كلمة واحدة تلخص جانبا كبيرا من المشاكل التي نعيشها في حياتنا اليومية.. في البيت..في العمل.. في المدينة والجامعة والمدرسة وحتي في الشارع وفي كل مكان نتعامل فيه مع بعضنا البعض، أو حتي نعيش او نمر به للحظات قليلة،ولكنها تلخص لنا بدقة شخصية البلد.. وكذلك شخصيتنا،وتقول لنا بوضوح:من نحن وأين نكون في خريطة العالم!؟  الكلمة هي »الذوق»‬..!  لا أقصد بـ »‬الذوق» فقط، طريقة التعامل بين الناس،لأن معناها يتعدي المفهوم المباشر إلي معني واسع أكبر وهو تنظيم الحياة، والطريقة التي نرتب بها الأشياء من حولنا في كل مكان، وفي كل شيء،حتي في الألوان التي تحيط بنا نختارها لبيوتنا أوحينا أو مدينتنا وكل بلدنا بما فيها شكل المباني العامة والخاصة من الداخل والخارج!  اذهب بعيدا مع كلمة »‬الذوق» العملاقة،فهي أيضا تلك الطريقة التي يتعامل بها الوزير مع مرؤوسيه،والموظف مع طالبي الخدمات، والمدرس مع تلاميذه ، والطريقة التي يتم بها ذلك التعامل،هل تتم بذوق واحترام أم بجليطة ونطاعة دون أن ينال أحد أذي من مشهد أو كلمة أو أي سلوك سيئ!؟   لا أبالغ إذا قلت إن »‬مؤشر الذوق» في أي بلد هو معيار الحضارة،الذي يعبر عن مدي تقدمها في التعليم والتربية والثقافة والرياضة،ويحدد طبيعة العلاقات بين الناس ودرجة حصول المواطن علي حقه في كل ذلك..انها الكلمة التي تحدد لنا مركز أي دولة في المؤشر العالمي لمعني أكبر واجمل وهو»جودة الحياة» !  تستطيع أن تعرف مستوي الذوق في أي بلد من فوق..حيث أسطح العمارات وذلك إذا كنت تسكن فيه ،ومن الجو إذا كنت زائرا له،حتي من قبل أن تهبط الطائرة علي أرضه،تشعر بذلك من ألوان العمارات وارتفاعها ومدي الاتساق والتناسق فيما بينها،كما تستطيع أن تحس به من أول خطوة في شوارعه وداخل أي متجر أو في التعامل مع أي خدمة أو الاحتكاك بمواطنيه!  تكتشف كل ذلك من احساسك بالنظام ووجود الطابور والالتزام  اللاإرادي   والطوعي به، ويلي ذلك مدي وجود أو غياب بعض الكلمات البسيطة مثل »‬لوسمحت».. »‬من فضلك»... »‬شكرا».. »‬آسف».. ولا أريد أن أصدر حكما قاطعا علي الحال في بلدنا التي طالت أخلاقيات العشوائيات جانبا كبيرا من سلوكنا،وأترك الحكم علي ذلك لتقييمكم من خلال ماترونه وتسمعونه ويقابلكم في كل مكان!   لو سمحت راجع مع نفسك مايحدث.. »‬وشكرا» لك إذا فعلت ذلك »‬وشكرا جزيلا» إذا حاولت التغيير من نفسك ومن أولادك وفي المحيط الذي تعيش فيه! > كلمة في نفسي: من أجمل التعبيرات المصرية..  »‬جبر الخواطر علي الله».. وقمة الذوق وأرقي سلوك في الدنيا هو أن نجبر خاطر كل مكسور.. وأقساها وأكثرها إيلاما أن نكسره!