في ظل ابتعاد عدد من نجوم الكوميديا وخفوت البعض الآخر من المشهد السينمائي، يبقى الرهان دائما على أسماء جديدة تسعى لتأكيد نفسها كنجوم شباك، ورغم أن تجاربهم لم تنضج بعد، لكن المحاولة مستمرة من أجل كسب أرضية، والوصول إلى العمل النموذج، ومن هؤلاء علي ربيع الذي يخوض منافسة موسم عيد الفطر بفيلمه “ع الماشي”، عبر قصة تجمع بين الكوميديا والفانتازيا والإستعراض، ويشارك في بطولته كريم عفيفي الذي شاركه فيلمه السابق “بعد الشر”، وصلاح عبد الله ومحمد رضوان وعبد الله مشرف وإسماعيل فرغلي وآية سماحة وانتصار وأميرة العايدي، والفيلم من كتابة 3 مؤلفين هم أحمد عبد الوهاب، كريم سامي وهدير الشريف، وإخراج محمد الخبيري.
في الفيلم نرى ربيع في شخصية “هادي عبد الهادي”، الشاب الثلاثيني الذي يتكاسل عن الذهاب لعمله، ويوشك أن يفقد وظيفته وبيته والفتاة التي أحبها، لكن حادثاً يقلب حياته ويحوّله من الكسل الدائم إلى الحركة المستمرة، فيقضي نهاره وليله ماشياً على قدميه بعدما حذّره الطبيب من تعرضه للموت في حال توقفه عن الحركة.
يستهل المخرج أحداث الفيلم بمشهد يجمع بين “هادي” ووالده (صلاح عبد الله)، وهما يجلسان في غرفة المعيشة أمام شاشة التلفزيون، وقد تدفأ كل منهما ببطانية، وارتدى ملابس ثقيلة، ووضعا أمامهما كلّ ما يحتاجان إليه، بينما يتكاسلان عن مد أيديهما لتناول “الريموت كونترول”، ويتوسل كلا منهما الآخر لفعل ذلك، ومن ثمّ يفاجأ كلا منهما بأن المياه تغمر الصالون تحت قدميهما، وأن الجد (عبد الله مشرف) نسي إغلاق الصنبور، لكن لا أحد منهما يتحرك من مكانه.
تتوالى الأحداث في إطار كوميدي فانتازي لنرى كيف يهدّد الكسل حياة “هادي”، الذي يؤدي عمله من منزله في تلقي اتصالات العملاء ويتركهم ينتظرون ساعات طوالاً ليرد عليهم، ويستدعي الأمر ذهابه إلى العمل لتسليم أوراقه، فلا يذهب، ويعيش قصة حب مع نورا (آية سماحة)، فيؤجل مراراً لقائها.
وخلال الاحتفال بعيد ميلاده يتعرض “هادي” لأزمة صحية، ويكتشف الطبيب (محمد رضوان)، إصابته بمرض نادر يعرف بـ”متلازمة التجلط”، التي تستلزم حركة مستمرة منه طوال الليل والنهار، فيجوب الشوارع على قدميه حتى لا يفقد حياته.
فكرة الفيلم جيدة وتستحق الثناء، وقد تفاعل معها الجمهور من الشباب كونها تحمل دعوة لعدم التكاسل والعمل على تغيير حياة الإنسان حتى يحقق أهدافه، فالفيلم يحمل متغيراً جديداً لبطله الذي اعتمد في أدواره على كوميديا الإيفيهات والمواقف الضاحكة، لكنه يقدّم شخصية بسيطة في فيلم أكثر نضجاً، وإن كانت هناك مشكلة في السيناريو والكتابة ورسم الشخصيات.
علي ربيع يسعى لتأكيد حضوره في السينما إعتماداً على ما حقّقه في “مسرح مصر”، لكننا لا نستطيع تحميل الفيلم أكثر ممّا يحتمل، فهو فكرة بسيطة، والإستعراضات تضيف له، لا سيما بعدما صار مطربو المهرجانات والرّاب عناصر ترويج تجتذب جمهور الشباب، حيث يتضمن الفيلم عدداً من الأغنيات التي يقدّمها في قالب إستعراضي، فيغني علي ربيع “ماشي في حالي”، ويقدّم كل من المطرب الشعبي عبد الباسط حمودة ومطربا المهرجانات أوكا وحودة بندق إستعراض بعنوان “كتاكيت”، بمشاركة علي ربيع وكريم عفيفي.
وأتوقف عند مشهد نفذ سينمائيا بشكل جيد، ويشكل منعطفا مختلفا وإيجابيا، وهو مشهد المحكمة قبل نهاية الفيلم، والذي يخوض فيه “هادي” سباقاً للجري يتزامن مع جلسة الحكم في قضية طرده وأسرته من البيت، فيقرّر ترك السّباق والذهاب للمحكمة، في حين أن القاضي يعلم ذلك من خلال الراديو، ويشيد بإلتزامه، ويحكم لصالحه، في حين يعطّل صديقه “محمد أسامة” السباق حتى يصل “هادي” ويحقق فوزاً كبيراً، وهي نهاية تلائم فكرة الفيلم.