمعبد الملكة حتشبسوت
يفتتح وزير الآثار د. خالد العناني ومحمد بدر محافظ الأقصر، السبت 9 ديسمبر2107، مقصورة "قدس الأقداس" بمقصورة "آمون رع"، بالطابق الثالث بالمعبد التي شيدته الملكة حتشبسوت غرب الأقصر بالدير البحري، وذلك بعد انتهاء البعثة البولندية من ترميمها.
وقال رئيس فريق الباحثين المصريين أحمد عوض، الذي رصد ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة الإله آمون بمعبد الملكة حتشبسوت، أن معبد الملكة حتشبسوت يشهد هذه الظاهرة يومي 9 ديسمبر و6 يناير من كل عام، وذلك في مناسبة عيد الإلهة حتحور الذي كرس جزء كبير من معبد حتشبسوت لعبادتها، وعيد المعبود حورس الذي اقترن بالولادة الإلهية للملكة حتشبسوت.
وأكد عوض، أن دخول أشعة الشمس للمقصورة يتم لفترة زمنية محددة في منظر بديع بسبب انعكاسها على أحجار المقصورة المصنوعة من حجر الجرانيت الوردي.
وأعرب عن أمله في أن يكون يوم 9 ديسمبر "عيد حورس" ويوم 6 يناير المقبل "عيد حتحور" من الأيام المميزة للمعبد .

وقال الباحث الأثري الطيب عبد الله، أنه من ضمن الفريق البحثي المصري المكون من د. مهندس أحمد عوض والباحث الأثري أيمن أبو زيد والباحث الطيب عبد الله والمعنيين برصد الظواهر الطبيعية في 14 معبدا ومقصورة مصرية قديمة.

وأضاف عبد الله أن الباحثين يرصدون الظاهرة منذ عدة سنوات ومنها معبد بالدير البحري الذي يعد تحفة معمارية تتجلي فيها الحسابات الرياضية مع التفرد في العمارة .

وأكد الطيب، أن افتتاح المقصورة قدس أقداس معبد الدير البحري، يتزامن مع عيد الإله حورس وتعامد الشمس على قدس أقداس المعبد في تلك المناسبة، وهو التعامد الذي رصده ووثقه فريق علمي مصري.

وطالب الطيب بمخاطبة محافظة الأقصر بوضع تلك الظاهرة على أجندتها السياحية، اعتبارا من الربع الأخير من العام الجاري 2016، لافتا إلى أن فريقه يستعد لرصد وتوثيق مزيدٍ من ظواهر تعامد الشمس على بعض المعابد والمعالم الأثرية المصرية، وتحديدا في معابد ومناطق دندرة وإدفو وهيبس ودير الحجر وقصر غويطه، والتي أثبتت الدراسات أنها تشهد تعامدا للشمس في أيام محددة، في إطار حرص قدماء المصريين على إحياء مناسبات دينية وتاريخية ترتبط بمن شيدوا تلك المعابد من ملوك ونبلاء مصر القديمة.

حكاية معبد حتشبسوت :

يروي لنا د. مجدى شاكر كبير أثاريين وزارة الآثار، إن قدس أقداس بالدير البحري هي أول ملكة فرعونية "الملكة حتشبسوت "التي حكمت مصر بالرغم أنه كان من المفترض أن يحكم ابن زوجها "تحتمس الثالث" لكن هي أخبرت الكهنة أنها حلمت بأن الآلهة ترشحها للحكم وأنها من نسب الآلهة.
وأضاف شاكر ، إن الكهنة قررت أن تجعل الملكة هي الحاكمة ورغم ذلك لم يتقبلها الشعب لأنها امرأة فحاولت أن تمثل نفسها كرجل في التماثيل وتلبس الذقن وملابس الرجال إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال وحاولت دائماً أن تنسى أنها امرأة ،بل كانت تشير إلى نفسها بضمير المذكر وتحمل ألقاب الرجال.

في الوقت نفسه كان لها دور كبير في ازدهار التجارة اذ حاولت أن تثبت كفأتها كحاكمة أما ابن زوجها فكان ليس له دور كبير في فترة حكمها مما سبب حقدا لدى تحتمس الثالث وبعد أن ماتت الملكة "حتشبسوت" حاول تحتمس الثالث أن يدمر كل أثارها ويشوهه ويمسح اسمها ويخفي ملامح حكمها.

ومهما يكن من أمر الملكة "حتشبسوت" فإنها واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ولقد بذلت كل الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كإمرأة تحكمه ،وسواء أقنعت "حتشبسوت" الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها أم لم تقنعهم فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك و"سنموت" هو المهندس الذي شيد لها أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أو الحديث وهو معبد الدير البحري، الذي شيده في حضن الجبل الغربي وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض الملكي المجلوب من طره، وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى لكي ترتقيها روح الملكة الحبيبة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم .

