سخرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من تجاهل الاتحاد الأوروبي لاستبداد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مقابل ضمان مساعدته في حل أزمة اللاجئين، أورأت الصحيفة أن هذا الموقف من الاتحاد الأوروبي ينطوي على "تناقض صارخ" .

وقالت الصحيفة في تقرير إنه بعد أيام من اقتحام الشرطة التركية لمكتب صحيفة "زمان" المعارضة باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع ومدافع المياه، جرى استقبال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في بروكسل بعروض مساعدة بالمليارات، وسفر بدون تأشيرة للمواطنين الأتراك إلى أوروبا، وتجديد احتمالات ضمّ أنقرة للاتحاد الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التناقض يسلط الضوء على أزمة المهاجرين المتفاقمة التي تواجهها أوروبا حيث يبدو أن القادة الأوروبيين باتوا على استعداد لتجاهل ما يراه المنتقدون "مسيرة ثابتة لأردوغان نحو الاستبداد"، مقابل الفوز بمساعدة أنقرة التي هم في حاجة ماسة إليها لوقف تدفق المهاجرين إلى القارة العجوز.
وأضافت الصحيفة أنها "لحظة من الضعف الأوروبي ويبدو أن القيادة التركية حريصة على الاستفادة منها"، موضحة أن داوود أوغلو رفع سقف مطالبه السابقة حيث طلب بمساعدة مالية أكبر مما تم التفاوض عليه من قبل، كما طالب بسفر المواطنين الأتراك بدون تأشيرة إلى أوروبا بحلول يونيو القادم، مقابل عرضه استعادة بعض المهاجرين الذين عبّروا بحرا إلى أوروبا.
وذكرت الصحيفة أن الاقتراح التركي قوبل بالإشادة في بروكسل واعتبرته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "إنفراجة"، فيما تحدث رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك عن "تفاهم مشترك" بين أوروبا وتركيا، معربين عن أملهما في وضع تفاصيل الاتفاق خلال اجتماع القمة المقبل يومي 17 و18 مارس الجاري.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "حتى الانتقاد لحملة القمع التركية على الإعلام كان خفيفا"، مقتبسة ما قاله الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بأن "التعاون مع تركيا لا يعني أننا ينبغي ألا نكون يقظين للغاية بشأن حرية الصحافة".
وأكدت الصحيفة أن أزمة اللاجئين تسببت في تغير موازين القوة بدرجة كبيرة بين أوروبا وتركيا، موضحة أن عضوية الاتحاد الأوروبي كانت يوما تعتبر "جزرة لتحفيز تركيا على الدفع تجاه الإصلاحات الديمقراطية"، أما الآن فقد تم عرضها "كإغراء لتركيا كي تساعد في احتواء تدفق المهاجرين، وهو ما عبر عنه بعض النقاد بأن "أوروبا اختارت أن تنحي جانبا القيم التي تؤمن بها من أجل ضمان تعاون أنقرة".