ذكرت صحيفة "فيانشيال تايمز" البريطانية أنه في الوقت الذي باتت فيه البرازيل على وشك تولي رئيس جديد حكم البلاد، فستكون هناك ثلاث أزمات يتعين عليه مواجهتها على مستوى الاقتصاد والأخلاقيات والسياسة.

وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته، الخميس 12 مايو، على موقعها الإلكتروني - أنه كما كان متوقعا، صوت مجلس الشيوخ البرازيلي لصالح مساءلة ديلما روسيف التي ستتنحى الآن فيما ينظر المجلس قضيتها.
وقالت الصحيفة إن نائبها، ميشيل تيمير، يصبح بذلك رئيسا للبلاد بشكل مؤقت.. مشيرة إلى أنه رغم اتخاذ أعضاء مجلس الشيوخ القرار بأغلبية كبيرة - حيث صوت 55 من أصل 81 لصالح محاكمتها - فمن المرجح أن تخسر روسيف منصبها في نهاية المطاف.
ورأت الصحيفة أن تيمير، الذي ينتمي لحزب "الحركة الديمقراطي" البرازيلي، يواجه مهمة شاقة، خاصة وأنه يحتاج للتعامل مع ثلاث أزمات في وقت واحد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ فترة طويلة بالبلاد تأتي على رأس قائمة المشاكل، حيث انهار الاستثمار وتوقف الإقراض للسلع الاستهلاكية وسط ركود هو الأسوأ منذ قرن، مما يعني أن أولوية تيمير ستكون إحداث حالة استقرار في الاقتصاد عن طريق كسب ثقة القطاع الخاص.
ولفتت الصحيفة في نفس الوقت إلى أن الأمر المشجع هو أن تيمير بدأ في تجميع فريق اقتصادي موثوق به حيث طرح اسم هنريك ميريليس، الرئيس السابق للبنك المركزي، ليكون وزير المالية القادم وربما يترأس الخبير الاقتصادي، إيلان جولدفاين، البنك المركزي.
ونوهت الصحيفة إلى أن ثاني المشاكل هي أزمة الأخلاقيات في البرازيل، وعلى وجه الخصوص التحقيقات في الفساد مثل تحقيق في فضيحة الفساد المعروفة بـ"لافا جاتو" والمتعلقة بشركة النفط المملوكة للدولة "بتروبراس" حيث تلقي بظلالها على الكثير من أعضاء الكونجرس، ومن بينهم تيمير وتعد روسيف مسئولة عنها بشكل غير مباشر.
وأكدت الصحيفة ضرورة سماح تيمير بسير التحقيقات في مجراها، مشيرة إلى أنه حتى إذا طاله الأمر فإن أي شيء آخر سيقضي على التفويض الشعبي الضئيل بالفعل الموجود لديه.
واعتبرت الصحيفة أن ثالث الأزمات تكمن في الترتيبات السياسية التي تجعل من البرازيل إحدى أكثر الديمقراطيات المقسمة والمعقدة على وجه الأرض حيث يوجد نحو 30 حزبا سياسيا لافتة إلى أن إصلاح النظام السياسي للبرازيل يعد مهمة الرئيس القادم بعد الانتخابات المقرر إجراؤها عام 2018.
وأوضحت الصحيفة أنه بموجب النظام الرئاسي للبرازيل الذي يحدد فترات حكم ثابتة، لا يمكن الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة إلا عن طريق إصلاح دستوري، وهو أمر غير مرجح في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحالية.
ووفقا للصحيفة فإن تيمير يعد مفاوضا ماهرا ويتمتع حتى الآن بدعم الكونجرس القطاع التجاري، وإذا استطاع وضع الاقتصاد على أرضية قوية وسمح بمواصلة تطهير الفساد فإنه سيترك إرثا كبيرا.