إطارات السيارات القديمة!

د. حسن أبو طالب
د. حسن أبو طالب


تواجه مصر، كواحدة من الدول النامية الرائدة، تحديات هائلة في مجال إدارة النفايات وتطوير بنيتها التحتية. ومن بين أكثر المواد التي تشكل تحديًا للبلاد، تأتي إطارات السيارات القديمة، التي يتم التخلص منها بطرق غير مستدامة مثل التخزين في المواقع غير المناسبة أو الحرق غير المراقب. ومع ضخامة استهلاك مصر السنوي لإطارات السيارات، تبرز الحاجة الملحة لاستخدام تقنيات إعادة التدوير لتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة.
من هنا، نتطلع إلى أن تتبنى الحكومة فكرة استخدام إطارات السيارات القديمة في تأسيس بنية تحتية مستدامة، متأسيةً من التجارب الناجحة في الولايات المتحدة والصين. ففي الولايات المتحدة، تجمع الشركات المتخصصة الإطارات المستخدمة وتقوم بتحويلها إلى بلاطات مستدامة تستخدم في بناء الطرق والأرصفة، مما يحقق توفيرًا ملحوظًا في التكاليف ويسهم في الحفاظ على البيئة. وفي الصين، يتم استخدام الإطارات القديمة في صناعة البلاطات والمواد البلاستيكية الأخرى لبناء الطرق والأرصفة، مما يحسن من جودة البنى التحتية ويقلل من كميات النفايات.
إلى جانب البلدان المتقدمة في هذا المجال، يمكن لمصر أن تستفيد من هذه التقنيات للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين. فمن خلال استخدام إطارات السيارات القديمة في بناء بنية تحتية مستدامة، يمكن تحقيق مجموعة من الفوائد الاقتصادية والبيئية:
تحسين البيئة: يساهم هذا المشروع في تقليل كمية النفايات والحفاظ على الموارد الطبيعية، مما يقلل من التلوث البيئي ويحسن جودة الهواء والمياه.
توفير التكاليف: يمكن أن يقلل استخدام البلاطات المصنوعة من الإطارات القديمة من تكاليف بناء الطرق والأرصفة، مما يوفر موارد مالية للحكومة والمؤسسات المعنية.
تعزيز الصناعة المحلية: يمكن أن يسهم هذا المشروع في تعزيز صناعة إعادة التدوير في مصر وخلق فرص عمل جديدة في هذا القطاع.
تحسين البنية التحتية: يتيح استخدام البلاطات المستدامة من الإطارات القديمة تحسين جودة الطرق والأرصفة، مما يزيد من متانتها ويقلل من الحوادث المرورية.
ورغم التحديات التي قد تواجه تنفيذ هذا المشروع بما في ذلك تأمين التمويل اللازم وتطوير التكنولوجيا المناسبة لتحويل الإطارات إلى بلاطات، يظل هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في مصر، ويمثل فرصة جيدة للشراكة بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني لتحقيق الأهداف المشتركة.
يتعين على مصر أن تواصل استكشاف وتوسيع فرص الاستدامة، وأن تكون رائدة في تبني التقنيات الجديدة والمستدامة. ومع مثل هذه الجهود المشتركة، يمكن أن تحقق مصر تقدماً حقيقياً نحو مستقبل أكثر استدامة ورخاء لشعبها وبيئتها.