خلال كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب..

السيسي: عازمون على مواصلة المسيرة.. وسنبني مصر بأيدينا

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي
-  الإرهاب استهدف مصر بشراسة..وسنقتلع كل يد آثمة تلوثت بدماء أبنائنا 
 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، انه لا يبحث عن مجد شخصي، أو بطولات زائفة، إنما يبحث عن مستقبل هذا الوطن، وإرضاء ضميره بقول الحقيقة وفعل الحق، مؤكداً أن هذا الوطن يستحق أن نضحي من أجله، ونتجرد من الأهواء ونحن نسعى لإعادة بنائه.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي، خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب الذي عقد بالإسكندرية.
وقال السيسي، إن المؤتمر في دورته الحالية ناقش موضوعين في غاية الأهمية وهما الإصلاح الاقتصادي وصناعة الدولة الفاشلة، حيث أكد أن هناك ارتباط وثيق بين هذين الموضوعين، مشيراً إلى محاولات هدم الدولة المصرية وإدخالها في حلقة مفرغة من المشكلات وفي مصيدة العوز التي يحاول البعض وضع مصر فيها والتي سيترتب عليها ضياع المستقبل لذا كان لابد من كسر هذه المصيدة واتخاذ قرار الإصلاح الاقتصادي لمجابهة محاولات إفشال وهدم الدولة المصرية.
وطالب الرئيس، المثقفين والإعلام بضرورة التركيز على هذين الموضوعين لتوعية المصريين بخطورة إسقاط الدولة المصرية وحتمية إجراء الإصلاحات الاقتصادية، مؤكداً أن أحداً لن يقدر على هزيمة الشعب المصري وإرادته.
كما طالب الرئيس شباب مصر بالحفاظ على وطنهم واستقراره وأمنه وسلامته، مشيراً إلى أن مصر أمانه في أعناقهم يجب عليهم الحفاظ عليها وحمايتها.
ووجَّه السيسي، التحية والتقدير للشعب المصري العظيم، والذي أثبت – بلا شك – أنه شعب قادر على تحدي التحدي ذاته، وقادر على فرض إرادته الحرة في بناء دولته، ذلك الشعب الذي يواجه التحدي بلا كلل أو ملل.
وأضاف السيسي، أن خلق مساحات مشتركة بيننا، وفتح قنوات اتصال فاعلة بين الدولة والمجتمع بصفة عامة، والشباب بصفة خاصة، هو أمر حتمي وضرورة واجبة، لأن الوطن ينتظر منا جميعاً أن نحلق في أفقه الواسع.
 وطالب السيسي، بالا تحكمنا مصالح خاصة أو انتماءات ضيقة، كما أن صياغة لغة للحوار هو نجاح ومكتسب للدولة المصرية، شعباً وحكومة ومؤسسات و يجب الحفاظ عليه والتعزيز على ما يحققه من نتائــج إيجابيــة.
وأشار السيسي، إلى أن الله جل في علاه قد شاء أن يهب لهذا الوطن العزيز عبقرية المكان وأصالة الأرض ووفاء النيل وعظمة الشعب، مشيرا إلى أن تلك الهبات مقترنة بقدر محتوم، هو أن نكون دائماً في مواجهة تحديات لا تنتهي، وأن نكون دائماً في طليعة صناع التاريخ والحضارة، ومدافعين عنهما ضد كل هجمة تريد أن تنال منهما، وذلك قدر لا يمكن الهروب منه.
وشدد السيسي، على انه  ينبغي علينا أن نواجهه بكل ما أؤتينا من قوة وحكمة، فقدرنا نحن المصريين أن نجابه التحدي، ونحفظ لأمتنا البقاء ونعبر بها وبالإنسانية نحو المستقبل.
وأكد السيسي، أن هذا الوطن يواجه تحديات جسام ومحاولات مضنية لاعتلاء إرادة أبنائه، وتقويض حلمهم في بناءه، فلا يخفى عليكم ولا على أحد تعاظم خطر الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي، وما صاحب ذلك من تطور هائل في قدراته وتنظيماته، مؤكدا أن هناك دولاً وأجهزة تدعم الجماعات الإرهابية الراديكالية بالتمويل والتنظيم والتدريـب، وجعلت من وسائل إعلامها بوقاً للإرهاب بجرأة وعناد غير مسبوقين.
