يوميات الاخبار

عودة الجماهير

ممدوح الصغير
ممدوح الصغير

فى علم الجريمة ليست هناك جريمة كاملة، مهما كان ذكاء المتهم لابد من ثغرة تُسقطه فى يد العدالة

قرار عودة الجماهير للملاعب قرار صائب رغم أنه جاء متأخرًا بعض الوقت، الرابح الأول منه الكرة المصرية، الأندية سوف تجنى أرباحًا طائلة من خلال حضور الجماهير بعدما وافق الأمن على تواجدهم .


الأندية الشعبية، خصوصًا فرق الأقاليم، جماهيرها سوف تحرص على الوقوف خلفها فى المباريات التى تُقام على ملاعبها بالحضور، تتحقق مكاسب عديدة؛ أولها معنوى، فلاعبو الفريقين همّهم الأول إسعاد جماهيرهم، والثانى مادى برفع قيمة الإيراد من خلال الحضور الجماهيرى.. فتح الملاعب لعشاق الساحرة المستديرة بكامل سعتها له جوانب أخرى تنموية؛ إذ هناك عشرات المصانع الوطنية التى تصنع التيشرتات والأعلام التى تُباع يوم المباراة، خلافًا لمئات فرص العمل غير المباشرة المُتحققة عبر نشاط السياحة الداخلية بين المحافظات.


فى الأمس القريب كانت ملاعب فرق الأقاليم مليئة بعشرات الآلاف من المشجعين، المحافظة تعيش عيدًا فى حضور الفرق الكبرى، رواج اقتصادى تعيشه المدينة ليلة المباراة، مطاعم كاملة العدد، نفس الأمر للمواصلات والمقاهى.


القرار يأتى بعد سنوات البناء والعمل، صحيح هناك عبء كبير على رجال الشرطة ولكنهم يعرفون طبيعة أعمالهم بأنهم فى خدمة الشعب، ونحمد الله لدينا بنية تحتية فى الملاعب تُعدُّ الأفضل بين دول الشرق الأوسط، ليس من المعقول أن تكون مدرجات ملاعبنا فارغة، ونحن سبقنا الكل بالتواجد رسميًا فى المحافل الدولية، كنا فى النسخة الثانية من كأس العالم عام 1934.
تشجيع المصدرين
مؤخرًا كان الخبر المفرح الذى أعلنه د. أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، عن ارتفاع نسبة الصادرات السلعية فى الربع الأول من العام الحالى لـ 9 مليارات و612 مليون دولار، بزيادة قدرها 5%عن نفس المدة من العام الماضى.
ما قاله الوزير يجعلنا نتفاءل ونعمل بأقصى طاقتنا لزيادة الرقم فى السنوات الأربع المقبلة بنسبة تُقارب الـ20%، وتحقيق الزيادة بإذن الرحمن يجعلنا نعبر حاجز المائة مليار دولار، ويُصادقنا التفاؤل بوصول الرقم لـ60 مليار دولار فى نهاية العام الحالى؛ بفضل تشجيع الدولة للمُصدرين ومنحهم حزمة من المحفزات التنشيطية وحل مشاكلهم، وبفضل جودة الطرق قلَّت معاناة المُصدرين فى وصول سلعهم للموانئ، أيضًا المحاصيل الزراعية صارت تُصدَّر بعد ساعات قليلة من قطفها.. وملف التصدير من الملفات المهمة التى تعمل عليها أجهزة الدولة.


الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أعلن عن وجود خطة لزيادة الصادرات إلى 145 مليار دولار بنهاية 2030، وتحقيق زيادة سنوية 20%، وبمرور السنوات يتحقق الرقم المستهدف.. بإذن الله تخطى الرقم أمر فى المقدور، وهناك أسواق كبيرة فى العالم تعتمد على الصادرات المصرية، ففى أول شهرين من العام الجديد صدَّرنا صادرات هندسية بأكثر من 2 مليار دولار ومواد بناء بمليار دولار، يفصلنا عن نهاية العام 7 شهور، والوصول لـ 60 مليار دولار حلم قابل للتحقق، هناك بناء فى كافة المناحى تجعل أحلامنا حقيقة، فالجمهورية الجديدة انطلقت مشروعاتها منذ 10 سنوات، وجاء وقت جنى ثمارها.
سفاح دار السلام
زميلى المجتهد طارق حافظ بالزميلة «الفجر» نشر مؤخرًا تقريرًا عن اعترافات سفاح دار السلام قاتل والديه وشقيقه وصديقه.. المتهم معيد بكلية الهندسة بجامعة شهيرة يدخلها الطلاب الأثرياء، الطمع أوقعه فى براثن الشيطان الذى تسلّل له من نقطة ضعفه وهى حبه لامتلاك المال ورغبته فى الفوز بميراث أسرته البالغ 40 مليون جنيه، ضخامة المبلغ جعلته يُبدع فى تنفيذ جريمته، حيث قام بصب الأسمنت على جثامين القتلى الأربعة .


القضية تحمل رقم 3057 لعام 2024، وفى القريب العاجل تصدر محكمة جنايات القاهرة حكمها على المتهم الذى لم تعرف الرحمة طريقًا لقلبه، اعترف طبقًا لسطور زميلى طارق حافظ بأنه كان يكتب عقود عقارات والده باسمه، وعندما عرف الأب اعترض وطلب منه إخفاء الأمر عن شقيقه لحين حل الأمر، وكانت الأزمة فى أن شقيقه عَلم بما حدث وتشاجر مع والده وطلب حقه فى الميراث.
همس الشيطان فى أذن المعيد الجامعى الذى قرَّر أن يكتب كلمة الخلاص لأسرته بالقتل ليكون الوريث الوحيد، نفَّذ سيناريو النهاية، المرحلة الأولى تخلَّص من والديه، قتلهما بالرصاص، والده لم يلفظ أنفاسه رغم اختراق الطلقة لقلبه فأكمل عليه ذبحًا بالسكين، وحتى يُخفى آثار جريمته صبَّ عليهما الأسمنت لإخفاء جثتيهما.
بعد جريمته اختفى عن العقار مدة 72 ساعة، بعدها اتصل على شقيقه طالبًا منه الحضور لحل الخلاف.. فى الموعد المُحدد حضر شقيقه رفقة صديقه، فتخلص منهما أيضًا بالقتل، ثم بإخفاء جثتيهما بعد أن صبَّ عليهما الأسمنت.


فى علم الجريمة ليست هناك جريمة كاملة، مهما كان ذكاء المتهم لابد من ثغرة تُسقطه فى يد العدالة، فكان المحضر الذى جعل المباحث تصل إليه، محضر اختفاء من والد صديق شقيقه ذكر فيه بأنه نجله شُوهد بصحبة شقيق القتيل يوم الاختفاء، عندما خطت أقدام رجال المباحث بدروم العقار كانت رائحة الجثث تقودهم للتوغل بين جدرانه، تغيَّر وجه المتهم الذى اعترف بالجريمة وأعاد تمثيلها أمام النيابة ولم يُغيِّر أقواله أمام وكيل النيابة.
لست القاضى الذى سوف يُصدر الحكم وأتوقع منطوق الحكم، القانون لا يعرف الرأفة مع السفاح الذى لم يعرف قلبه الرحمة، طمعه فى المال جعله يقتل أحب البشر إليه.
اللواء أسامة عبدالنعيم
يحظى اللواء أسامة عبدالنعيم وهو واحدٌ من القيادات الكبرى فى الأمن المركزى فى محافظات جنوب الصعيد بمحبة الجميع، يرون فيه صورة الضابط الإنسان، المحبة لا تزال قائمة رغم أداء دوره فى وزارة الداخلية.


التحق بالأمن المركزى بعد تخرجه، واجتهد فيه، ولدماثة خلقه وإنسانيته أحبه جنوده، فهم يعتبرونه قدوة حسنة لهم، أقدامه تسبق أقدامهم فى كل المهام التى كُلّف بها، حكيم فى قراراته، يُحافظ على أرواح من معه، ومَنْ يُطاردهم يرى أن ضبطهم أحياءً يُفيد أجهزة المعلومات أكثر، ضباطه وجنوده لم يعتبروه قائدًا لهم فقط، بل كان لهم بمثابة الأخ الأكبر، يعرف همومهم وأوجاعهم.
هاتفه مفتوح للجميع، يخدم الكل، البعيد قبل القريب، فقد تربَّى فى بيت أزهرى، والده كان من كبار علماء الأزهر فى جنوب الصعيد، والخالق يُكافئ دائمًا المجتهد، فقد اختير من قِبل وزارة الداخلية عدة مرات ضمن البعثة الرسمية للحج، خلالها كان متعاونًا مع الجميع، حيث وفَّر كل سُبل الرعاية لحجاج مصر، يعلم أنه مختار من قِبل الوزارة ليكون فى خدمتهم.


