أكدت المملكة العربية السعودية وفرنسا التزامهما في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأثنيا على كل الجهود التي يمكن بذلها في هذا المجال من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن بينها تشكيل التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب.
وأعرب الجانبان ، في بيان مشترك بمناسبة زيارة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لفرنسا والتي استمرت يومين ، عن استعدادهما لمواصلة وتعزيز التعاون الثنائي الذي يرمي إلى مكافحة أسباب التطرف والعنصرية والطائفية ، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب والحد من ظاهرة العنف بجميع أشكاله، بما في ذلك العرقي والديني.
وأكد الجانبان على أهمية الحد من العنف والتطرف من خلال العمل العميق على الأصعدة السياسية والفكرية والأمنية.
وفيما يتعلق بسوريا ، أكد البلدان ضرورة التوصل إلى حل سياسي موثوق ، ألا وهو الطريقة الوحيدة لإرجاع السلام بشكل دائم ومحاربة الإرهاب بشكل كامل ، وأعادا التأكيد على دعمهما للهيئة العليا للمعارضة ، وأكدا على ضرورة التحسين المستدام للوضع من أجل السماح باستئناف المفاوضات بين الأطراف السورية، وفقا لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وفي هذا الصدد ، أكدا على تأييدهما لوقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ ، مع التشديد على حرصهما على تنفيذه ، مذكرين بأن المجموعات التي سماها مجلس الأمن فقط هي المستثناة من الهدنة.
وأكدا على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية الحرة وغير المحدودة والفورية ، وفقا للقانون الدولي ، لمساعدة جميع السوريين ، كما أكدا على دعمهما الكامل للحكومة العراقية في جهودها الرامية إلى إيجاد حل سياسي دائم للأزمة التي تمر بها العراق ، وذلك من خلال اعتماد برنامج للمصالحة الوطنية يشمل جميع مكونات المجتمع العراقي.
وأكدا مجددا على دعمهما للائتلاف العربي في اليمن والسلطات الشرعية في البلاد ، فضلا عن العمل الذي يقوم به المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد ، وأعربا عن قلقهما الشديد إزاء تدهور الوضع الإنساني.
وشدد الطرفان على دعمهما لوحدة وأمن واستقرار لبنان من خلال مؤسساته الرسمية، ولا سيما الجيش ، وأكدا على ضرورة انتخاب رئيس - بأسرع وقت ممكن - يمكنه جمع كل الأطراف ليتمكن لبنان من تجاوز الأزمة التي يمر بها حاليا.
كما تم تناول القضية الفلسطينية ، واتفق البلدان على ضرورة استئناف عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ، وأعربت المملكة العربية السعودية عن دعمها للمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي حول هذا الموضوع.
وأكد الجانبان أهمية استقرار الوضع في المنطقة الذي يؤثر على استعادة الأمن والاستقرار في العالم والشرق الأوسط بشكل خاص.
وأعربا عن ارتياحهما للعلاقات الممتازة المتينة بين فرنسا والسعودية وتطورها على جميع الأصعدة : السياسية والأمنية والاقتصادية والشئون المالية والتجارة والصناعة والتعليم والثقافة.
كما أعربا عن رغبتهما في تطوير مجالات تعاون جديدة من أجل تعزيز الاستثمارات للجانبين ، وأكدا على التزامهما بإحراز التقدم في تحقيق العديد من مشاريعهما الثنائية خلال الدورة الثالثة للجنة المشتركة التي ستنعقد في باريس في شهر ابريل برئاسة ولي العهد السعودي ووزير الشئون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي.