يبلغ من العمر 45 عاما، هو ابن لمهاجر باكستانى كان يعمل سائق حافلة وأمه كانت تمتهن الخياطة.. نشأ فى شقة توفرها الحكومة للفقراء.. عمل محاميا فى مجال حقوق الإنسان، قبل أن يصعد لمرتبة وزير فى حكومة رئيس الوزراء السابق جوردون براون.. إنه صديق خان الذى أصبح عمدة العاصمة البريطانية لندن ذات التعداد السكانى البالغ 8٫6 مليون نسمة «العاصمة الأكبر فى دول الاتحاد الأوروبى»

على غرار شعار الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى حملته الرئاسية عام 2008، استخدم أنصاره شعاراً مشابهاً ولكن مع تجانس وسجع لغوى متماشياً مع اسمه، حيث كان شعارهم YES He Khan!
دخل خان التاريخ من أوسع أبوابه بكونه أول مسلم يشغل هذا المنصب رغم ما وصفته صحيفة ديلى ميرور بـ «الضربات تحت الحزام والحملة القذرة» التى شنها عليه خصمه فى حزب المحافظين الملياردير اليهودى زاك جولد سميث، والذى طالما استغل ديانة خان كمسلم للطعن فيه، إضافة لتاريخ خان الذى يشهد بأنه كان محامياً لشخصيات إسلامية قيل عنها أنها متشددة، وهو ما لم يلتفت إليه خان بل كان حريص على التأكيد«أنا فخور بأننى مسلم».
خان كإخوته السبعة درس بمدارس حكومية، على العكس من خصمه جولد سميث الذى درس فى مدارس الطبقة الأرستقراطية، وكان هدف خان أن يصبح طبيب أسنان، ولكن أحد معلميه فى المرحلة الثانوية أقنعه بأنه متحدث لبق وتبدو عليه علامات الخطيب المفوه، فوجهه لدراسة القانون ليصبح محامياً متخصصاً فى الكفاح ضد التمييز.
وقال فى إحدى المناسبات «أنا لندني، أنا بريطاني.. لدى أصول باكستانية.. أنا أب وزوج ومشجع لنادى ليفربول منذ زمن طويل.. أنا كل هذا»، وفى خطاب النصر عاد ليكرر بنبرة شخص غلبه انفعاله «نعم أنا لندني.. وأدين لهذه المدينة بالكثير.. الفرح يغمرنى وأشعر بشرف عظيم»
وأوضح أن أولويته الرئيسية هى معالجة «أزمة السكن» فى لندن حتى يضمن «حصول الناس على وحدات سكنية فى المتناول سواء للإيجار أو البيع»، وأضاف «سيكون النقل العام فى متناول الجمهور كافة»، لكن خان تراجع عن رأيه فيما يخص توسيع مطار هيثرو وإضافة مدرج ثالث خوفاً من تلويث البيئة.
صحيفة ديلى ميرور قالت إن «فوز خان هو انتصار لقيم التعددية الثقافية وقبول الآخر.. إنها لحظة فارقة فى تاريخ السياسة البريطانية، قد لا تختفى الإسلاموفوبيا من أوروبا نهائياً ولكنها لحظة سيذكرها التاريخ طويلاً»، وتطرقت الصحيفة إلى احتمالية أن يصبح دونالد ترامب رئيساً لأمريكا، لتأكد أنه لو حدث ذلك فإنه سيمنع خان من دخول الولايات المتحدة لأن هذا «جزء من سياسة ترامب الغبية».
أخيراً، فإن خان يُعد هدفاً لفتاوى إسلامية تنادى بقتله نظراً لتصويته فى البرلمان البريطانى على أحقية المثليين فى الزواج، ومن المعروف عنه أنه مؤيد لبقاء إنجلترا ضمن منظومة الاتحاد الأوروبى وهو ما كان جزء من حملته الانتخابية، وهو فى ذلك يخالف خصمه جولد سميث والعمدة السابق بوريس جونسون، ذلك السياسى الشاطح غريب الأطوار المنتمى لحزب المحافظين، ومن المؤكد أن لندن تلك المدينة الكوزموبوليتان تنتظرها سياسات تميل إلى اليسار كثيراً بعد 8 سنوات فى حظيرة اليمين.