أتمني من الدولة ان تمد يدها للفلاح المصري وتشاركه همومه ومشاكله وتوفر له وسائل الزراعة بأسعار ليس فيها استغلال.. فهو يعاني من سعر السولار.. والسماد.. وعدم توافر مياه الري كل تصريحات المسئولين في بلادنا للاستهلاك الإعلامي؟ لأن الحقيقة هي دائماً عكس ما يقولون!.. وإذا نظرنا إلي تصريحات وزراء الزراعة والتنمية المحلية والمحافظين علي مدار سنوات بشأن منع البناء علي الأراضي الزراعية فستجدها تتطابق رغم تباعد الزمن.. وغالبا ما تكون فشنك!! لأن البناء والتعدي علي الأراضي الزراعية مستمر دون توقف.. تحت بصر ونظر المسئولين واصبحت المنازل العشوائية كالجراد وسط الزراعات.. ومن الصعب السيطرة عليها..  أو إزالتها وإذا قامت حملة للزراعة فأنها تكون فرقعة للتصوير التليفزيوني ويستمر الواقع الأليم كما هو!! يوم الجمعة الماضي تجولت في قري بلبيس بالشرقية.. لأشاهد علي الطبيعة.. حال أهل بلدي.. وكم يعانون من الظلم الواقع عليهم.. فهم يجدون صعوبة في ري أراضيهم بسبب ندرة المياه في الترع.. وإذا وجدت فانها أقرب الي مياه الصرف الصحي من كثرة التلوث أما مشكلة السماد فهي أشد قسوة نظرا لارتفاع سعره.. ومشكلة بطالة الشباب فحدث ولا حرج وبالتالي علي ولي الأمر أن يوفر سكنا لأولاده وأحفاده حتي يحميهم من الانحراف.. وبالتالي تزداد الأعباء المالية عليه.. من هنا فإنه يلجأ إلي البناء علي الأراضي الزراعية لتوفير المكان المناسب لهم.. ولعدم تواجد الأراضي الصحراوية التي يستطيع البناء عليها بدلاً من البناء علي الاراضي الزراعية. وانتشرت في القري ظاهرة سفر وهروب الشباب الي إيطاليا رغم كل الصعوبات. ومن ينجح في الوصول اليها.. فستكون بالنسبة له ولأهله مفتاح الدخول الي عالم الأغنياء.. فبعد عدة سنوت يستطيع الشاب أن يبدل حال اهله من الفقر الي الغني.. ويستلزم هذا بناء منزل جديد.. وبالتالي زيادة التعدي علي الأراضي الزراعية.. كل هذا أصابني بالصدمة.. وأنا علي استعداد لمرافقة اي مسئول ليري علي الطبيعة.. كيف تضيع أرضنا الزراعية تحت الكتل الخرسانية..وأن تصريحاتهم وجولاتهم الميدانية ماهي إلا شو إعلامي فقط لاغير.. لان الوضع يعود كما كان بمجرد الانتهاء من الجولة لصعوبة نزع الكتل الخرسانية من الأراضي الزراعية وتوصيل المرافق لها بالرشاوي. دخلت في مناقشة مع أحد المزارعين.. وكيف تقدم به العمرولم يعد قادرا علي زراعة الأرض.. وأولاده تخلوا عنه.. وبالتالي هناك صعوبة في زراعتها فيعرضها للبيع أو للايجار وفي كلتا الحالتين هو  من الخاسرين.. وأنا علي المستوي الشخصي بعت ٤ قراريط أرضا زراعية عام ٢٠١١ بمبلغ 80 الف جنيه وبعد الثورة والتعدي علي الأراضي الزراعية وعدم الجدية فيمنع تلك الظاهرة امتد العمران الي تلك الأراضي فارتفع ثمنها الي مليون جنيه أي أغلي من الذهب. أتمني من الدولة أن تمد يدها للفلاح المصري وتشاركه همومه ومشاكله وتوفر له وسائل الزراعة بأسعار ليس فيها استغلال.. فهو يعاني من ارتفاع أسعار السولار.. والسماد.. وعدم توافر مياه الري..حتي نصل إلي الأمراض التي تفتك به ولا يجد وسيلة واحدة للنجاة من كل هذه المشاكل. نرجع الي تصريحات وزير التموين بل والقسم بأن كيلو اللحم سيباع علي بطاقة التموين بجنيه فقط وأن الفرخة سيكون سعرها 75 قرشا. كل هذا أيضاً للشو الاعلامي لأنه في الحقيقة ليس هناك لحوم أو فراخ ولا حتي زيت أو شاي أو سكر.. ويبدو أن الوزير هو المستفيد الوحيد من بطاقة التموين لأن هذه الأشياء تصل إلي منزله يوميا دون عناء.. أما المواطن الغلبان فعليه ان يستمتع بتصريحات الوزير فقط وأن يري اللحمة والفراخ في تصريحات الوزيرحنفي!!