حمل المشهد في مدينة حلب السورية، قصف طائرات الجيش السوري، الكثير من الدموية والبشاعة التي لم ترحم صغيرا أو كبيرا ضاربة بكافة القوانين والأعراف الإنسانية عرض الحائط.

وأمام أجواء الحرب المخيفة، رابط الطبيب السوري الشاب محمد وسيم معاذ يداوي جراح وآلام أطفال الذين قادهم حظهم في أن يتواجدوا على أرض معركة شرسة دون اختيار، فإما الهروب أو الموت.

رغم كافة العروض التي تلقاها الطبيب الشاب ليستكمل حياته المهنية والشخصية في مجتمع آمن هادئ، إلا أنه أبى أن يترك بلاده ويفر ففضل التواجد والوقوف بجانب شعبه وأهله ليهتم بالأطفال ويداويهم وليؤدي مهمته الإنسانية قبل المهنية على أكمل وجه عكس باقي أفراد أسرته الذين فروا من أجواء الحرب إلى تركيا.

شاء القدر أن تنتهي مسيرة الطبيب "الإنسان" على أرض بلاده وأثناء قيامه بواجبه، وذلك خلال غارة جوية استهدفت مستشفى القدس بحلب، حيث خطفت تلك الغارة حياته وبرفقته طبيب أسنان وثلاث ممرضات بالإضافة إلى 22 مدنيا يزداد عددهم في كل ساعة.

أشاد زملاء معاذ بشجاعته وكونه إنسانا ودودا يتحلى بروح الفكاهة رغم الظروف القاسية المحيطة به. في الإطار ذاته نعت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في سوريا، مقتل الطبيب الشاب محمد وسيم معاذ، واصفة الأمر بـ"المأساوي".
وتعيش مدينة حلب أسوأ ظروفها في تلك الفترة، حيث تتعرض لقصف مكثف من قبل قوات النظام السوري المدعومة بالقوات الروسية، وأمام تلك الأجواء لا يملك أهل حلب المال الكافي للنزوح وذلك وفقا لتصريحات رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في سوريا.