شرع المتظاهرون فى ساحة "كرادة مريم" في نصب خيام الاعتصام على أبواب المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية "بغداد"، بعدما تمكنوا من عبور الحواجز الأمنية وعدم ممانعة القوات العراقية بعد ضغط حشود المتظاهرين.

ونشر نشطاء مشاركون في تظاهرات "جمعة الحسم" صورا ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وبعثوا بها لوسائل الإعلام والصحفيين، توثق عبورهم الجسور والشوارع المؤدية إلى ساحة "كرادة مريم" ولا يزال المتظاهرون يتوافدون وصولا إلى أبواب المنطقة الخضراء.. وأظهرت الصور استعدادات المتظاهرين لأداء صلاة الجمعة يؤمها الشيخ إبراهيم الجابري من التيار الصدري ونصب خيام الاعتصام، ورددوا هتافات تطالب بمحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين وتطبيق الاصلاحات ورددوا "إخوة سنة وشيعة، وهذا الوطن مانبيعه" رافعين علم العراق.
وأشار مكتب زعيم التيار الصدري أن مقتدي الصدر تلقي اتصالا هاتفيا من الرئيس العراقي فؤاد معصوم مساء الخميس 17 مارس، بحثا خلالها مشروع الاصلاح الشامل والاعتصام السلمي للمواطنين العراقيين اعتبارا من الجمعة 18 مارس.
ودعا الصدر - خلال الاتصال - إلى التعجيل بإجراء الإصلاحات الشاملة وان تكون معبرة عن طموحات وتطلعات الشعب العراقي المظلوم، وقال: ان الاعتصام السلمي الوطني يأتي انسجاماً مع الممارسة الديمقراطية للتعبير عن الرأي، ومن أجل الوصول إلى إصلاح الشامل.. وأكد معصوم والصدر على أهمية حفظ النظام العام والتعاون التام بين المعتصمين والأجهزة الأمنية.
وكان الرئيس العراقي أجري اتصالات هاتفية مع عدد من كبار الشخصيات السياسية والوطنية، أكد خلالها ثقته في اعتماد الجميع منطق الحكمة والعقل لتفادي أي تصعيد من شأنه أن يوتر الأجواء ويزيد من مساحة التوتر السياسي بالعراق.
ودعا مقتدى الصدر إلى الاعتصام أمام أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد اعتبارا من الجمعة، وهو ما رفضته الحكومة، وقالت أنه يخالف القانون وان الأولوية لحرب تنظيم "داعش"، وأكد الصدر على "سلمية التظاهر والاعتصام" وعدم حمل أي نوع من الأسلحة أو رفع أي صور أو شعار غير "العلم العراقي".
وأمهل الصدر حكومة حيدر العبادي 45 يوما لتطبيق برنامج الإصلاحات الشامل ومحاربة الفساد، ونظم التيار الصدري بمشاركة التيار المدني ثلاث مظاهرات يوم الجمعة الأولى في ساحة التحرير والثانية على أبواب المنطقة الخضراء بساحة كرادة مريم والثالثة الجمعة الماضية بساحة التحرير وعادت اليوم إلى أبواب الخضراء.
ويتظاهر العراقيون يوم الجمعة من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو الماضي بساحة التحرير وسط العاصمة العراقية "بغداد" وعدد من المدن العراقية، ويطالبون بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووافق عليها البرلمان، وتدعمها المرجعية الدينية العليا والتي أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح.