حياته حافلة بالانجازات من مواليد أول أبريل 1921 م ومقيم بمحافظة المنيا، التحق بالكلية الحربية دفعة 1942م، خاض حروب مصر المعاصرة بدءاً من الحرب العالمية الثانية، له مواقف بطولية في حرب فلسطين.

وكان أبرز القادة المساندين للثورة في اليمن، وتولى رئاسة عمليات القوات العربية باليمن من 62 إلى عام 64، قاد وحدات المظلات بين عامي 64 : 67، وقاد قوات شرم الشيخ إبان حرب يونيو، وتولى قيادة قطاع "السويس - بور توفيق" بين 9 : 19 يونيو 67.

وقاد العديد من البطولات إبان توليه قيادة الجيش الثاني الميداني خلال حرب الاستنزاف، تولى قيادة المنطقة المركزية العسكرية في حرب أكتوبر، ثم عاد وتولى قيادة الجيش الثاني الميداني في قلب المعركة بدءاً من يوم 16 أكتوبر 73 يوم "الثغرة" عين مساعداً لوزير الحربية وقائداً للدفاع الشعبي العسكري في ديسمبر 74، ثم مساعداً للوزير ورئيساً لهيئة تدريب القوات المسلحة في مارس 74، ثم مساعداً لوزير الحربية للشئون المعنوية وهو آخر موقع تولاه قبل تقاعده في يوليو 1975م "اللواء أ.ح عبد المنعم خليل" قائد الجيش الثاني في حرب أكتوبر في حواره لـ "بوابة أخبار اليوم":

كيف ترى حرب أكتوبر بعد 42 عاما من تحقيق الانتصار على الجيش الذي لا يقهر؟

أرى أننا رجعنا كل حبة رمل في سيناء بتضحية أبناء القوات المسلحة من الشهداء والمصابين وعندما خضنا معركة العبور لم تكن لدينا أسلحة متطورة ومتكافئة مع العدو الصهيوني الذي كان يمتلك ترسانة من الأسلحة المتطورة وأسطول طائرات حديثة على أعلى مستوى.

وقال اعتمدنا في خطتنا على العبور من خلال الوصول إلى عمق يتراوح ما بين 15 إلى 20 كم في القناة لان هذه المسافة هي التي تستطيع صواريخ قوات الدفاع الجوى تأمينها لمنع وصول واقتراب الطيران الإسرائيلي إلى القناة، بهذه الإمكانيات حققنا أعظم انتصار في تاريخ مصر الحديثة.

وأشار، دمرنا الساتر الترابي الذي قال عنه الخبراء يحتاج إلى قنبلة ذرية لتفجيره خط بارليف دمرناها وقهره " خير أجناد الأرض جند مصر "وظلت كواليس الحرب تدرس في كبرى الكليات والمعاهد العسكرية إلى الآن وكيف استطاع المصريين تحقيق الانتصار على الجيش الذي لا يقهر.

توليت قيادة الجيش الثاني الميداني مرتين على فترات منها قبل الحرب وبعدها كيف تم ذلك؟

فعلا توليت قائد الجيش الثاني الميداني مرتين، الأولى عقب استشهاد اللواء أ.ح عدلي سعيد، وجاء من بعده اللواء أ.ح عبد السلام توفيق وبعدها غادر قيادة الجيش وتولى منصبا أخر وكان في عام 1969 م ومكثت في القيادة حتى عام 1972 م وهذه المرة الأولى.

وأضاف تقلدت رئيس هيئة التدريب للقوات المسلحة، وفى يوم 14 أكتوبر1973 م تلقيت اتصالا من اللواء أ.ح محمد عبد الغنى الجسمي "رئيس هيئة العمليات آنذاك "يخبرني فيه بان اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني وقتها أصابه المرض وان الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان طلبني لقيادة الجيش الثاني الميداني فعدت وتسلمت مهام عملي الجديد فورا لان الواجب كان يناديني.

كنت شاهدا على حادث ثغرة الدفرسوار ماذا تقول؟
لابد أن يعرف الجميع وهى نقطة في غاية الأهمية أن المخابرات الحربية حذرت قبل اندلاع الحرب إن إسرائيل من الممكن ستحاول خلق ثغرة بين نطاق الجيشين الثاني والثالث الميداني عند منطقة الدفرسوار، وكانت توجد خطة معدة سابق وتم الإعداد عليها، وقامت إسرائيل بالضغط على الجيش الثاني الميداني في منطقة الدفرسوار.

