فى الصميم

مذابح إسرائيل.. والعداء للسامية!!

جلال عارف
جلال عارف

الهستيريا الصهيونية مستمرة فى أمريكا. الخوف من انكشاف زيف الصورة التى يتم ترويجها لإسرائيل داخل المجتمع الأمريكى يدفع اللوبى الصهيونى إلى محاولة تشديد قبضته، ويدفع «النخبة» لمواجهة خطيرة مع أجيال جديدة بتفكير مختلف، ويدفع المجتمع إلى أزمة لحرية الرأى وإلى مخاوف من شبح «المكارثية» الذى يرتدى اليوم قناعاً صهيونياً ويحاول تهديد الجميع باتهامات زائفة بأنهم يعادون السامية!!
التهمة جاهزة للاستخدام السريع حتى والعالم يرى الحقيقة ويدرك أن الغضب هو من جرائم إسرائيل وما تمارسه من إبادة جماعية لشعب فلسطين. هذا الغضب يجمع الطلاب اليهود فى جامعات أمريكا يشاركون زملاءهم فى انتفاضتهم. ويجعل السناتور الديمقراطى البارز بيرنى ساندرز  يرد على تدخل نتنياهو ودعوته لمواجهة شباب أمريكا موضحاً الحقيقة ومؤكداً له «إن تسليط الضوء على مجازر حكومتك المتطرفة التى قتلت أكثر من ٣٤ ألف فلسطينى ٧٠٪ منهم من النساء والأطفال، وجرحت أكثر من ٧٧ ألفاً خلال فترة قصيرة لا تتعدى ٦ شهور وليس معاداة للسامية... لا تستهزئ بذكاء الشعب الأمريكى، ولا تستخدم معاداة السامية لصرف الانتباه عن الاتهامات التى تواجهها فى المحاكم الإسرائيلية. محاسبتك على أفعالك ليست عداء للسامية»!!
سقوط الابتزاز الصهيونى هو ما يخشاه القتلة فى إسرائيل بقيادة نتنياهو. كشف جرائمهم ليس عداء للسامية. معارضة سياستهم ليست عداء للسامية. الانتصار للحرية والعدالة والمساواة بين شعوب العالم (وفى المقدمة شعب فلسطين) ليس عداء للسامية. العكس تماماً هو الصحيح، ولهذا نرى طلاباً يهوداً يشاركون فى انتفاضة شباب أمريكا، ونرى أهم السياسيين الأمريكيين اليهود (مثل ساندرز) يدينون جرائم إسرائيل ويرفضون دعم الإدارة الأمريكية لها، ويعتبرون أن ما يرتكبه نتنياهو وحكومته فى حرب الإبادة هو جريمة فى حق الإنسانية كلها، وهو العداء الحقيقى لليهود كما لكل البشر.
الهستريا الصهيونية مستمرة خوفاً من الحقيقة، ومن نهاية محتومة للابتزاز السياسى الرخيص باسم «معاداة السامية» التى يريدونها ترخيصاً بقتل أطفال فلسطين!!