رأت صحيفة الـفاينانشيال تايمز أن "هجمات داعش الإرهابية على بروكسل، عاصمة أوروبا، إنما تؤكد على الحاجة إلى مزيد من التأمين في القارة العجوز."
وقالت -في افتتاحية الأربعاء 23 مارس- إن "هجمات بروكسل هي تذكير بمدى سهولة إمكانية أن تهاجم خلايا إرهابية أهدافا حيوية في مدن أوروبية وتصيبها بالشلل."
ونوهت الصحيفة بأن الهجمات - التي استهدفت مطار "زافينتيم" ومحطة مترو "مالبيك" في قلب بروكسل وعلى مقربة من العديد من مقار الاتحاد الأوروبي، وأودت بحياة 30 على الأقل وجرح نحو 180 آخرين- تأتي بعد ثلاثة أيام من اعتقال المشتبه به الرئيسي في مذبحة باريس، صلاح عبد السلام، في العاصمة البلجيكية.
ورجحت الصحيفة أن يكون "أعوان عبد السلام قد عمدوا إلى شن هجمات بروكسل تخوفا من أن يقود اعتقال شريكهم إلى الوصول إليهم."
ورأت الـفاينانشيال تايمز أن "هذا الإرهاب كفيل بأن يبعث على ضرورة اتخاذ تدابير حازمة لكن محسوبة؛ فأوروبا لا يمكن أن تتشرنق بينما السهام النارية تخترق جسدها من الشرق والجنوب .. ولا يمكن لها أن تغض الطرف عن بحور الدم الجارية في العراق وسوريا وليبيا - ففي ذلك خيانة لقيم الاتحاد الأوروبي."
ولفتت الصحيفة إلى أن "بروكسل ليست عاصمة لبلجيكا وحسب، وإنما لكل أوروبا التي باتت في تحاول إظهار الصمود في ساحة صراع قد يكون طويلا وبشعًا.. إن ظهور تنظيم داعش يؤكد الحاجة إلى مزيد من التأمين في أوروبا".
وطرحت الـفاينانشيال تايمز بعضا من "التدابير العملية الملحة مثل: تحسين التعاون الاستخباراتي بين الحكومات الأوروبية عن الشبكات الإرهابية؛ وتركيز الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على دراسة مجتمعات الأقليات ودوافع واتجاهات شبابها."
وشددت الصحيفة على "أهمية تأكيد الاتحاد الأوروبي والغرب على ماهية القيم التي يدافعون عنها، والابتعاد عن الكلام المتعجرف غير المحسوب."
وعرّضت الصحيفة في هذا السياق بدعوات كل من "دونالد ترامب" في أمريكا و"مارين لو بان" في فرنسا، قائلة "بالنسبة لـ ترامب، المرشح الجمهوري الأوفر حظا في سباق الرئاسة الأمريكية، يعتبر هجوم بروكسل بمثابة حجر آخر في الحائط الذي يروم بناءه لصدّ المسلمين والمكسيكيين عن أمريكا.. وبالنسبة لـمارين لو بان في اليمين المتطرف الفرنسي، يعتبر الهجوم على عاصمة الاتحاد الأوروبي بمثابة مبرر للدعوة لمداهمات بوليسية مسلحة واسعة النطاق .
وأكدت الـفاينانشيال تايمز على أن "أمثال دعوات ترامب ولوبان إنما تقوض مجتمعات أوروبا المنفتحة والقائمة على أساس من الحريات الفردية والجمعية والتسامح الديني."
واختتمت قائلة "إن داعش وأخواتها يتعلمون كيف يمزقون نسيج التحضّر الأوروبي .. وعلى الأوروبيين أن يعملوا على تقوية جبهة هذا التحضر، لا أن يقوموا بعمل الجماعات الإرهابية نيابة عنها."