وتابع، قال لي الفريق الشاذلي انه سوف يعود إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس السادات لعرض الآمر عليه يوم 18 أكتوبر، وما حدث انه تم انسحاب القوات المجهزة للتعامل مع الثغرة يوم 14 أكتوبر والدفع بها للمشاركة في عملية العبور للضفة الشرقية للقناة، وحدث عدم وجود قوات إضافية، لكن بتوفيق من الله تم القضاء على الثغرة وتم وقف إطلاق ضرب النار على الرغم من انتهاك إسرائيل لهذا القرار عده مرات متتالية.

الرئيس عبد الناصر بعد نكسة 67 كان دائما على الجبهة هل التقيت به ؟

كان الرئيس جمال عبد الناصر بعد نكسه 1967م دائما على الجبهة وخاصة بعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9 مارس 1969 عند المعيدة نمرة 6، كان يجلس مع الجنود ليسمع شكاواهم ويعرف أخبارهم.

وتابع، أنا أذكر موقفا في عام 1970 أنني ذكرت له أن الجنود المصريين عندهم مطالب واحتياجات كثيرة، فأمر بإرسال 15 وزيراً إلينا في أرض المعركة وجلسوا مع الجنود وأكلوا معهم، وكان عطوفا ومحبا للقوات المسلحة، وهذه اللحظة علمنا بانتقال الرئيس جمال إلى رحمة الله بعد أن أمر بسد مطالب كل الجنود.

ما هي المنظومة التي كنت تتعامل بها مع جنودك وضباط خلال مسيرتك العسكرية العريقة ؟
أنا رضعت حب الله ورسوله، وحب مصر، وحب الناس أجمعين، فنبت بالحب وبهذا الحب عاملت جنودي، فالجندي يحتاج في المعركة إلى المودة والعطف والاهتمام وإن شعر بهذا من قائده أحبه وأطاعه في كل ما يقوله، وهذا ما كنت أفعله فبالحب عرفت كيف أحارب وأنتصر، وفى الحرب تعلمت الحب لأنها علمتني كيف أقود الجنود، وكيف أنهم يطيعون أوامري بهذا الحب، لاسترداد الأرض وتحقيق النصر.

بعد انتصار 42 عاما على إسرائيل هناك عوامل لتحقيق ذلك ما هي؟

بالفعل توجد مبادئ وأسس لو وجدت في أي مجتمع سوف يحقق انتصاره منها وجود قائد قدوة وقويا وصادقا وحبه لوطنه، والانضباط في كل شيء، ومعرفته لعدوه دارسا نقاط قوته وضعفه، وأتباع القائد كل وسائل المعرفة والعلم الحديث، والتدريب الواقعي والفعلي ولابد أن نربى في الجندي حبه لوطنه.

الجندي المصري خير أجناد الأرض ما سر نجاحه طبيعة الجندي الإسرائيلي جبان كيف ترى ذلك؟

الجندي المصري "خير أجناد الأرض " لقول رسول البشرية، سر تفوقه هو شجاعته اللا محدود لها في أصعب وأحلك الظروف لان هدفه الوحيد هو تحقيق النصر واسترداد أرضه التي أخذت بالقوة بدون حرب في 1967م فأذكر قصة حدثت لي عندما كنت أمر على الجنود لأطمئن عليهم أثناء حرب الاستنزاف وكان معي جنرال روسي وكنت أتحدث مع أحد الجنود وأسأله عن أحوال أسرته وأحواله وإن كانت له مطالب فكان رده متى سنحارب؟ إننا عطشى لتحرير الأرض، فعلق على ذلك الجنرال الروسي قائلا: إن جنودكم من ذهب فلو كان أحد جنودنا في هذه الظروف لطلب أشياء أخرى كثيرة.

ويضيف اللواء أ.ح عبد المنعم قائلا: لقد رأيت بنفسي في أرض المواقع الإسرائيلية لافتات مكتوبا عليها "احذر القناصة المصري" وهذا وحده كافٍ ليدل على أن الجنود والقناصين المصريين كانوا يلقون الرعب في نفوس إسرائيل، أما عن طبيعة الجنود الإسرائيليين فمنذ حرب فلسطين تعلمنا أن الجندي الإسرائيلي غير شجاع والدليل على ذلك هو أنهم كانوا يقاتلوننا من وراء سواتر بعكس المصريين وأيضا خط بارليف الذي بنوه ليقاتلونا من خلفه، وكما قال الله تعالى "لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر".

كلمة توجهها للقوات المسلحة بمناسبة انتصارات أكتوبر؟

كل عام والقوات المسلحة قيادة وضباط وصف ضباط وجنودها بألف خير، وأتمنى أن يعم الحب بين ربوع مصرنا الحبيبة لأننا حاربنا لا نعرف تفرقه كنا على الجهة تعلو صيحات الله اكبر , وان يعرف الشباب بان سيناء عادت بالعرق وتضحيات القوات المسلحة بخيرة أبنائها الشهداء منذ 1967 وحتى 1973م.