بالتواريخ| قصة القمم العربية منذ إنشاء «الجامعة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحتضن مملكة البحرين غدًا الخميس، حدثًا تاريخيًا استثنائيًا مع انعقاد أول قمة عربية على أراضيها، وهي القمة العربية الـ 33 التي يرأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور الزعماء العرب.

وتجسدت جهود البحرين في دعم وحدة الصف العربي والتضامن، ودعم المساعي التي تبذلها جامعة الدول العربية في تعزيز التعاون العربي المشترك، وكان آخرها استضافة القمة العربية الـ33.

واكتسبت العديد من القمم العربية على مدار انعقادها عبر التاريخ، ألقابًا مميزة نابعة من أحداث ومناسبات استثنائية أو أهداف ذات أهمية، وتميّزت هذه القمم بتسميات تُعرب عن تاريخها الفريد ودورها في تحقيق الأهداف العربية المشتركة.

تاريخ القمم العربية

منذ تأسيسها في مارس 1945، عقدت قمم الجامعة العربية 41 قمة، منها 28 عادية و13 طارئة، إضافة إلى 3 قمم عربية اقتصادية تنموية.

ومن بين تلك القمم الطارئة، عُقدت قمة "أنشاص" في مايو 1946 بدعوة من ملك مصر فاروق، حضرها الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية. 

وفي يناير 1964، عُقدت قمة القاهرة الأولى بدعوة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، لمناقشة مشروع إسرائيل تحويل مياه نهر الأردن، وفي سبتمبر 1964، عُقدت قمة الإسكندرية بمشاركة أربعة عشر قائدًا عربيًا، أما في سبتمبر 1965، فشهدت قمة الدار البيضاء مشاركة 12 دولة عربية بالإضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي أغسطس 1967، عُقدت قمة الخرطوم على خلفية هزيمة 1967، وعرفت بـ "قمة اللاءات الثلاث" التي وجهت لإسرائيل، وفقًا لوكالة "كونا" الكويتية.

وفي ديسمبر 1969، شاركت 14 دولة عربية في قمة الرباط التي دعت إلى إنهاء العمليات العسكرية في الأردن، وفي أكتوبر 1974، عقدت قمة الرباط بمشاركة كل الدول العربية والصومال للمرة الأولى، أما في أكتوبر 1976، فعُقدت قمة الرياض الطارئة بدعوة من السعودية والكويت لبحث الأزمة في لبنان وسبل حلها.

كما عقدت قمة القاهرة في أكتوبر 1976 بمشاركة 14 دولة لمتابعة بحث الأزمة اللبنانية التي بدأت في المؤتمر السداسي في الرياض، وفي نوفمبر 1978، عُقدت القمة في بغداد.

أما قمة تونس في نوفمبر 1979، فعُقدت بدعوة من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وفي أغسطس 1985، عُقدت قمة الدار البيضاء الطارئة بدعوة من الملك الحسن الثاني لبحث القضية الفلسطينية وتدهور الأوضاع في لبنان والإرهاب الدولي، وفي يونيو 1988، جاءت قمة الجزائر الطارئة بمبادرة من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية.

وفي مايو 1989، عُقدت قمة الدار البيضاء الطارئة حيث عادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية بعد غياب لبنان بسبب تنازع السلطة فيه، أما في يونيو 1996، فعُقدت قمة القاهرة الطارئة بعد وصول اليمين بقيادة رئيس وزراء الاحتلال الحالي بنيامين نتانياهو إلى السلطة في إسرائيل لمناقشة مصير عملية السلام.

وفي أكتوبر عام 2000، عُقدت قمة القاهرة الطارئة عقب أحداث العنف التي تفجرت ضد الفلسطينيين، بعد دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون الحرم القدسي الشريف آنذاك، وعُقدت قمة عمان في مارس 2001 بمشاركة 14 زعيما عربيا، حيث أكدت على التمسك بقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس أو تعترف بها عاصمة لإسرائيل.

تلا ذلك قمة بيروت في مارس 2002، حيث تبنت مبادرة ولي العهد السعودي حينها، عبد الله بن عبد العزيز بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، وحضرها 9 رؤساء عرب.

ثم عُقدت قمة شرم الشيخ في مارس 2003 برئاسة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، واعتمدت موقفا موحدا برفضها شن هجوم أمريكي على بغداد، وحضرها 11 زعيما عربيا و11 ممثلا عن الحكومات الباقية.

تلا ذلك قمة تونس في مايو 2004، بحضور 13 رئيسا و9 ممثلين عن الحكومات العربية، حيث اتفق القادة على إدخال تعديلات على ميثاق الجامعة العربية للمرة الأولى منذ عام 1945.

وفي مارس 2005، عُقدت قمة الجزائر بمشاركة 13 حاكما عربيا، وافتتحت بالوقوف دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة على روح رئيس الإمارات زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

ثم عُقدت قمة الخرطوم في مارس 2006 بحضور 11 قائدا، واتفقت على إنشاء مجلس السلم والأمن العربي، وفي مارس 2007، عُقدت قمة الرياض بمشاركة 17 زعيما عربيا.

وفي مارس عام 2008، عُقدت قمة دمشق بمشاركة 11 قائدا، دعت فيها إلى تجاوز الخلافات العربية، ثم عُقدت قمة سرت في أكتوبر 2010 بمشاركة 15 حاكما، دعت إلى وضع خطة عربية لإنقاذ القدس والحفاظ على المسجد الأقصى.

وفي مارس 2012، عُقدت قمة بغداد بحضور 9 قادة، وتبنت رؤية شاملة للإصلاح في الوطن العربي، ثم عُقدت قمة الدوحة في مارس 2013 بحضور 15 رئيسا، واتفقت على إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان وإنشاء صندوق "دعم القدس".

وفي مارس 2014، عُقدت قمة الكويت بمشاركة 13 زعيما عربيا، وكانت أول قمة عربية تنعقد في الكويت منذ انضمامها رسميا للجامعة العربية في 20 يوليو 1961، وفي مارس 2015، عُقدت قمة شرم الشيخ بمشاركة 15 زعيما عربيا، وأقرت تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة.

وفي يوليو 2016، عُقدت قمة نواكشوط بحضور 7 حكام، وتم إقرار دمج القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية مع القمة العربية العادية لتكون مرة كل 4 سنوات، وفي مارس 2017، عُقدت قمة عمان بمشاركة 15 حاكما، حيث طالبت دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

وفي عام 2018، عُقدت "قمة القدس" في مدينة الظهران السعودية بمبادرة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفي نوفمبر 2022، عُقدت "قمة لم الشمل" في الجزائر بعد انقطاع دام 3 سنوات بسبب جائحة كوفيد-19، وفي مايو 2023، عُقدت "قمة التجديد والتغيير" في مدينة جدة، حيث تناولت قضايا العمل العربي المشترك.

وأخيرًا.. فإنه من المقرر عقد قمة عربية في البحرين غدا الخميس 15 مايو 2024، بمدينة المنامة، لمناقشة عدد من الملفات المهمة المتعلقة بالعمل العربي المشترك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.


«أجندة النقاشات».. غزة على رأس الأولويات

ومن بين الملفات التي ستدور على طاولة النقاشات، القمة العربية الصينية الثانية في بكين، بإنشاء منتدى للشراكة بين جامعة الدول العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا، وستدعم ترشيح مصر للدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لليونسكو ومرشح جيبوتي محمود علي يوسف لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وستتناول خطة المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي المؤلفة من 12 بندًا، ومن ضمنها خطة الاستجابة الطارئة للتعامل مع تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، استنادًا إلى مذكرة المندوبية الدائمة لفلسطين في ديسمبر الماضي.

كما سيتم استعراض تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية حول التنمية العربية المشتركة والتقدم في اتفاقية التجارة الحرة، بالإضافة إلى الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن، والتعاون العربي في مجال التكنولوجيا والابتكار، وتجربة النجاح الصحي في المملكة العربية السعودية.

وسيشمل الملف أيضًا إقامة الاتحاد العربي الجمركي والاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن للفترة 2023-2028، بالإضافة إلى مقترحات حول التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي ودور المرأة الاقتصادي والمرصد العربي لتنمية المرأة والاستراتيجية العربية للأمن المائي لمواجهة التحديات المستقبلية للتنمية المستدامة.