وقد ترك منصبه بعد تاريخ ناصع البياض من التفانى والاجتهاد، لكن لا تزال محبة الناس قائمة له.
أحمد هاشم
قبل أن تلفظ تسعينيات القرن الماضى سنواتها الأخيرة كان انضمام زميلنا أحمد هاشم لأسرة تحرير أخبار اليوم، قرار تعيينه وقعَ من قبل أسطورة الصحافة العربية الراحل إبراهيم سعده.. بدايته محرر شئون الطيران هو المصدر الذى يجب أن تتوافر فى المحرر الذى يشغله النزاهة وهى واحدة من أهم الصفات التى يتحلى بها، عمل فى أخبار الحوادث فى سنوات مجدها الذهبى، له عشرات الحوارات فى أخبار النجوم، وبعدها انضم للقسم الاقتصادى الذى صار فيما بعد رئيسا له ومدير تحرير أخبار اليوم، قدم خدمات جليلة للمؤسسة الإدارة العليا بالمؤسسة تعلمها جيدا، بفضل قوته فى مصدر كان التميز لأخبار اليوم صحفيا وللمؤسسة .
قد يكون من أقل أصحاب المناصب كلاما، هو قوى بأخلاقة، بالمهنية التى يتحلى بها، بالنزاهة والسمعة الحسنة أكبر ميراث يتركه لأبنائه، بمعدنه الجنوبى الطيب، فهو من بلاد معظم سكانها قلوبهم خضراء لاتعرف سوى الحب.
حكاية رقم
كان الرقم 10 هو رقم السعد فى حياة المُمثلة التونسية درّة التى لم تتوقَّع أن زيارتها لمكتب المخرح الراحل يوسف شاهين، سوف تُقصِّر عليها طريق عالم النجومية، وتكون سببًا فى العمل بـ 3 أفلام مهمة؛ منها واحدٌ مع مخرج كل نجوم الوطن العربى يحلمون بالظهور فى أفلامه وأعماله، فهو لا يُعطى الفرصة إلا لمُمثّلٍ يستحقها.


بعد إقامتها بالقاهرة لعِدّة أسابيع، قررت الذهاب لمكتبه، فقابلها ورحَّب بها بعد أن عرّفته بنفسها وأنها ممثّلة تونسية قرَّرت فى لحظة مُغامرة نقل نشاطها إلى القاهرة، ورأت يومها السعادة بين أهداب عينى يوسف شاهين عندما عَلم منها أنها حصدت جائزة أحسن ممثلة عن دورها فى مسلسل حسابات وعقبان، والذى جسَّدت فيه شخصية سندة عوض التى تعاطف معها الشارع التونسى.


بعد أسابيع كانت المُكالمة السعيدة التى تلقتها من مكتب يوسف شاهين بترشيحها لأداء دور فى فيلم «هى فوضى»، وكان الفيلم هو رقم 10 فى أعمالها الفنية، زيارتها لمكتب الراحل يوسف شاهين تُعدُّ «وش السعد» عليها، بعدها رُشِّحت لدور مهم فى فيلم «الأولى فى الغرام»، سيناريو وحوار الراحل وحيد حامد الذى استفادت كثيرًا من العمل معه، وقبل أن تتسلّم نسخة السيناريو طلب منها مشاهدة أفلام شادية وتحية كاريوكا التى جسَّدتا فيها دور الفتاة الشعبية، ترشيح وحيد حامد لها كان مُغامرة منه، وتوالت الأدوار عليها فطلبها بعد ذلك المخرج المتميز يسرى نصر الله للعمل معه فى فيلم «جنينة الأسماك» .