اختلطت نظرات المتهم العجوز 64 (عاماً) بالدموع أثناء ترحيله داخل سيارة الشرطة إلى محبسه ،لتنفيذ حكم قضائي والذي يقضي بمعاقبته بالحبس ستة أشهر. اتخذ الرجل مكاناً بأحد أركان غرفة الحبس ، فضوء المصباح الخافت يبعث بالرهبة والخوف.. استرخي برأسه على الحائط بينما يتطاير دخان السجائر المختلط بالشعاع المنبعث من المصباح ويخرج في انسيابية شديدة مخترقاً شباك الغرفة.  انهمر الرجل في الدموع وبلسان حال يقول هل هذه ستكون نهايته بعد أن امتد به العمر، فهو لا يستحق الإهانة، بعد أن علت الشيبة رأسه، أثقلت رأسه التساؤلات،و  ازدادت ضربات قلبه ، وتحشرجت أنفاسه وسقط على ظهره ملوحاً مستغيثا.  انتفض زملاء السجن من هول الموقف وعلت صرخاتهم التي هرول على أثرها الضابط النوبتجي والذي قام باستدعاء سيارة إسعاف لنقل المتهم إلى المستشفي في محاولة لإنقاذه. استرخي المتهم على ظهره فوق نقالة سيارة الإسعاف وهو محمولاً بينما تنساب الدموع على وجنتيه بعد أن تنفس القليل من نسيم الحرية، ولفظ أنفاسه الأخيرة مودعاً الحياة أثناء قيام الأطباء بالكشف الطبي عليه. انتقل على الفور وكيل أول نيابة أوسيم محمد هاني الذي باشر التحقيقات بإشراف محمد بدوي رئيس النيابة وسكرتارية عبد المنعم عابدين، حيث تبين أن المتهم كان يقضى عقوبة السجن لمدة ستة أشهر بسبب توقيعه على إيصال أمانه لأحد الأشخاص بعد أن اتفق على شراء التوك توك منه بالتقسيط، ليعينه على متطلبات الحياة والأسرة، وتعثر لمدة طويلة عن السداد، مما دفع الدائن برفع دعوى ضده. وبورود التقرير الطبي المبدئي تبين أن سبب وفاة المتهم لأنه كان مصاباً بمرض الربو الشُعبي، وكما أكدت زوجته أيضا ذلك وليس هناك شبهة جنائية، وصرح بدفن الجثة.