وتابع السيسي: هذه الدول قد بات دورها المشبوه واضحاً جلياً مسجلاً فى صفحات سوداء من كتاب الإنسانية.
وأضاف السيسي، انه لم يعد هذا الدور غير معلوم للمجتمع الدولي بأسره، وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، أستهدف الإرهاب الأسود المدعوم من هذه الدول مصر بشراسة وإصرار، وكلما ازدادت عزيمتنا على مواجهته بالفكر والبناء والتنمية، وكلما تحققت إنجازات على الأرض في سبيل استعادة الدولة المصرية ومؤسساتها، كلما ازدادت شراسة المخططين له.
ووجَّه السيسي رسالة إلى المصريين قائلا " إننا عازمون على مواصلة المسيرة، وإن هذه الدولة ستُبنى بأيدي أبنائها، سنواجه كل شر يحيق بنا بلا كلل أوملل، ما دام الدم يجرى في العروق، ولن نرضى بغير أن نقتلع كل أيد آثمة تلوثت بدماء أبنائنا، فلذات أكباد الوطن.
وشدد السيسي على أننا لن نسمح لأحد أياً ما كان أن يوقف مسيرة إرادة المصريين التي أعلنوها بكل حزم وإصرار في الثلاثين من يونيو عام 2013.
وأوضح السيسي، انه على الجانب الأخر، تواجه مصر تحديات اقتصادية كبيرة تراكمت على مدار عقود مضت، وباتت مواجهتها واجبة لا تحتمل تأخيراً أو تسويفاً، مضيفا انه تولى المسئولية والدولة تعاني من أزمة اقتصادية حادة، تمثلت في انخفاض حاد في الاحتياطيات النقدية من العملات الأجنبية وعجز ضخم في الموازنة العامة وارتفاع مؤشرات ميزان العجز التجاري والدين العام والبطالة والتضخم إلى أرقام سلبية غير مسبوقة، وتزامن ذلك مع تراجع في الإيرادات العامة للدولة، من عوائد السياحة والإنتاج.
وأشار السيسي، إلى انه كان واجباً على أن أضع ملف الإصلاح الاقتصادي على أولويات أجندة العمل الوطني، وفى مقدمة اهتماماتي، وقد تمكنت الدولة بمؤسساتها وخبرائها من وضع إستراتيجية ورؤية متطورة لإصلاح الاقتصاد، وقد كان قراري نابعاً من المسئولية الوطنية، أن نعمل وفق هذه الرؤية، ونواجه المشكلة بشكل متكامل وشامل مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
وأكد السيسي، انه لن يخلف عهده مع المصريين على الصدق في القول، والشجاعة في المواجهة، غير عابئ بأي اعتبار إلا اعتبار واحد، هو أن أقوم بما يمليه على ضميري.
وأوضح السيسي، انه عندما قرر اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الصعبة، كان القرار مرتكزاً على يقين راسخ في وعي وإدراك وصبر الشعب المصري العظيم، بالإضافة إلى ثقة مني في منهجية التخطيط لهذه القرارات والتي ستؤدي إلى نتائج إيجابية حقيقية وهو ما بدأت بوادره وشواهده تلوح في الأفق، لافتا إلي تضاعف الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية إلى ما يقرب الضعفين، في أقل من ثلاثة سنوات، وحقق الميزان الكلى للمدفوعات فائضاً قيمته سبعة مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي الحالي، وقد انخفضت معدلات البطالة مقابل ارتفاع في معدلات النمو.
وأضاف السيسي انه حرصاً منه لتقليل آثار الإصلاح الاقتصادي على المواطن المصري، فقد كانت تكليفاته لحكومة وأجهزة الدولة باتخاذ حزمة من إجراءات الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر تعرضاً لهذه الآثار، والتي ستعمل على تطويرها بشكل مستمر، وتوسيع نطاق الفئات المستفيدة منها.