ويعتبر من أندر وأهم المعابد الجنائزية أو معابد تخليد الذكرى في البر الغربي بالأقصر.
وهذا المعبد صمم على شكل مدرجـــات لعمل توافق بينه وبين البيئة المحيطة به فجاء على ثلاثة طــوابق أو شرفات، ولعبقــــــرية المهندس سمحت له الملكة بتسجيل اسمه على جدران المعبد .
وقامت البعثة البولندية التى تعمل على ترميم المعبد برئاسة شفرانيسكى ،وقد سجلت الملكة حتشــبسوت تاريخها على جدران المعبد.
وصف المعبد حتشــبسوت: 
 الطابق الأول : يتضمن نقوش لمناظر نقل المسلتين اللتين أقامتهما في معبد الكــــــــرنك إلى معبدها. 
 الطابق الثاني : فقد سجلت قصة ميلادها المقدس والتي تؤكد أنها ابنة الإله " آمـــون" لأنه لم يسمح للنســـــــــــاء في مصر بتولي الحكم فادعت الملكة حتشبسوت وبإيعاز من الكهنة !
هذه القصة لتحـــــكم مصر 20 عاماً بعد وفاة زوجها الملك "تحتمس الثاني" وإبعـــادها للوريث الشرعي الملك " تحتمس الثالث" ابن زوجــــها الذي كان صغير السن عند وفـــاة والده ، وفي نفس الطابق أو الشرفة، سجــــــــــلت الملكة حتشبسوت الرحلة التجـــارية التي حملتها إلى بلاد بوينه " بونت " والمراحل الخمس فيها، ومناظر لها وهي عائدة محمــــلة بالبضائع من بخور وصمغ وعاج ونعام وأشجار زرعتها في حدائق معبدها.
الطابق الثالث : والأخير فكان يطلق عليه " فنــــاء الاحتفالات" وعلى جدرانه صور الاحتفالات بعيد " عيد الأوبت وعيد الوادى " الذي تستقل فيه الملكة مركب الإله آمون من معبد الكرنك إلى معبد الدير البحري، وتبقى ليــــــلة واحدة داخل قدس الأقداس ، وكان يقتصر هذا الطابق على الملكة وكبير الكهنة فقط.

والمسطح الثالث نذهب اليه عن طريق منحدر أخر عبارة عن صفين من الاعمده صف من الاعمده الاوزيريه والصف الثاني أعمده ذات 16 ضلع وبداية المنحدر يأخذ شكل حورس خلف هذا المسطح نجد المدخل المؤدي إلي الفناء الثالث هذا المدخل من الجرانيت ومزين باسم “تحتمس الثالث” المناظر علي الجدار الشمالي(مناظر عيد الوادي)والجدار الجنوبي (مناظر عيد الأوبت) في منتصف السقيفة الغربية المدخل المؤدي الي قدس أقداس أمون وفي الجدار الجنوبي يوجد 10 نيشات داخل الجدار يفترض انه كان بها تماثيل للملكه  بالهيئة الاوزيريه،وإمام المدخل المؤدي لقدس الأقداس يوجد سقيفه بأربع أعمده تم إضافتها في العصر البطلمي .

وهى غرفة كانت لتقديس المهندس أمنحتب بن حابو والمهندس أيمحتب بانى هرم زوسر المدرج بسقارة، وقدس الأقداس عبارة عن سقف مقبي به شباك لإدخال الضوء للمكان وفي النهاية يوجد مكان صغير يؤدي إلي غرفة تمثال آمون الغير موجود الآن وعند المدخل المؤدي الي مقصورة آمون يوجد أعمده اوزيريه تؤدي إلي المكان المؤدي للإله وبه نقوش للإله والملك وهناك يتم تعامد الشمس مرتين في العام يوم التاسع من ديسمبر والسادس من يناير من كل عام على نقش ملون لقرص شمس مجنح الحامي للعرش الملكي ،وهناك رأى آخر أنه يتم في الفترة مابين ٢٨يناير _٦فبراير وكان هذا التعامد يتم على تمثال للإله آمون .

ويذكر أن المعبد عموما كان يقع في مواجهة معبد الكرنك المكرس أساسا لآمون، والفناء الثالث المفتوح استخدم فيه مصحة ليتم فيها شفاء المرضي ، ربما في نهاية القرن7. م ،حيث استخدم كدير قبطي .

1 2 90 1