ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدرس القيام بزيارة إلى مدينة هيروشيما أو ناجازاكي اليابانيتين مشيرة في نفس الوقت إلى أن اتخاذ قرار بشأن هذه الزيارة أمر معقد ودقيق.

وأوضحت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته الاثنين 9 مايو، على موقعها الإلكتروني – أن الخصوم السياسيين اتهموا أوباما بأنه قام بـ "جولة اعتذار" لعواصم عالمية في عامه الأول بالحكم وهو شيء غير حقيقي، لذلك فإن أي شيء يلمح حتى لتعويض أو تكفير سيفاقم الانتقادات.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من ناحية أخرى فإن أوباما جعل من الحد من المخزون العالمي للأسلحة النووية وخفض مخاطر حدوث هجوم نووي قضية لرئاسته، وهو سبب مهم فاز بفضله عام 2009 بجائزة نوبل للسلام.

وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش إرنست إن "رمز هيروشيما مهم وحتى، بطريقة أو بأخرى، يشير إلى قدرة البشر التي تدعو للأسى على إحداث الدمار الهائل". لكن إرنست كان واضحا لدى سؤاله عما إذا كان الرئيس يعتقد بأن اليابان تستحق اعتذارا حكوميا رسميا حيث قال "لا، إنه لا يعتقد بذلك".

ولفتت الصحيفة إلى أن قنبلتي هيروشيما وناجازاكي قتلتا أكثر من 200 ألف شخص معظمهم من المدنيين وأدتا إلى استسلام اليابان.

ونوهت الصحيفة إلى أنه بحسب مؤرخين فإن الهجوم النووي على المدينتين لم يكن ضروريا بل يعد جريمة، في حين يدفع آخرون بأن الهجوم أنقذ أرواح الأمريكيين ومئات الآلاف من المدنيين اليابانيين الذين كانوا سيلقون حتفهم اذا حدث غزو أمريكي.

ووفقا للصحيفة فإنه بينما يميل الأمريكيون الأكبر سنا للنظر إلى الهجوم النووي على أنه كان ضروريا، يعتبره الأصغر سنا أكثر معضلة يصعب حلها بشكل أكبر.

وبحسب الصحيفة فإن هناك القليل من الرغبة على المستوى الرسمي في اليابان من أجل اعتذار، حيث أشار وزير الدفاع الياباني، فوميو كيوما، في 2007 إلى أن الهجوم كان شيئا لا يمكن تفاديه، كما أن سجل الاعتذارات المتأخرة من اليابان على سلوكها في أوقات الحرب وأعمالها الوحشية تعرض لانتقادات.

وسعى أوباما إلى القيام بتغييرات جوهرية في السياسة الخارجية عن طريق تحدي الافتراضات الراسخة منذ فترة طويلة عن العلاقات مع كوبا وميانمار وإيران ويتوقع الكثير من المراقبين أنه سيقوم بنفس الشيء مع اليابان.

وطالب كل من توماس دونيلون، وهو مستشار أمن قومي سابق لأوباما، وويندي شيرمان، التي غادرت منصب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا، في مقابلات مع وسائل الإعلام بضرورة زيارة الرئيس الأمريكي لهيروشيما.

ونوه دونيلون إلى البرنامج النووي الكوري الشمالي، الذي يشكل خوفا عميقا باليابان، كسبب لمثل هذه الزيارة، مضيفا "أعتقد أن القيام بزيارة سيكون مذكرا قويا بمخاطر الأسلحة النووية".

فيما اعتبرت شيرمان أن تأكيد أوباما على ان الانتشار النووي يجعل إجراء زيارة إلى هيروشيما أمرا ضروريا، مضيفا "بالنسبة له، فإن الذهاب لليابان وليس للمكان (هيروشيما ونجازاكي) والذي أطلقنا به قرنا نوويا يعد أمرا ليس له معنى. أعتقد أن عليه الذهاب".

ونوهت الصحيفة إلى أن بعض المعلقين على الأحداث من المحافظين انتقدوا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لعدم إخبار اليابانيين خلال زيارته إلى هيروشيما بأنهم كانوا يستحقون الهجوم النووي، وهو شيء لن يقوم به أوباما على الأرجح.