أفغانستان.. تلك الدولة الآسيوية التي خاضت على مدار تاريخها العديد من الحروب والصراعات وواجهت مختلف الغزاة، ولأسباب عديدة أصبحت مأوى للإرهاب وخرجت من رحمها غالبية التنظيمات الإرهابية حول العالم.

تعتبر حركة طالبان هي نتاج سقوط دولة أفغانستان الديمقراطية على يد الاتحاد السوفيتي في أوائل تسعينيات القرن الماضي، ولم يكن هذا السقوط سهلا بل أدى إلى تهاوي الدولة وتردي الأوضاع الأمنية والاجتماعية، مما سهل مهمة أنصار "تطبيق الحكم الإسلامي" من الوصول إلى سدة الحكم وتغيير دولة بأكملها.

وبالفعل في عام 1996، استطاعت حركة طالبان السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد مع إعلانها قيام الإمارة الإسلامية.

ومنذ ذلك الحين أصبحت أفغانستان بنظامها الحاكم المثير للاضطرابات، أرضا خصبة للإرهابيين، وحجة لدولة كالولايات المتحدة كي تشكل تحالفا لغزوها لمحاربة الإرهاب، وعلى الرغم من كافة المحاولات لإعادة طالبان إلى الحوار كبديل للقتال إلا أن الحركة الإسلامية ترفض ذلك.

كما لفتت صحيفة كورييه أنترناسيونال الفرنسية، أنه على الرغم من المجهودات التي تقوم بها باكستان والصين والولايات المتحدة لاستقرار الأوضاع في أفغانستان إلا أن طالبان تعمل دوما على إفشال تلك المجهودات بالرغم من موافقة الرئيس الأفغاني وحكومته ورغبته في إيجاد سبل للحوار.

وأدى رفض طالبان للحوار، إلى فشل تلك المحادثات الرباعية التي عقدت في الخامس من مارس الماضي، ومضى التنظيم الإسلامي قدما نحو السيطرة على أراض من أفغانستان بل والاصطدام بالجيش والدخول في معارك دامية، في الوقت ذاته خرجت باكستان والصين يهددان بتدخل عسكري في حال عدم استقرار الأوضاع وموافقة طالبان على المفاوضات والحوار.

فهل ستتسبب حقا "طالبان" في إشعال حربا بجنوب آسيا نتيجة تعنتها ورفضها للحوار؟.